السبت، 19 يناير 2013

أبناء الصوحان - بقلم بوزينب






اللهم أحيني محيى محمد وآل محمد، وأمتني ممات محمد وآل محمد..

ليست مجرد لقلقة لسان يقولها آباؤنا وأمهاتنا، بل تملك تاريخاً وحضارة، وتبرز انتماء وهوية هذا الشعب.


في التاريخ يقال أنه في العام السادس من الهجرة دخل شعب البحرين الإسلام طوعاً دون استخدام القوة، فكان مبعوث الرسول (ص) العلاء الحضرمي الذي حمل معه دعوته (ص) للدخول في الإسلام إلى حاكم البحرين آنذاك المنذر بن ساوى العبدي، وعلى الرغم من أن تلك الفترة كانت تشهد ابتداء تأسيس الدولة الإسلامية في يثرب، ووجود كثير من الصعوبات مع المشركين، إلا أن ذلك لم يمنع هذا الشعب الواعي من دخول الإسلام في ملّة محمد وآل محمد.


وحتى وفاة الرسول (ص) وما جرى بعدها من أحداث وانقلاب القوم، كان شعب البحرين ثابتاً على ما عاهدوا رسول الله (ص) عليه في غدير خم، وهذا ما كلّفهم كثيراً عندما قُتِلوا وحوربوا باسم "الردّة على الإسلام" التي روّج لها مؤرخوا السلاطين.


واقعاً لا يدخل العقل أن هذا الشعب الواعي والمتحضِّر الذي دخل الإسلام طوعاً بمكتوب من الرسول (ص) أن يرتد على الإسلام مباشرة بعد وفاته، كل ذلك كان ضريبة الولاء إلى محمد وآله، وكانت تلك هي مجرد البداية، ولنا في أجدادنا أبناء "عبد القيس" برهان على أصل انتماء هذا الشعب، فكان أبناء صوحان خير الأنصار لـ الإمام علي (ع) في معاركه، ويشهد بذلك استشهاد زيد بن صوحان الذي بالرغم من قطع يده في واقعة جلولاء إلا أنه أبى إلا أن يلحقها بجسده في يوم واقعة الجمل، وكان حامل راية الجهاد، وكان إخوانه ممن يتهافتون لنصرة أمير المؤمنين عليه السلام، وكان كذلك صعصعة بن صوحان الذين اعتبر من كبار أصحاب أمير المؤمنين (ع)، ومن الذين رفضوا البيعة لسواه، وقد قيل الكثير في حقّه من الإمام علي وأبنائه عليهم السلام وأصحاب الرسول (ص) وحتى أعدائه مما يشهد عليه فصحه وبلاغته وشجاعته، حيث نقل عن الصادق (ع): "وما كان مع أمير المؤمنين (ع) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه" ، وكان الممانع وصاحب الموقف (رض) ضد طواغيت عصره، حتى قال له معاوية بن أبي سفيان: "والله لأجفينَّك عن الوساد، وأشردنَّ بك في البلاد"، وقد نُفِيَ إلى منطقة بعيدة في البحرين وتوفي فيها تسمى اليوم بـ"عسكر".


وتشرَّفت كذلك أرض البحرين باحتضان فخر أبناء العرب إبراهيم الأشتر النخعي، ابن مالك الأشتر أحد خُلَّص الإمام علي (ع) ورفيق أبي الفضل العباس (ع) وطالب ثأر الإمام الحسين (ع). مواقف إبراهيم سُجِّلَت في التاريخ، حيث تربّى على حب محمد وآل محمد، وقاتل إلى جانب أبيه مالك في معركة صفين، حتى أتت ثورة المختار الثقفي على قتلة الإمام الحسين بعد استشهاده في كربلاء عليه السلام، وكان له الدور السياسي في ظهورها وتثبيت أركانها، وقد سحق بجيشه زمرة الجيش الأموي، واستطاع قتل عبيد الله بن زياد وأربعة من كبار معاونيه، وقد قال فيه ابن عباس (ع): "اللهم احفظ إبراهيم بن الأشتر، وانصره على الأعداء، ووفِّقه لما تحب وترضى، واغفر له في الآخرة والأولى"، وقد لقي حتفه في شهر جمادى الثانية سنة 71 هـ بمعركة كان هو قائدها في مواجهة جيش عبد الملك بن مروان الأموي، وقُتِل في تلك المعركة، ومرقده يقع بـ جزيرة قرب ساحل عسكر، وتسمى جزيرة الشيخ إبراهيم.


وعلى أساس هذا الارتباط العظيم التاريخي حُوربنا، على أساس ولائنا لـ علي (ع) استُهدفنا، وعلى أساس التزامنا بالحسين ومبادئه قُتِلنا.. لأننا أصبحنا كأبناء علي نرفض التعايش مع الظالم، ولأننا أبناء "هيهات من الذلة" وكالحسين، لم نبايع أمثال الفاسق يزيد، اختار النظام الخليفي الانتقام من المذهب الذي حاربه سابقاً الأمويون والعباسيون وكل طواغيت العصور لقوله الحق، فاستهدف الخليفيون أضرحة أبناء صوحان وخرَّبوها في محاولة يائسة لمس تاريخ انتماء هذا الشعب، ولم يكتفوا بذلك حتى عمدوا إلى مساجد المناطق الشيعية فهدموها وحرقوا قرآننا! واستباحوا مآتمنا، ومُنِعت مواكب العزاء، واعتُقِل خطباء المنابر ورجال الدين، كل ذلك كان من أجل الانتقام من مبادىء ثورة الحسين التي اقتدينا بها.


كون أغلبيتنا شيعة ويذوب في محمد وآل محمد لم يعنِ يوماً رفض التعايش مع الطائفة السنية، كوننا حسينيون نرفع شعار "هيهات منا الذلة" لم يكن يعني أننا سنبيد كل سُني.. قال العلامة القائد السيد هادي المدرسي: "إنّ الطغيان هو الطغيان، سواء قام به آل ثمود، أو آل أميّة، أو آل خليفة.. وإنّ الظلم هو الظلم، سواء فعله فرعون، ونمرود، أو يزيد بن معاوية، أو حمد بن عيسى"..

إنما خرجت هذه الثورة للمطالبة بحقوق الشعب كل الشعب بلا استثناء، لخير المواطن ولإرساء حق الشعب في تقرير مصيره.


صنّف عديد من السياسين ووسائل الإعلام أن الشعب البحريني يُستَثنى اليوم من بين ثورات الربيع العربي بسبب ذنب كون غالبيته ينتمي إلى الطائفة الشيعية "75% من شعب البحرين" ، وبذلك حُرِم من فزعة المجتمع العربي بكافة أطيافه، ولم يكتفِ بذلك حتى شجّع على إبادته وقتله، فكان النظام الخليفي يقتل بدم بارد ومعه درع الجزيرة الذي ذبح بشغف.


اعلموا أننا لن نتباكى استجداءً لفزعتكم، لن نتنازل أبداً عن هويتنا وأصلنا لأجل موقفكم المفروض.. لن نهتم، لن نكترث، لن نبالي، وكل ما جرى لنا جعلنا نتمسك أكثر بأبي عبد الله الحسين.. إن صرخة آلاف البحرينين "مثل لحسين .. شيعة نصير مظلومة" التي اعتلت في زيارة الأربعين عند مرقد الحسين الشريف تكفينا.. رفع أعلام البحرين في كل بقعة من بقاع كربلاء تغنينا عن ألف وقفةوتضامن في أي بلد.. بل غدت تثبِّتنا أكثر على الموقف..


اخترنا أن تكون ثورتنا ثورة غريبة مظلومة لا ناصر لها ولا معين، اخترنا أن تكون ثورتنا ثورة شعب أعزل في وجوه طغاة مسلَّحين.. اخترنا التضحية والفداء، فكان الانتصار بالدم على السيف.. نعم اخترنا ثورة الحسين ولن نحيد عن الحسين.


قصيدة رائعة أحببت أن أختم بها من تأليف نادر التتان وعبد الله القرمزي..


أنا البحرينُ من مِثلي .. وآلُ البيتِ شـُطــآنـــي

ولي في الحبِّ تــاريخٌ .. مدى تاريخ ِ إنساني !


هُـنا شبّت على صدري .. عذاباتُ ابن ِ صوحان ِ ..

ونجلُ الأشتر ِ استلقى .. على مائي وألحاني ! ..


هُـنا عاشا هـُـنا ماتا .. شهودُ الأرض ِ هذان ِ

على أصلي على فصلي .. على ديني دليلان ِ !

هُـما بابي إلى الزهرا .. هـُما ميناءُ أحزاني

هـُما توثيقُ تاريخي .. فهل مِن مُدّع ٍ ثاني ؟!


بتوليٌّ من الضلع ِ .. وماءُ البحر ِ مِن دمعي .. وحزنُ الدار ِ غيماتي ..

حسينيٌّ ومِن حيدر .. وجذري من بني الأشتر .. يـُغذي صبرَ نخلاتي !! ..


سلوا ضميرَ الثرى عن قبوري .. فآلُ صوحانَ بعضُ جذوري

سـلوا النخيلَ هـُـنا عن ولاها .. تـجيـبُ: أنَّ عـلـيـاً أمـيـري !


حيدري .. قد حملتُ التراثَ العريقا ..

حيدري .. من يغيّبُ شمسَ الحقيقة ..

حيدري .. وابنُ صوحانَ خيرُ وثيقة ..

حيدري .. وهوَ نهجٌ لنا وطريقة ! ..


قبورُكم فوقَ أرض ِ الخلودِ .. لهم تـُبرهن عُمقَ وجودي

وهل تساوى على الصخر ِ نقشٌ .. بآخر ٍ كانَ فوقَ الجليدِ !


قد لاحقونا فيكَ يا حيدر .. وهماً ليـُمحى ذكركَ الأطهر ..

كي يسرقوا تاريخنا منا .. منذ ُ متى كانَ لهم أشتر ! ..


اسرق ضربة َ الكرار ِ في الضربِ ..

اسرق خيبراً من زنده الصعبِ ..

اسرق حُـبّـهُ المحفورَ في قلبي ..

وادفن سوْءة ابن العاص ِ في الدربِ ..


تريدون سرقَ معاليه .. وليس لكم ذرة ٌ فيه

ألستم قتلتم علياً .. وذبـّـحتـُمُ في مواليه ؟!

                          
آثارنا غـنـّى بها الحادي .. واخضرّ منها السهلُ والوادي ..

بالعـُـلما تــاريــخهــم باق ٍ .. يــا إرثَ آبــائي وأجـــدادي ! ..







بوزينب

@AbuZainab_7

إلى المنامة يا شعبي - بقلم زينب التاجر



#نبيل_رجب : #المنامة هي عاصمتكم.. فهبّوا إليها ولا تخشوا السجون، فإنّها والله أفضل من العيش الذليل دون كرامة ودون حقوق

--------

شعبنا الغالي عليكم بالمنامة
لا تخلّوا الظالم يحصِّل مرامه
وخلّه يعرف أبد ما تِحصَل سلامة
يلاقي من عاداكم حتوف المنيَّة

لا تسكتوا عن تعدِّي أو شتايم
خلّوا المرتزق من أفعاله نادم
تعلّموا من علي الأكبر ويه جاسم
دايم يحامون عن خدر الزجيَّة

زلزِلوا أرض البلد الله أكبر
يرتعب منها العدو ويبقى محيَّر
إحنه عشّاق النبي وأولاد حيدر
ومن حسن وحسين صرنا ضيغمية

إحنه ما نقبل حمد يبقى ببلدنا
ولا ولي عهده فلا نرضاه إلنا
نريد حاكم عادل ويجمع شملنا
بعد مـ تشتت من أولاد الدعيَّة


زينب التاجر
@zeezoo_7

الشعب استيقظ يا عباس - بقلم ليث البحرين


ساجداً لله، باسم الوجه، جريء، متقدم الصفوف، هذا ما لاحظته على القائد الميداني الشهيد عباس الشيخ في ليلة تقرير المصير في قرية بني جمرة في رمضان سنة ١٤٣٢ هجرية، شهر أغسطس ٢٠١١ ميلادية.

لفتني ببسالته، نظراته الواثقة، جرأته وتقدمه المستمر باتجاه المرتزقة، فكان آخر من ينسحب، وأول من ينزل في المواجهات، بطلٌ عاينته شخصياً في ليلة لن تمحى من ذاكرتي أعادت لي الروح، وكانت نقطة انطلاق حقيقية للائتلاف بعد احتلال ميدان الشهداء وهدم نصب دوار اللؤلؤة.

بعد ذلك سألت عنه وعرفت اسمه وبطولاته، وإنه كان مطارد أيام السلامة الوطنية، وعلمت عن إصابته، ومرضه، ونهايةً كان باستشهاده على فراش المرض بعد إصاباته المتكررة التي أدت لإصابته بمرض السرطان.

رحل عباس الشيخ في يوم تاريخي حافل، حيث اصطحب معه ثلاثة شهداء في يوم ٢٥/١/٢٠١٢، الحاج سعيد السكري مختنقاً بالغازات السامة، والمظلوم منتظر فخر شهيداً تحت التعذيب الوحشي في سجون آل خليفة، والبطل محمد إبراهيم يعقوب شهيد الغيرة الذي استشهد دفاعاً عن العرض، وقدم نفسه فداءً للحرمات، وقد استشهد متأثراً بإصابته، وبسبب التعذيب، والضرب الوحشي الذي تعرض له بعيد اختطافه.

رحل عباس الشيخ تاركاً رفاق دربه، يتطلعون لروحه العظيمة، كمدرسة شريفة، يستقون منها العزة والكرامة، وينهلون من روعتها عنفوان الصمود والمقاومة والبسالة، فعباس الشيخ لم يكن قائداً ميدانياً بل ملهماً لجيل بأكمله في مثلث الصمود رغم صغر سنه ولكنه أعطى بإخلاص منقطع النظير واستحق أن يكون القائد الميداني الأبرز في ميادين تقارير المصير.

لم تتزوج يا عباس رغم جمال روحك، وأناقتك، وأخلاقك، وشخصيتك القوية الملهمة، آثرت أن تعطي القضية كل عمرك، وأن تكون شريكتك هي معاناة أهل وطنك لتنقلهم باستشهادك من مرحلة الخضوع، إلى مرحلة المقاومة الفذة بكل مقوماتها، وما عملية فجر الحرية التي أصبت بسببها وكانت بداية طريق الشهادة إلا إحدى علامات نبوغك وروعتك.

يا عباس ألهمنا من معانيك كيف نخلص للوطن وللشهداء، كيف نخفف معاناة المظلومين، ونترك شهواتنا وما تريده أنفسنا الأمارة بالسوء لنمضي على شاطئ الرحمة، وفي درب الشهادة والعشق الإلهي الأصيل، اعطِنا من روحك بعض جمالها لتزدان أنفسنا الشحيحة بعطاياك الجمة.

الشعب استيقظ يا عباس، فما عاد بعد عطاءاتك العظيمة يرضى بالذلة، فرغم الجراح ما زال الشباب يقودون الثورة رغم علمهم بشح الناصر، وقلة الدعم، وإمكانية الاعتقال، أو الإصابة، أو حتى الاستشهاد ولكنهم ماضون على دربك حتى ينالوا إحدى الحسنيين: النصر، أو الشهادة.

الشعب استيقظ يا عباس بإصرارك، وصمود أقرانك، الذين نرى في وجوههم نور وجهك، ونمس فيهم رجولة عبد الرضا بوحميد، وإيمان علي المؤمن، واستشهادية أحمد فرحان، وعنفوان علي بداح، وإخلاص علي الشيخ، ونقاء هاني الفردان، وصمود عبد الكريم فخراوي، وثبات صبري، وحماس حسام، ونقاء يوسف موالي.

الشعب استيقظ يا عباس، وما عاد للعبودية لغير الله في قاموسه من معنى، لقد ولـَّى زمن الهزائم، وآن زمن الصمود، فبعزمكم إننا صامدون، وبثباتكم يا أبطال الميادين إننا صامدون، وبرجولتكم الفذة الواعية إننا صامدون، فكيدوا يا آل خليفة كيدكم، واسعوا سعيكم، فوالله لن تمحوا وجودنا، ولن تميتوا عزيمتنا، إن القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة، وإننا بعباس الشيخ، ومن سار على نهجه لمنتصرون.

الشعب استيقظ يا عباس
من شفتيك الناطقتين
يا وشم الدمدم والرفضِ
يا سر العزِّة في أرضي


إهداء لعباس الشيخ وشهداء البحرين


ليث البحرين
@Bahrani_Lion

الثورة كمسجد الصبور .. سقفها السماء ! - بقلم الحر الموسوي


هل المطلوب وحدة القيادة.. أم وحدة الهدف؟؟!
هل المطلوب وحدة تعدّدية.. أم وحدة صنمية؟!

تذكّرت مسجد الصبور الذي رفض السقف إلى يومنا هذا, ولم يقبل بغير السماء سقفا له, حينما تذكرت الكلمة التاريخية لسماحة القائد الشيخ المحفوظ فرج الله عنه وبقية القيادات والرموز حينما قال: "هذه ثورة الشباب.. لا تجعلوا لكم سقفا.. فسقفكم السماء.. نحن مجرد داعمين لكم" .

بينما حاولت بعض الجهات منذ 23 شهرا لتركيب سقف على الثورة, ومحاولة فرض قيادة على هذا السقف لاحتواء الثورة وتوجيهها, ومحاولة تمثيلها وتمثيل مطالبها تحت قيادة مركزية تتمثل في شخصية معينة في قبال دعوات اللامركزية في القيادة تحت ذريعة "الوحدة" .

في الوقت الذي سعى فيه البعض ولا يزال يسعى ليفرض نفسه كقيادة على الثورة, كان هناك أيضا من سعى ويسعى بإخلاص بتقريب وجهات النظر وخلق أرضية مشتركة للانطلاق منها إلى تحقيق أهداف الثورة.

كان الفرق شاسعا وواضحا منذ البداية في دوار الشهداء بين من سعى إلى "وحدة القيادة" وبين من سعى إلى "وحدة الأهداف", فمن كان يسعى إلى وحدة القيادة كان يسعى لمصالحه الحزبية، وعينه على استحقاقات الثورة, بينما كان من يسعى لوحدة الأهداف من أجل مصلحة الثورة.

حاول الحزبيون بكل الطرق استغلال مفهوم الوحدة لاحتواء الثورة تحت مظلتهم الحزبية، وهذا تدليس واضح لمفهوم الوحدة واستحمار فكري واضح، لأن الوحدة لا تعني إلغاء الآخر وتهميشه, وإخضاعه لقيادتك.

الوحدة تعني التكامل, وتعني التعاون لتحقيق الأهداف, وليس السيطرة على الآخر ومصادرة مطالبه وآرائه, ومحاربة شعاراته وأهدافه, فهذا النوع من التوجهات والمفاهيم لا يصنع إلا وحدة عرجاء وعوراء، وتُأصِّل لديكتاتوريات بديلة عن الأنظمة.

وحدة القيادة تدعو إلى الخضوع والاستسلام لشخص واحد ولرأي واحد, هي حالة صنمية تخالف التعدّدية والديمقراطية, وتخلق بيئة طبيعية لولادة هُبَل جديد, وفرعون جديد, على مجموعة عبيد, أو تخلق حالة قطيع.

إن وحدة القيادة لا تعني شخصا, ولا تعني قائدا وحيدا يستأثر بالقرار, بل تعني وحدة القرار والأهداف من قيادات متعددة, لأن الأهداف يمكن جمعها, بينما القيادات المتعدّدة لا يمكن إلغاؤها أو اختزالها في شخصية واحدة. إن وحدة الهدف أو الأهداف ممكنة, بينما وحدة القيادة في شخص مستحيلة في ظل التعدّد والتنوّع، إلا اذا كان هناك قائدا مقبولا من الجميع ويتبنّى مطالبهم ويعبِّر عن همومهم جميعا, أو يكون هو من أطلق الثورة.

إن هذا الأمر غير متحقِّق بالنسبة لثورة البحرين, لذلك فشلت كل حفلات تنصيب قيادة على الثورة, وفشلت كل مهرجانات وضع سقف لمطالب الثورة, كما فشلت الدعوات لخنق شعارات الثورة.

إن الدعوات إلى قيادة الشخص الواحد دعوات غير ناضجة وقراءتها غير دقيقة, سواء جاءت من جمعيات أو شخصيات في داخل السجن أو من خارجه، ولا تنتمي لهذا الجيل الجديد من الشباب الذي يرفض أن يوضع سقفا أو شخصا على رأسه.

لا يمكن أن تضع قائدا على ثورة لم يطلقها فحسب, بل لم يتبنّى حتى مطالبها لاحقا, فضلا عن محاربته شعاراتها, فتكون الدعوات لمثل هذه القيادة نوعا من الترف، والقيادة من أجل القيادة، وهذا مرض خطير يهدِّد الثورة، وهي محاولات بائسة كمحاولة الرقص في وسط المسجد أو الصلاة في قاعة ملهى.

إن الفارق كبير بين من يقول: "أنتم القادة والسماء سقفكم ونحن معكم" , وبين من يقول: "نحن القيادة، ونحن سقفكم، وكونوا معنا وتحت أمرنا وقيادتنا" .

إن القيادة الحقيقية هي التي تدعو وتعمل على تحقيق مطالب الناس, وليس القيادة التي تحقِّق مطالبها بالناس، وإن الفارق أكبر بين من يدعو إلى الوحدة التعددية, وبين من يدعو إلى الوحدة الصنمية.

إن الشباب والثورة خلال 23 شهرا الماضية أثبتوا أنهم كمسجد الصبور.. لا يقبل سقفا غير السماء..

ودمتم بخير.


الحر الموسوي
@asmohd2

إنها فاتورة ندفعها.. هي زوايانا نكررها - بقلم السيد محمد علي العلوي


3 ربيع الأول 1434هـ/ 15 يناير 2013م

ماذا لو أعلنت قوى 14 فبراير تراجعها عن السقف الأعلى (إسقاط النظام) بعد وقوفها على بعض الأخطاء في تشخيصاتها السابقة؟ كيف سيكون موقف جماهيرها؟

ماذا لو أعلنت قوى المعارضة السياسية تجاوزها لمطلب (إصلاح النظام) وتبنيها للسقف الأعلى (إسقاط النظام) بعد أن يتبين لها خطأ ما كانت عليه؟ كيف سيكون موقف جماهيرها؟

ماذا لو أعلن آية الله العظمى المرجع الديني (… دام ظله) تراجعه عن فتواه بـ(حرمة التطبير) بعد أن قام عنده دليل على (جوازه)؟ كيف سيكون موقف مقلديه؟

ماذا لو أعلن آية الله العظمى المرجع الديني (… دام ظله) تراجعه عن فتواه بـ(جواز أو استحباب التطبير) بعد أن قام عنده دليل على (حرمته)؟ كيف سيكون موقف مقلديه؟

كلها ممكنات لا ممنوعية فيها على الإطلاق، أما الموقف السياسي فبناء على تحليلات ومعطيات قد يتراجع صاحبها عنها في لحظة مراجعة، وأما الفتوى الشرعية فبناء على أمارات معينة قد يراجعها الفقيه أو يراجع غيرها فيظهر له عدم صوابية الدلالة التي انتهى إليها سابقًا، وكل هذا ممكن قطعًا، ولو أن الجماهير تدرك ذلك لما فكرت ساعة في التعصب إلى رأي أو أن تحصر نفسها في زاوية ضيقة لا ترى فيها غير نفسها، ولكن الحال على العكس من ذلك تمامًا، إذ أن الحالة العامة يغلب عليها التثاقف الحاد جدًا، ومنه تبرز العديد من حالات الإنفلات الثقافي الهستيري الشديد، ترافقه رذيلة العزة الأخاذة بالإثم عن سبق إصرار وترصد مطلقًا.

لقد أدت بنا حالات الإنغلاق الثقافي إلى ظلامية في الأفق حتى أصبحنا لا نرى حوارًا إلا وينتهي إلى تنازع وتخالف وعراك وقطيعة، فلا هذا يريد أن يفهم ولا ذاك على استعداد ليعلم، وهو الوضع الطبيعي لمن يرى نفسه الصح المطلق مع رفض تام لتغيير موقفه مهما قامت على التغيير أدلة وبراهين، وهذا لأنه بالأمس كان دفاعه شرسًا عنيفًا متصلبًا صنميًا وكأن رأيه بوحي من السماء، ولذلك فهي عظيمة عليه أن يبدي تراجعًا ولو طفيفًا، والنتيجة أنه يكون أمام أمرين، فإما أن يواصل الدفاع (الغبي) فتأخذه العزة بالإثم ويبدأ بالتخبط والكذب واتهام الآخرين انتصارًا لنفسه الأمارة بالسوء، وإما أن ينزوي ويعيش حالة حادة من ردات الفعل السلبية.

من الضروري جدًا أن يثبت الواحد منا على قناعاته ومواقفه إذا كانت عن استدلالات صحيحة مستقيمة، ولكنه من الضروري أيضًا أن لا يغلق الأبواب على نفسه وفي وجه الآخرين، بل الأهم أن يبقى مراجعًا لنفسه دائمًا متدارسًا لقناعاته ومواقفه، ومتى ما جدت معطيات جديدة تحرك هو في أطره الخاصة القابلة لبلورة القناعات أو تصحيحها أو تغييرها من رأس، ولا عيب في ذلك طالما أن الحاكم هو الدليل والبرهان، فنحن أبناء الدليل أينما مال نميل، وهذا لن يكون إلا بالانفتاح على مختلف الثقافات بعد البناء الأساسي الذي يحدد الإطار المرجعي الأصل.

في تقديري أننا مقبلون على تحولات سياسية ليست بالبسيطة، وخطرها ليس فيها، وإنما في ما تؤسس له من ثقافات جديدة لا أراها –في الغالب- مناسبة لنا، وإن لم نتغلب اليوم على زوايانا الثقافية والفكرية المقيتة في حديتها وضيقها فإننا كمجتمع سوف نقع في مستنقع خطير جدًا هو في الواقع تابع لمقدمات سياسية قد صيغت بالفعل، وما أتوقعه هو أننا سوف نجانب الصواب في خياراتنا أو أننا سوف ننفر من كل طرح ديني كان أو غير ذلك، ولا أستبعد أن نتحول إلى شيء يشبه جماعة (Hippies)، ولن يأخذنا إلى هناك إلا ضيقنا (التديني) وصدورنا الحرجة من الآخر..

والستار الله..

@alalawi14

{إضراب الكرامة}.. بين التفاعل وعدمه والوثوق بالائتلاف - بقلم HJHDhaif


دعا ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير البحراني لبرنامج ثوري تزامنا مع اقتراب الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التي وصفت بأنها الأكثر شعبية في تاريخ الانتفاضات الشعبية ضد الرعاع الخليفيين القادمين من الزبارة قبل 230 سنة.

ولمكانة تاريخ (14 فبراير) الكبيرة في قلوب البحرانيين كانت هذه الدعوات، لنرجع بأنفسنا للعام 2011 حيث بدأت الثورة في ذات اليوم باحتجاجات واسعة شملت كل مناطق البحرين توجت بتجمهر ضم مئات الآلاف بميدان الشهداء أو بما يعرف بمسمى (دوار اللؤلؤة).

في ذات التاريخ من العام الذي يليه في 2012 زحف الآلاف نحو عاصمة الصمود المنامة الشهباء ليصل كثر لميدان الشهداء في كسر صريح وواضح للطوق العسكري المتواجد بالميدان والمناطق المجاورة له، ليأتي 14 فبراير 2013 بدعوة للإضراب يوم ذكرى اندلاع الثورة يسبقها تهيئة بمسيرة في العاصمة المنامة بتاريخ 18 يناير 2013.

منذ أن أعلن الائتلاف فعاليتيه، والشعب في حديث متواصل عنهما، الإضراب صار موضوع يتناوله كل الشعب البحراني في ملتقياته على كافة الأصعدة -أصبح مادة للنقاش على الملتقى الإلكتروني البارز (التويتر)- فهنالك من يعوِّل على الائتلاف، وقيادته، وشبابه، والشعب المائل فطرة لتحركاته بالاستجابة للإضراب وشل البلد كأسلوب من أساليب محاربة النظام الفاسد، بل حشدوا ولا زالوا للإضراب، والمشاركة فيه بشتى الطرق والوسائل.

فئة ثانية اعتمدت على ما حصل إبان السلامة الوطنية من فصل عنصري، وتوقيف، ونقل طال عدد كبير من أبناء الشعب اتخذت فيه السلطة حجة الغياب عن الدوام أثناء أيام الدعوة للإضراب الصادرة بميدان الشهداء، والتي شلت الاقتصاد بشكل تام، فيرون أنه من الصعب جداً أن يتم إقناع الناس بخطوة ستؤدي بشكل كبير جداً في
قطع مصدر رزقهم، والذي غالباً ما يكون الوحيد الذي من خلاله تعيش أسرة بأكملها.

فئة ثالثة -أنا شخصيا من ضمنهم- أرى أن الائتلاف لم يقدم على الدعوة لهذه الفعالية إلا أنه قد درس خطوته بشكل دقيق ومفصل، الائتلاف واقعاً يتحلى بحنكة سياسية كبيرة لمسناها في كل فعالياته، وأصبحت هذه الحنكة عاملاً مسانداً للائتلاف، ويجذب الناس أكثر وأكثر للتجاوب مع نداءاته.

أعتقد أن الائتلاف درسها جيداً، وأحمل قناعة أن الائتلاف يصيب أهدافه مهما كان التجاوب مع فعاليته، فهو حليف النجاح دوماً كما لمسناه من كل ما دعى له من احتجاجات.

من هنا، أوجه دعوة لي ولكم يا شعبنا الصابر المقاوم تحت وطأة الظلم الخليفي والاحتلال السعودي للاستجابة لدعوة الائتلاف بالإضراب في 14 فبراير 2013، ولنجعل إضراب الكرامة ذكرى نفتخر بها ونخطوا بها نحو النصر.

@HJHDhaif

دعم الثوَّار المادي والمعنوي واجب الجميع - بقلم ثائر للحق





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

ثورة بدون ثوَّار كالتنور بدون نار..
ماذا تترجى من التنور؟ ضع العجين لِسنين ممتدَّة بداخل التنور، سيتعفَّن ويسقط وستخسره إذا لم تُشعل النار وتُذيق العجين شيئاً من حرارتها حتى تتحول إلى خبز.
كذلك هي الثورة في كل مكان وزمان،إذا ما انطلقت شرارتها واحتضنها الثوار وساروا بها نحو بوابة النصر،فلا فائدة منها ومن إطلاقها أساساً.

بعد هذه المقدمة الوجيزة، أرفع كفي اليُمنى عالياً وأنزِلُ قبعتي من على رأسي بيدي اليسرى وأنحني إجلالاً وإكباراً لجميع الثوار الصامدين في الميادين غير المُكترثين لآلة القتل والبطش الخليفية، أقول لهم سلامٌ عليكم وعلى أرواحكم النظيفة الشريفة العفيفة، لقد أخجلتمونا بصدِّكم لأعداء الدين والإنسانية من العبث بمناطقنا، ومنازلنا، وجميع أزقَّةِ قرانا، لقد سطَّرتم الملاحم وصنعتم المعجزات بصدوركم العارية، وقبضاتكم السمراء، وبمواجهة الظالمين في كل الساحات والميادين بشتى الأساليب السلمية الرادعة.

لقد أثبتَّم أنكم أهلاً لمواجهة الحرب النفسية فلم ينقطع نفسكم الطويل، بل تُقرُّون بأنكم ما زلتم في بداية الطريق،لقد حققتم نصراً كبيراً بثباتكم في الساحات، ومواصلتكم للفعاليات اليومية والأسبوعية، لقد تخطيتم كل العقبات والحواجز الطائفية فأصبح مطلبكم كما بدأتموه (للبحرين ولجميع المواطنين الشرفاء، من كلتا الطائفتين الكريمتين) لم تطلبوا جزاء مقابل تقديم أرواحكم ودمائكم، ولم تترقبوا شُكوراً على صمودكم وتعذيبكم وفصلكم وانتهاككم بأبشع صور الانتهاكات، أنتم فعلاً فخرنا وشرفنا وعزَّنا ولكم منا ألف تحية يا أبطالنا.

أيها الشعب الكريم:

إن دعم الثوار مادياً ومعنوياً واجب على الجميع حتى تستمر الثورة وتصل بنا سفينتها لبرِّ الأمان، ادعموهم بالكلمة والتغريد ونشر كلمات المدح والتقدير في جميع المنتديات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، فهذه الكلمة لا تستهين بها، هي عبارة عن وقود تضعه في خزَّان الثورة لتسير بدون تلكُّؤ أو تعب، ادعموا الثوار بالمال، ادعموهم بأي شيء هم بحاجة إليه، ادعموهم بالكمَّامات، بالكاميرات، بأجهزة حديثة يتواصلون من خلالها بشكلٍ سري وبعيداً عن الترصُّد والتعقُّب والمراقبة، ادعموهم بالتلسكوب والمنظار ليُقرِّبوا العدو الذي يتربَّص بهم من بعيد، ادعموهم بالإطارات المستخدمة والبالية،ادعموهم بأحذية وخُوَذ ونظارات ودروع السلامة، ادعموهم وادعموهم وادعموهم، فهم يضحون من أجلنا فلماذا لا نضحي من أجل استمرار الثورة؟


ثائر الحق
@ThaerLelhaq

هل استطاع النظام سحق شعار "غصبا عليهم"؟- بقلم ثائر للحق


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

بدأ هذا الشعار في الدوار بعد إطلاق سراح الرموز والمعتقلين، والسماح للمُهجَّرين بالعودة لأرض الوطن، فكان هذا الشعار ذا طابعٍ خاص ونكهة فريدة تميز بها شعب البحرين في موجة الربيع العربي التي اجتاحت الوطن العربي في تلك الفترة.

كان الهدَف من هذا الشعار هو إعلان تحدٍّ للنظام بأن ما قمتم به من انتهاك (سواءً بالسجن أو التهجير أو الفصل من العمل أو غيرها من الانتهاكات) لا صحة له أساسا، وما كان ينبغي لكم فِعله.

وأخَذَ الشعار في التوسُّع، وخصوصاً قُبيل فترة الإفراج عن الأخت المجاهدة آيات القرمزي وما بعدها بفترة وجيزة، فقد كانت فترة المهانة الوطنية هي فترة سكرة النظام، فقام باعتقال الآلاف، وفصْل الآلاف، وانتهك الآلاف من البيوت، واستباح العشرات من القرى والمدن، وفي ذات الوقت كانوا يلعبون بأعصاب الشعب، فتارةً يقومون بانتهاك -كما ذكرنا سابقاً- وتارة أخرى يتراجعون عن عملهم القبيح بطُرُق مثل الإفراج أو البراءة من التهم أو تخفيف الأحكام أو إرجاع بعض المفصولين للعمل.

وعندما رأوا كيف أن الشعب برغم تلك الانتهاكات إلا أنه مازال يتحدّاهم بهذا الشعار المدوِّي والفاضح والمتحَدِّي لغطرساتهم، قاموا بانتهاج سياسة التمطيط والتسويف والتأجيل والإرجاء -كما نرى حالياً وخصوصاً في ما يتعلق بالمعتقلين وعلے الأخص المحكومين ظلماً منهم-.

سأطرح سؤالاً على القارئ الكريم،وليُجِب بكل صراحة:
لو تم الإفراج عن نبيل رجب أو المحافظة.. هكذا فجأة.. هل ستقول "غصباً عليهم" أم ستقول: "أووه أفرجوا عن نبيل ها؟" ؟
أتوقَّع أن الكثيرين ستكون ردة فعلهم باستغراب الإفراج -وسيقول الخيار الثاني- وخصوصاً في هذا الوقت التصعيدي من قِبَل النظام الهمجي.

لذلك "غصباً عليهم" كانت تُقال تلقائياً من قبل الشعب لأنهم كانوا يتوقعون الانفراج في أي أمر، كالإفراج مثلاً في وقت هم يحصرونه ما بين مدّتين زمنيتين محددتين، ولكن النظام أدرَك ذلك وحارب هذه الجزئية لما تسببه له من قلق وغم، فأخذ يُنافِس الشعب في طول نفَسه، وأخذ يُؤجِّل القضايا ولا يُعير أي اهتمام لمطالب الشعب ومطالبات المنظمات الدولية والدول الغربية وغيرها.

نعم.. إن شعار "غصباً عليهم" يقضُّ مضاجع العدو الخليفي، لأنه إعلان تحدٍّ لهم، وتأكيد على ممارساتهم الباطلة..

الظالم يحارب كل ما يُعكِّر صفْوَ عيشِه، وهذه إحدى الشعارات التي حاربها، ويبدو أنه نجح في القضاء عليها تقريباً، فجعل الشعب بدل أن يقولوا "غصباً عليهم" أن يقولوا "ماذا دهاهُم ؟!" !

ثائر للحق
@ThaerLelhaq
2013/1/16م

لقد خاب المُطبِّلون وفاز المُطالبون - بقلم ثائر الحق


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

بدأت معركة تطبيل الموالين للنظام مع انطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير ٢٠١١م، واشتدَّ تطبيلهم بعد قمع المعتصمين السلميين في دوار اللؤلؤة، وجنَّ جنونهم مع إعلان حالة الطوارئ (فترة المهانة الوطنية) فاتُّخِذَ من التلفزيون الأعوَر منبراً لمدح القيادة الخليفية، وتوجيه كل أصابع الاتهام للمواطنين الشرفاء، فلم يسلَم أي مواطن شريف من التهجُّم، والسب، والشتم، والقذف، والاتهام من قِبَل عصابة المطبلين في تلفازهم المشؤوم.

ظهرت أسماء لم نكن نسمع بها من قبل، وليس لها أي قيمة أو وزن مجتمعي، أرادوا من خلال تلك البرامج الفتنوية إظهار قدراتهم الشيطانية، وضرب الوحدة الوطنية، وبث الفرقة الطائفية؛ ففُسِحَ لهم المجال وأدلَوْا بدِلائهم فخلقوا من تطبيلهم مطبلين لهم.

لا أودُّ ذكر أسماء هؤلاء المنحطِّين في مقالي، الكل يعرفهم، ويعرف أدوارهم التي مارسوها في تلك الفترة، وأخذ الطبالة يُعوِّلون عليهم، وعلى تطبيلهم،ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

أين اختفت كل تلك الأسماء؟

أين ذهب جهدهم الذي بذلوه لتلميع صورة النظام المشوَّهة أصلاً؟

وعلى ماذا حصلوا وبماذا كُفِئوا؟

وإن كانوا حصلوا على المال أو المناصب إلا أنهم يعلمون بأن النظام عندما ينوي التخلُّص منهم فإنه لن يتردد بإلقائهم في المزابل، وربما يستبدلون الطبال بالمُعارِض حتى تبقى مصالحهم ويبقى اسمهم وتبقى سلطتهم.

ومن ناحية أخرى نرى أن جميع المُطالِبين بحقوقهم، وحريتهم، وإنسانيتهم، ما زالوا يصدحون بأصواتهم، وما زال الحق يلتف حولهم ويمشي معهم، فلم تأخذهم في الله لومة لائم، ولم تُغريهم الأموال، والجاه والسلطة، والمنصب، والولائم، فحماسهم، وثباتهم، وصمودهم، ما زال قائم، حتى القنوات والإذاعات التي وقفت بصدق مع الحق، ومع الثورة وقامت بدعمها إعلامياً ما زالوا يسيرون بنفس النفَس، وبوتيرة متصاعدة، مُتَّحِدِين في هدفهم، ومُتحَدِّين لعدوهم.

ومن هنا يتأكد لنا بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، والله ناصرنا ومُعيننا على عدوه وعدونا.


ثائر الحق
@ThaerLelhaq

قُم تٓكَلَّم - بقلم الغالبون


قُم تٓكَلَّم
أَوَلَم تَسمَعْ نِدَاءَاتِ البَشَر
والحِصَارُ
والدَّمَارُ
حَلَّ مُذ جَاءَتْ جُيُوش العَارِ فِي أَقْسَى صِوَر

قُم تَكَلَّم
لَيسَ لِصَّمتِ بَيَانٌ حِينَمَا زَادَ القَهَر
هَل تُرَى صَمتُكَ نَصرٌ؟!
حِينَ زَادَ القَتْلُ فِينَا
أَم عَلَى صَمتِكَ أَبْديتَ الظَّفَر

لَا تَقُل لِي أَنتَ فِكرٌ
بَل عَلَى صَمتِكَ قُبحٌ
وَشَنَارٌ
عِندَمَا صِرتَ تُنَادِي لَا مَفَر

أَوَهَل زَالَ الخَطَر؟!
أَم عَلَى مَدِّ النَّظَر
كَانَت صُفُوفٌ
كُلَّمَا فِيهَا جِرَاحٌ تُعتَفَر
أَوَهَل تَعلَم؟ بِأَنَّ الصَّمتَ لَا.. لَن يُغتَفَر
وَسِيَاطُ الصَّمتِ لَن تَرحَم زُنُودَاً وَظَهَر

قُم تَكَلَّم
فَهُنَاكَ النُّونُ نِسوَة
وَهُنَاكَ الشَّيخُ وُالطِّفلُ شَبَابَاً
قُتِلُوا مَا إِنْ أَتَى وَقتُ السَّحَر
أَوَهَل شَابَ النَّظَر؟

قُم تَكَلَّم،،، قُم وَقَاوم
فِإِذَا رُمتٓ انْتِصارَاً.. قُم لِتَعْلَم
أَنَّ لِليلِ شبٓابَاً نَصرَهُم حَتمَاً صَدَر

قُم وَقٓاوم
يَأْسُكَ المَوجُودُ فِيكٓ
كُلّٓهُ جَمعٌ مِنَ العارِ اسْتَقَر

وٓلَإِنْ صَارَ مَمَر
حِينَهَا نِيرٓانُ جَمرَاتٍ سٓتُرمَى
فٓوقَ رَأسٍ كُلَّ مَا فِيهِ حَجَر

قُم تَكَلَّم
قُم تَكَلَّم
قُم وَقُم وَانْهَض وَقَاوم
لَيسَ فِي نَصرِكَ إِلاَّ
غَلَيَانُ الدَّمِّ فِي وَاقِعِنَا الصَّعبِ الأَمَر

وٓلَإِنْ لُذتَ فِرَارَاً
أَو إِلَى خَوفِكَ قَد أَقفَلتَ بَابَاً
يَا جَبَانٌ
أَنتَ سِقطٌ فِي نِفَايَاتِ الذُّنُوبِ
سَوفَ تُرمِيكَ قُلُوب النَّاسِ إِنْ حَانَ الظَّفَر
وَإِلَى صَمتِكَ عُذرَاً
إنِّهُ زَانِيَةٌ
كُلَّ مَا فِيهَا خَطَر

ملحوظة: (ليست تهجم على أي شخصية سياسية)


الغالبون
@algaleb00n

لماذا تجب محاربة العصيان واستهداف الاقتصاد؟ - بقلم دماء الشهداء


إنَّ من يحمل مشروعاً جدياً ولديه رغبة حقيقية من أجل تحقيقه فإنه لا يكف عن التفكير في إيجاد السبل الأفضل والأقل تكلفة واستهلاكاً للوقت والجهد من أجل إنجازه. وترجمة لهذا المشروع والرغبة الجادة يكون بين يديه خطة عمل وأجندة محددة وواضحة وبرنامجاً زمنياً وإشرافاً عليه ومتابعة حثيثة ودقيقة لمراحل تنفيذه. وعندما تعترض طريقه بعض العقبات وتواجهه التحديات فهو تلقائياً يعمل جاهداً على تذليلها وتجاوزها كي ينجح مشروعه ويبلغ أهدافه.

أما المتخبّط غير الجاد في مشاريعه وقراراته، والذي تسير أموره على البركة كما يقال، فهو قبل أن يرى ما هي أهدافه وطموحاته وما يجب أن يكون عنده من منجزات ليس له تفكير إلا في العقبات والعراقيل التي قد تسدّ طريقه وذلك لأنه لا يريد أن يكلّف نفسه ما لا يرغب في القيام به وتحمّل آثاره وتداعياته.

وإذا فرضنا أنَّ كلا الرجلين يحملان مشروعاً نبيلاً يهمهما نجاحه وبلوغ أهدافه. فالأوّل يتعاطى بروحية المشغول بالوصول إلى المرحلة النهائية من المشروع الذي بدأه وجني الأرباح والمكاسب ثم الحفاظ عليها وزيادتها واستثمارها. أما الثاني فهو وإن كان مشروعه نبيلاً ومشروعاً لكنه لا يبذل مجهوداً مثمراً وصحيحاً من أجل أن ينجح المشروع ويأتي بالأرباح والمكاسب، وإنما يعتمد في عمله على العشوائية والحالة العاطفية التي قد تنتابه بين فينة وأخرى والتي تعطيه الحافز للعمل وبذل المجهود دون أن يكون له برنامج واضح وأجندة محددة يتابعها ويشرف على تنفيذها بدقّة وإتقان.

هذا هو حال ثورتنا المباركة عندما تفتقر إلى وجود مشروع واضح وخطة عمل مرسومة تضع حداً نهائياً لغطرسة الخليفيين وتنهي استبدادهم واستئثارهم بالدولة وبثرواتها.

وحديث الساعة في الوسط الشعبي بلا شك هو حول الدعوة إلى الإضراب العام في ذكرى انطلاق الثورة بتاريخ 14 فبراير 2011 واضعين في الحسبان التجربة السابقة للإضراب منذ اليوم التالي وسقوط الشهيد الثاني في الثورة فاضل المتروك بعد شهيدها الأول ومفجّرها علي مشيمع. لقد كان الحماس الشعبي على أشدّه والروح الثورية مسيطرة على الساحة ولم يكن هنالك مجال إلا ما تفرضه الجماهير فجاء الإضراب في هذا السياق وتبناه اتحاد نقابات عمّال البحرين ولاقى استجابة واسعة شلّت على إثره أغلبية قطاعات العمل والإنتاج وتغيّب العمّال والموظفون عن أعمالهم وتوجهّوا إلى الدوّار وشاركوا في المسيرات الضخمة التي انطلقت منه وإليه وإلى مختلف الهيئات والمؤسسات العامة. استمرّ الإضراب حتى يوم 20 فبراير وبعدها فوجئ الشعب بإعلان من الإتحاد -كما نشر في الصحافة- بوقف الإضراب لما أسماه تحقيق المطالب بسحب الجيش والسماح بالتظاهر السلمي، في حين أنها ليست هي المطالب التي حملتها الجماهير، وأضربت على أساسها، ولأنّ خطوة سحب الجيش لم تأت بناءً على اتفاق أو لوجود ضمانة بعدم تكرارها كما حصل لاحقاً، وإنما جاءت لامتصاص التموج الجماهيري الخطير بعد واقعة إصابة الشهيد عبد الرضا بوحميد على مشارف الدوار برصاص الجيش عقب ختام فاتحة الشهيد فاضل المتروك. ثمّ إن الحق في التظاهر والتعبير استحقاق وليس مطلباً وهو ما فرضته الجماهير بنزولها بعشرات الآلاف غير عابئة بالقمع وإطلاق الرصاص.

النتيجة، أنّ الإضراب أُفشل ولم يفشل بذاته لأسباب عدّة، منها:

1. الإضراب لم يحقق أهدافه بسقوط الحكومة على أقل تقدير.
2. الإضراب لم تستكمل خطواته واقتصر على الإضراب عن العمل والدراسة دون خطوات أخرى مساندة وموسعة ومتعددة، وهو ما يؤكد غياب أجندة واضحة ومحددة وبرنامج عمل يستمر حتى تتحقق النتائج وتبلغ الأهداف. فللإضراب صور عديدة وليس مجرد الامتناع عن الذهاب إلى الأعمال والدراسة أو الخروج في المسيرات.
3. الإضراب وبدلاً من أن يكون وضعه وانطلاقته بيد الشعب سُلّم إلى الاتحاد العمّالي، الذي بدوره خضع واستجاب للضغوط والتهديدات، فكانت خيبة الأمل والاستياء لدى المضربين وعامّة جماهير الثورة الذين ضحّوا بأعمالهم ومواقعهم الوظيفية والدراسية من أجل تحقيق أهداف الثورة.

وعليه، فإنّ:

أ. من يملك جديّة فإنَّه سيجتهد بتوفير الظروف والبيئة المطلوبة لإنجاح الإضراب وتفعيل ورقة العصيان المدني بكافة صوره وأدواته. وسيعمل على معالجة النواقص، واستكمال الاستعدادات اللازمة لإنجاح الإضراب ومن ثمّ العصيان المدني الواسع والشامل.
ب. من لا يملك جديّة ولا يتبنّى التصعيد أصلاً، وإن كان سلمياً فإنه سيجتهد من أجل بثّ الإحباط واليأس والاستسلام وتنفير الناس من المشاركة في الإضراب وتحذيرهم من عواقبها والتشكيك في جدواها مع بقائه على سلبيته وبلادته.
ج. من لا يملك جديّة أو من لديه تقاطع مصالح مع النظام سيعمل جاهداً على محاربة ورقة العصيان المدني مع أنها سلمية وشعبية وعلنية، كما أنه سيستميت في منع التفكير والعمل على استهداف الاقتصاد الخليفي، وزعزعة أركانه، إما لأنَّه غيرُ جاد في مشروع إسقاط الحكومة على أقل تقدير، أو لأنه يحمل مشروعاً آخر سينتهي ويفشل بتفعيل هذه الخطوة.

تذكّر خيارك الثالث - بقلم أبو حمزة البحراني


في عُرف العراك السياسي والميداني الخصم لا يلجأ إلى تخييرك إلا ووراء ذلك أمرٌ يصب في مصلحته، فحتى عندما تقع فريسة في يد عدوك وسط المعركة، ويُخيِّرك بين الموت بالسيف أو بالرمح، فاعلم بأن ذلك ليس عبثاً، بل هو ليرضي غروره الداخلي بإذلالك قبل قتلك وتوجيه رسائل لباقي أعدائه ليخافوا منه، وأما إذا خيَّرك بين الاستسلام والموت فالأمر لا يختلف كثيراً عن السابق أيضاً، إذ أنه قد رَكَزَ لك بين السلة والذلة، بين الموت بشرف أو الحياة الذل، حينها إما أن تكون حسيني المنهج وترفع وتطبِّق شعار "هيهات من الذلة"، أو أنك تبقى ذليلاً طوال حياتك تحت رحمة عدوك.

وعالم السياسة اليوم لا يختلف كثيراً عن الحرب في ميدان السيف والرمح قديماً، فالخصمان يحاول كل منهما أن يحاصر الآخر في زاوية ضيقة؛ ليستسلم له بما يُريد أو سيقضي عليه، فتجد المُحاصَر إذا رفض الاستسلام يلجأ للمناورات السياسية التي تُخلِّصه من ذلك الحصار ولو بشكل مؤقت، سواءً بقوة السلاح أو بالدهاء والحوار حسب ووِفْقَ ما تتطلّبه المصلحة وتقتضيه المرحلة.

وتلك هي معركة ثورة ١٤ فبراير مع النظام الخليفي، هي معركة سياسية بالدرجة الأولى، وما الحراك الميداني إلا سلاح للمعركة السياسية الكبرى مع هذا النظام، والتي هي بكل المقاييس معركة وجود بين الشعب البحريني الأصيل وبين نظام آل خليفة المستبدّ الذي خيَّر الشعب بين السلّة والذلّة ففشل، ولم يفده ذلك إلا خزياً وعاراً وهزائم سياسية نكراء في المحافل الدولية والمنظمات الحقوقية، مما سيجعله مضطراً في نهاية المطاف وبعد أن يحتكم عليه الحصار أن يراوغ ويناور بطرح خيارات جديدة تجاه الشعب تحت مسمى نتائج الحوار والتعديلات الجوهرية في بعض بنود الدستور وتشكيلة الحكومة التوافقية ومصلحة الوطن هي العليا.. إلخ، من هذه المصطلحات الفضفاضة، وحينها سيطرح خيارين وهما: إما القبول بهذه التعديلات التي قد تساوي 50% أو حتى 80% من المطالب، أو نعود للمربع الأول، مربع القتل والبطش والتنكيل بهم، وسيتصرف وكأنه هو المنتصر في المعركة، وهو من يفرض الشروط على الشعب، وسيعطيه بعض المطالب، وكأنه متصدِّق عليه بها!! وفي هذه المرحلة بالذات سيزيد اللغط بين الناس، بين مقتنع تحت عنوان "عصفور باليد"، وبين رافض لتلك النظرية، وهنا سنحتاج لوعي كبير من جماهير الشعب المضحِّي بالغالي والنفيس؛ ليعلم أن المنتصر سياسياً هو من يفرض شروطه، وليس المهزوم، والنظام الخليفي المستكبر الظالم لن يلجأ لهذا الطرح إلا وهو مهزوم ومحاصر في المعركة السياسية، وإن هناك أمور خلف الكواليس ستظهر وستقتلعه من جذوره، وهو يحاول بمثل هذه المناورات أن يخفيها أو يُبطل مفعولها مع الزمن.

وعليه يجب أن نعلم أيضاً أنه لا يوجد شي اسمه "خياران فقط"، ودائماً يوجد هناك خيار ثالث في عالم السياسة، بل وفي الحياة بشكل عام، وهذا الخيار هو الأمل بالله -عز وجل- وبعدله، ووعده بنصرة المستضعفين في الأرض، ونحن كشعب استُضعِف في الأرض وتكالبت عليه الدول والجيوش ووسائل الإعلام العالمية خيارنا الثالث هو إسقاط النظام الخليفي الظالم السفّاح، وعلينا أن نزداد يقيناً بأن النصر سيأتينا حتماً، وقد يأتي من حيث لا نحتسب لأنه من عند الله -عز وجل- (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) -الأنفال، الآية 30- فاصبروا وصابروا، والنصر صبر ساعة، وإنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً، قل إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب، فلا تيأسوا ولا تُسلِّموا لخياراتهم الكاذبة، بل أنتم أيها الشعب المظلوم المنتصر بإذن الله -عز وجل- من يجب أن يفرض شروطه ويحدِّد مصيره ومصير الأجيال القادمة التي ستتحمَّل نتائج مواقفنا اليوم، فلا تفرضوا بنصركم التاريخي القادم باستعجالكم للنصر.

أبو حمزة البحراني
@AboHamzah_BH

مدونتي
http://abohamzahbh.blogspot.com/?m=1
مقالات:
abohamzahbh.blogspot.com

لماذا لا نتعلم من أخطاء الماضي؟ - بقلم رؤى النصر


منذ استيلاء آل خليفة سنة ١٧٨٣م على الحكم في البحرين عن طريق القرصنة والقتل والنهب، ونحن لم نعش يوما هانئا إلى الآن. وفي نفس الوقت هذه الأسرة منذ حكمها إلى الآن وهي تبحث عن الاستقرار والهدوء السياسي لما كانت تعانيه من الرفض الجماهيري لها، فمنذ توليهم الحكم وإلى الآن أصبحت أرض البحرين مسرحاً للأحداث الجماهيرية المعارضة للاحتلال الخليفي.

الحكم الخليفي شهد معارضة سياسية منذ بدايته، وحدثت سلسلة من الأعمال الثورية المتتالية، وبدايتها كانت الثورة الجماهيرية عام ١٨٦٩م، وعلى إثرها استطاع الشعب استرداد الحكم من آل خليفة، ولكن ما لبثت الثورة أن تنجح حتى تدخّلت البوارج البريطانية في قمع الثورة واحتلال البلد لحين تعيين عميل آخر من آل خليفة.

الغريب في الأمر أنه عندما أرادت القوات البريطانية الخروج من أرض الوطن قامت باستفتاء لاختيار حاكم للبحرين بين إيران وآل خليفة، ولكن للأسف الشديد البطش والتسلط الخليفي لم يمنع الشعب من اختيار آل خليفة حكّاما لهم مرة أخرى، مع أنه شعبٌ شهد له التاريخ في نضاله المستمر ضد هذه العائلة، ولكنه لم يتعظ من أخطاء الماضي، ووثق في هذه العائلة مرة أخرى. كان الأجدر بهذا الشعب المعروف بنضاله أن يرفض الاختيارين، وأن يقاوم ويواصل درب الجهاد ليختار هو من يحكمه، لا أن يقبل بالنظام الذي كان يرفض حكمه أساسا، ويجعل الأجيال تعاني وتعيش في حكم متسلِّطٍ طاغٍ إلى يومنا هذا.. أخطاء أجدادنا ما زلنا نعاني منها الأمَرَّيْن.

هناك حكمة تقول:
نحن أحياناً نكتشف ما سوف نفعله
عندما يتضح لنا ما لا نستطيع فعله
وفي الغالب من لا يرتكب أخطاء
لا يستطيع تحقيق الاكتشاف؟!!

هذه الحكمة لو طُبِّقَت لكان حال البشر أفضل مما هم عليه الآن، ولكنهم لا يتعلمون من أخطاء الماضي، ولا من هزائمه، على اعتبار أن في الزمن متّسعا لتكرار الهزيمة مرة أخرى، والعودة إلى ارتكاب الخطأ، وأن التصحيح لم يحن وقته بعد، فنتغاضى عنه ونكرِّره مراراً وتكراراً ولا نحاول أن نكتشف موضع الخلل. هذا هو حالنا مع آل خليفة، في كلُّ عشر سنوات تكون هناك انتفاضة أو ثورة، ونأمل منها تحقيق النصر وتحسين الأوضاع وقيام دستور وبرلمان كامل الصلاحيات، وتقدِّم الحكومة الوعود وتهدأ الثورة ويستتبُّ الأمن للخليفيين، وينتكس الشعب مرة أخرى، لأن كل وعودهم كاذبة ومجرد حبرٍ على ورق.

وآخر انتكاسة كانت للشعب هي انتكاسة الميثاق والذي ما زلنا نعاني منه إلى الآن بسبب الوثوق بهذا النظام المتسلِّط، أصحاب القرار تناسوا التاريخ الخليفي الأسود، ووثِقوا بهم مرة أخرى، وحفَّزوا الشعب بل ودَعَوْه إلى المشاركة والتصويت على الميثاق، وبذلك استراح هذا النظام، وزاد في ظلمه وبطشه.

بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الميثاق اعترفت -ولو أن اعترافهم كان غير رسمي- بعض الجمعيات وأصحاب القرارات بأن دعوتهم لتبنِّي التصويت للميثاق كان من غير دراية ودراسة جادّة لبنوده والتي صوَّت عليها الأغلبية الكاسحة من الشعب.

لماذا لا نتعلم من أخطاء الماضي؟ فالانتفاضات والثورات المتكرِّرة التي فجَّرها الشعب في فترات مختلفة من عمر الصراع السياسي على النظام الخليفي جعلت منه شعباً يتحلّى بالوعي والبصيرة الثاقبة نتيجة الصراع الذي خاضته أجيال متعاقبة، ومن ذاق الظلم والاستبداد كل تلك السنوات يجب أن يتعلّم من أخطائه السابقة ليتجنّب الوقوع في حفرة آل خليفة مرة أخرى.

أيُّ تطورات على الساحة الآن يجب أن تُدرَس جيداً، لا نريد أن نظلم الجيل القادم باختياراتنا الخاطئة وغير المدروسة كما فعل بنا الجيل السابق، فأي خيارات تُطرَح إذا كانت لا تلبي طموح ورغبات الشعب لن نتقبَّلها، بل سنطالب نحن بخيارات جديدة، الشعب هو من يضع الخيارات، وليس الخليفيون أو أي جهة تنصِّب نفسها كـ"قائمة بأعمال الشعب". الشعب هو من أعلن الثورة، وهو من سيذوق الأمرَّين إذا كان اختياره خاطئا.

أيها الشعب البحريني الثائر المقاوم، لا تجعلوا أي شخص من أي موقع أن يتّخذ القرار عنكم، بل يجب مشاركة كل الشعب في القرارات المصيرية، وعلينا أن نتّعظ من تجاربنا ونتعلَّم من أخطائنا السابقة حتى لا نُصَاب بلعنةٍ من الأجيال القادمة.


رؤى النصر

@Ro2aAlnasr

الثلاثاء، 15 يناير 2013

بحث تويتري في عمر بن الخطاب ج3 - بقلم حقي كإنسان



بينّا في الجزء الثاني (الحادثة الرابعة) أن آية 2 من سورة الحجرات، والتي فيها "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" نازلة في عمر حسب ما هو مذكور في كتب علماء أهل السنة، وبينّا أيضا أن بعض الروايات نصّت أن عمر "لم" يرفع صوته على النبي بعد هذه الحادثة المخجلة، وقلنا أن هذا غير صحيح، وسنبينه هنا إن شاء الله تعالى.

للأسف الشديد المصادر كثيرة جدا بهذا الخصوص، ولكننا سنقتصر على مورد الحاجة كعادتنا لأنه بحث تويتري لا أكثر:

الحادثة الخامسة: "عمر يقول بأن النبي (ص) يهجر ويهذي!":

أولا سنعرض المصادر، والتي سنكتفي بذكر أربعة منها فقط:

المصدر الأول: صحيح البخاري: كتاب العلم: كتاب باب العلم:
http://tiny url.com/cuy28nt

المصدر الثاني: صحيح مسلم: كتاب الوصية: باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه:
http://tiny url.com/c2cc34s

المصدر الثالث: صحيح البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب كراهية الخلاف:
http://tiny url.com/d3h8maw

المصدر الرابع: السنة لأبي بكر بن الخلال: "نرجو البحث في الموقع عن كلمة "تخاريف"":
http://tiny url.com/ckuwudw

البيان:
تبين الثلاث مصادر الأولى أن النبي كان يريد أن يوصي أمته قبل وفاته.. س:ماذا لو قال لنا النبي أعطوني ورقة وقلم لأوصي؟ هل سنعطيه الورقة والقلم، أم سنمعنه من كتابة الوصية؟ بل ماذا لو كان أحد أعزائنا يريد التوصية عند الاحتضار، فهل سنمنعه؟ فكيف برسول الأمة؟!

فلنجمع بين الأحاديث الثلاثة والتي اكتفينا منها بثلاثة مصادر فقط (صحيح البخاري، صحيح مسلم، كتاب السنة للخلّال) -وهناك غيرها الكثير-:

1. النبي يريد دواة وكتف.

2. غرض الكتابة: "كي لا تضل الأمة".

3. عمر لم يقبل أن يكتب النبي وصيته.

4. سبب منع عمر لأن يكتب النبي وصيته هو: "النبي (ص) غلب عليه الوجع" و"يهجر" كما يتبين من هذه المصادر ومصادر أخرى.

5. انقسم المسلمون قسمين: قسم يؤيد إعطاء النبي الدواة والكتف ليوصي، وقسم يؤيد قول عمر في ألا يوصي وأن النبي يهجر!

6. أخرجهم الرسول من بيته ولم يكتب الوصية.

البيان:
ما قلة الأدب هذه أن يقال عن النبي أنه يهجر وأنه غلب عليه الوجع، أرسول الله يغلب المرض على عقله؟ أرسول الله يهذي ويخرّف (انظر المصدر الرابع)؟ بعد التشكيك في عقل الرسول فلم يكتب الكتاب، فهو مجنون في نظرهم، أما المؤمنون الحقيقيون يعلمون أنه لا يهجر..

فضيحة لمن يقال عنه أنه خليفة للمسلمين منع وصية النبي إلينا بـ"لا أدبه"!!! رفع صوته في حضرة النبي!!! اتهم النبي بالهذيان والخرف!!! قال "حسبنا كتاب الله" وترك كلام النبي الذي أمرنا الله اتباعه! قال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) سورة الحشر آية 7.

رد إشكال النووي عن منعه النبي أن يوصي:

ذكرت إحدى الأخوات الكريمات من مذهب أهل السنة والجماعة أن النووي رد على قضية منعه لأن يوصي النبي (ص)، فنرجو قراءة كلام النووي أولا، والذي أورده في شرحه لهذا الحديث في صحيح مسلم كي نحتوي كلامه جيدا قبل متابعة الجواب والمناقشة:

مصدر كلام النووي ١:
http://pic.twitter.com/UaXXAGzV

مصدر كلام النووي ٢:
http://pic.twitter.com/altVPNtE

رد كلام النووي:
هذا التبرير من النووي مشكل جدا، فهو تثبيت للإشكال الذي قلناه وليس ردا عليه واقعا، كما أنه مليء بالإشكالات التي ترد عليه:

1. ثبّت النووي أن فعل عمر "هو الصحيح" وهو دليل فقهه ودقة نظره، بل عدها من فضائله! يقول للنبي "يهجر" و"غلب عليه الوجع"، وعارض "أمر النبي" الذي أمرنا الله باتباعه مطلقا، واجتهد مقابل نص النبي.. أمع قلة الأدب -"يهجر"ومعارضة قول النبي "حسبنا"- فقه وفضيلة!!!!!

2. علل النووي فعل عمر بأنه ملتفت بآيتين قرآنيتين هما: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" و"اليوم أكملت لكم دينكم " سبب قول عمر "حسبنا كتاب الله"، وهو أمر عجيب!

هل نسي عمر والنووي قول الله: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقوله: "أطيعوا الرسول" -هناك 6 آيات تذكر كلمة "وأطيعوا الرسول"، فنرجو البحث عنها في الإنترنت ومراجعتها للتأكد والفائدة، فبغيتنا الاختصار قدر الإمكان، والأمر واضح جدا-!!! لا مجال للتبرير!

3. الآيتان التي أوردهما النووي ليبرر فعل عمر أمر غير مقبول أبدا، فأعلم شخص بالقرآن وآياته هو الرسول وليس عمر..

الدفاع يجب أن يكون عن رسول الله، لا أن نفعل العكس!!! عمر أخطأ خطأ شنيعا ولا مجال للمجاملة في ذلك.

4. النبي (ص) تضايق كثيرا حتى قال:"قوموا عني"!!! النبي لم يقبل أن يُختلف في أمره لهم، فهل تضايق النبي ممن أرادوا أن يأتمروا لأمره، أم تضايق لمن رفض أمره؟! ما لكم كيف تحكمون؟! تلك إذا قسمة ضيزى أن نصحح فعل عمر وكأن قول النبي عبث، وكأن هناك احتمال ولو بنسبة 1% أن عمر على حق!!!!

5. لو سلمنا جدلا أن عمر هو الصحيح والنبي هو المخطئ، فهل من المنطقي أن يقول أحد عن النبي أن المرض والوجع غلب على عقله؟!!!

النتيجة: لا مجال لتصحيح فعل عمر وقلة أدبه على النبي ومواجهة أمره بالعصيان الواضح، هذا الدفاع ليس إلا تثبيتا لما قلناه لا أكثر.

هذه ليست أول مرة يمنع عمر عن كتابة سنة النبي، بل أصر عليها حتى بعد وفاته!!! وهو ما سيتبين في الحادثة السادسة.

الحادثة السادسة: "عمر بن الخطاب يمنع التحديث بأحاديث النبي والاكتفاء بالقرآن":

سنكتفي هنا بثلاثة مصادر، ثم نعلق بما يتيسر:

المصدر الأول: المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ج1 ص102:
http://tiny url.com/cfafypr

المصدر الثاني: المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري: ج1 ص102:
نفس الوصلة في المصدر الأول.

المصدر الثالث: البداية والنهاية لابن كثير: ج11 ص372:
http://tiny url.com/c2agwp8

البيان:
1. بينت المصادر أن عمر أمر ألا يحدثوا بأحاديث النبي والاكتفاء بالقرآن! أليس كلام النبي هو ما أمرنا الله باتباعه كما القرآن؟!

2. يقول عمر مستنكرا:"ما هذا الحديث عن رسول الله (ص)؟"، "جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله (ص)"، بل قال:"وامضوا وأنا شريككم"!

3. تخيلوا أن عمر مشى مع أصحاب النبي لأجل ألا يحدثوا بحديث النبي ويكتفوا بالقرآن! وقاحة صدّ الناس عن نشر كلام من قوله وفعله وتقريره حجة أمرنا الله باتباعه "وما آتاكم الرسول فخذوه"، بل إن المصدر الثالث يبين أن عمر سيعاقب لمن سيحدّث بأحاديث النبي!

كونوا منصفين! ماذا تقولون فيمن أراد ألا تروى أحاديث النبي والاكتفاء بالقرآن؟ ألأنه "عمر" يشفع له ما يفعله ولو كان يضر الدين!!! عجب والله!!!

ملاحظة: قد تغاضينا عن قول علماء أهل السنة والجماعة حول هذه الحادثة لعدم الإطالة، وإلا فما قالوه أقوال ضعيفة غير متينة تدافع عن عمر دون نبيّنا صلوات الله عليه وآله، وهي وقاحة دون شك.

الحادثة السابعة: "غباء عمر بن الخطاب في نظر النبي (ص) والعلماء!!!"

(((نذكر بمراجعة المصادر قبل قراءة البيان للأهمية)))

المصدر الأول: آخر آية من سورة النساء، وهي الآية 176: ((يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).

المصدر الثاني: صحيح مسلم-كتاب الفرائض-باب ميراث الكلالة: http://tinyurl.com/bm5eb73

المصدر الثالث والرابع: مسند أحمد بتصحيح الأرنؤوط للحديث ص249-251 + تصحيح أحمد شاكر حديث 179، وهذه خمس وصلات للمراجعة:
1. https://pic.twitter.com/mnY6Ucu9
2. https://pic.twitter.com/hUQjP22Q
3. https://pic.twitter.com/f34C97VF
4. https://pic.twitter.com/ar7nUiAE
5. https://pic.twitter.com/jHiHaAlM

المصدر الخامس: إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن قيم الجوزية مجلد 3 صفحة 530:
http://tiny url.com/coyx23v

المصدر السادس: أضواء البيان في إيضاح القرآن للشيخ محمد أمين الشنقيطي بالقرآن ج4 صفحة 783-784:

http://tiny url.com/cyhrkvt

المصدر السابع: صحيح مسلم - كتاب التفسير - باب في نزول تحريم الخمر:
http://tiny url.com/c6wnzqk

البيان:

1. الآية الكريمة في آخر سورة النساء (نرجو مراجعة الآية) واضحة جدا جدا جدا في بيان معنى الكلالة.

2. كان عمر بن الخطاب يرى الكلالة من أولوياته، فهو يسأل النبي (ص) كثيرا عنها فقط ليفهمها -كما صرّح هو نفسه-، ومع ذلك لم يفهم! (انظر المصادر 2،3،4).

3. أكثر ما أغلط النبي على عمر هو عن هذه المسألة، حتى أن النبي طعن بإصبعه صدر عمر، وذكّره شديدا بوضوح الآية!!! (مصدر 2،3،4).

4. صرّح ابن قيم الجوزية صراحة بأن عمر لم يفهم الكلالة حتى موته! ألم ينفعه السؤال المتكرر للنبي وطعن النبي بإصبعه وتذكيره بالآية الواضحة؟!!! (انظر المصدر الخامس).

5. بيّن الشنقيطي أن عمر لم يفهم الكلالة "مع كمال علمه وفهمه :s"، وهو كلام غير مقنع، أين كمال العلم والفهم إن لم يفهم أمرا بهذا الوضوح؟؟!!!! (انظر المصدر السادس)، كما بيّنّا في ما سبق ما يدل على عدم كمال علمه في أبسط وأوضح الأمور، فكيف بما هو أكبر منها؟؟؟!!!!

6. يبين المصدر السابع أن عمر "ودّ" لو أن النبي بيّن أمورا منها "الكلالة"!!!.. لم يكتف عمر بغبائه، بل اتهم نبينا (ص) بالتقصير في بيان معنى الكلالة!!! قلة أدب وجرأة فيها وقاحة فعلا!!! وإن أحسنّا الظنّ بعمر فسنقول بأن غباءه مستفحل وليس عاديا!!!!!!!!

النتيجة: لا نملك إلا أن نقول أن عمر غبي "الغبي هو بطيء الفهم" -على الأقل في هذه المسألة-، فالأمر واضح للعيان، فقد بيّن الكلالة الله ورسوله، وهو واضح عند العلماء وعندنا جميعا إلا عند عمر الذي لم يعلم معناها حتى مماته.

هنا ينتهي بحثنا المتواضع حول شخصية عمر بن الخطاب، والذي كتبناه على شكل تويتات، ثم قسمناه على شكل ثلاث مقالات.

نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن ننصر ديننا ونبينا (ص)، إنه سميع مجيب الدعاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


حقي كإنسان
23-08-2012
@eHAQYe