السبت، 19 يناير 2013

هل استطاع النظام سحق شعار "غصبا عليهم"؟- بقلم ثائر للحق


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

بدأ هذا الشعار في الدوار بعد إطلاق سراح الرموز والمعتقلين، والسماح للمُهجَّرين بالعودة لأرض الوطن، فكان هذا الشعار ذا طابعٍ خاص ونكهة فريدة تميز بها شعب البحرين في موجة الربيع العربي التي اجتاحت الوطن العربي في تلك الفترة.

كان الهدَف من هذا الشعار هو إعلان تحدٍّ للنظام بأن ما قمتم به من انتهاك (سواءً بالسجن أو التهجير أو الفصل من العمل أو غيرها من الانتهاكات) لا صحة له أساسا، وما كان ينبغي لكم فِعله.

وأخَذَ الشعار في التوسُّع، وخصوصاً قُبيل فترة الإفراج عن الأخت المجاهدة آيات القرمزي وما بعدها بفترة وجيزة، فقد كانت فترة المهانة الوطنية هي فترة سكرة النظام، فقام باعتقال الآلاف، وفصْل الآلاف، وانتهك الآلاف من البيوت، واستباح العشرات من القرى والمدن، وفي ذات الوقت كانوا يلعبون بأعصاب الشعب، فتارةً يقومون بانتهاك -كما ذكرنا سابقاً- وتارة أخرى يتراجعون عن عملهم القبيح بطُرُق مثل الإفراج أو البراءة من التهم أو تخفيف الأحكام أو إرجاع بعض المفصولين للعمل.

وعندما رأوا كيف أن الشعب برغم تلك الانتهاكات إلا أنه مازال يتحدّاهم بهذا الشعار المدوِّي والفاضح والمتحَدِّي لغطرساتهم، قاموا بانتهاج سياسة التمطيط والتسويف والتأجيل والإرجاء -كما نرى حالياً وخصوصاً في ما يتعلق بالمعتقلين وعلے الأخص المحكومين ظلماً منهم-.

سأطرح سؤالاً على القارئ الكريم،وليُجِب بكل صراحة:
لو تم الإفراج عن نبيل رجب أو المحافظة.. هكذا فجأة.. هل ستقول "غصباً عليهم" أم ستقول: "أووه أفرجوا عن نبيل ها؟" ؟
أتوقَّع أن الكثيرين ستكون ردة فعلهم باستغراب الإفراج -وسيقول الخيار الثاني- وخصوصاً في هذا الوقت التصعيدي من قِبَل النظام الهمجي.

لذلك "غصباً عليهم" كانت تُقال تلقائياً من قبل الشعب لأنهم كانوا يتوقعون الانفراج في أي أمر، كالإفراج مثلاً في وقت هم يحصرونه ما بين مدّتين زمنيتين محددتين، ولكن النظام أدرَك ذلك وحارب هذه الجزئية لما تسببه له من قلق وغم، فأخذ يُنافِس الشعب في طول نفَسه، وأخذ يُؤجِّل القضايا ولا يُعير أي اهتمام لمطالب الشعب ومطالبات المنظمات الدولية والدول الغربية وغيرها.

نعم.. إن شعار "غصباً عليهم" يقضُّ مضاجع العدو الخليفي، لأنه إعلان تحدٍّ لهم، وتأكيد على ممارساتهم الباطلة..

الظالم يحارب كل ما يُعكِّر صفْوَ عيشِه، وهذه إحدى الشعارات التي حاربها، ويبدو أنه نجح في القضاء عليها تقريباً، فجعل الشعب بدل أن يقولوا "غصباً عليهم" أن يقولوا "ماذا دهاهُم ؟!" !

ثائر للحق
@ThaerLelhaq
2013/1/16م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق