الاثنين، 6 مايو 2013

يا حمد:أنتَ لستَ ملِكاً على الناس،أنتَ مُلْكاً للناس.

يا حمد:أنتَ لستَ ملِكاً على الناس،أنتَ مُلْكاً للناس.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

عندما يُنعم الله على أحد عباده بالخير والجاه والسعة والمال والمنصب والقيادة،فيجب أن يُترجِم تلك النعمة بالشكر لله وليس التمرُّد وكفران النعمة.
إن الله تبارك وتعالى يحب من عبده إظهار نعمهِ سبحانه للناس،وذلك استنتاجاً من الآية الكريمة التالية :

" وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
والنعمة والمال أحياناً يكونا نقمة على الفرد فيما لو أطاع هواه وعصى مولاه،ولكن هنا يجب على الإنسان أن يكون حذِراً شديد الحذر،فكثرة الأموال والجاه والصحة والعافية يجب أن يُقابلها الشكر لله على هذه النِّعَم.
الأب عندما يُنعم الله عليه بالرزق الحلال،هو يكدح ويعمل لِمَن؟يعمل ويكد لأجله ولأجل عياله،فهو فعلياً مدبر أمور البيت ومنظم للشؤون الحياتية الأسريَّة وبالطبع ملبٍّ للطلبات المنزلية،فبالتالي هو خادِمٌ لمتطلبات البيت،ولكن في نفس الوقت هو سيد البيت،وكما يُقال:
"سيِّد القوم خادمهم"
وهذا الشرف الذي يناله الأب يستلذُّ ويستمتع به أيما استمتاع،وهو خدمة بيته وعياله وجعلِهم مميزين في المجتمع.
من هنا نجد بعض الآباء يصرفون الكثير من أموالهم وأوقاتهم فقط لكي يتفوَّق أبنائهم ويصبحوا من المتميِّزين في المجتمع ومن الأبناء البارِّين لآبائهم والساعين لكل خير.
وما يجب على رب الأسرة هو إدارة شؤونها وعدم ظلم أي فردٍ منها-إذا كان يعتبر الجميع هم تحت مسؤوليتهِ وجميعهم أبناؤه- وهو بذلك يُعَد كمدير للبيت.
الملك هو الله سبحانه وتعالى،وكل مخلوقاته مملوكين له،وهو صاحب الجلالة والعظَمة والهيبة والكبرياء،وليس لمخلوقاته هذه الأوصاف،فهو الذي يتفرَّد بها لا سِواه.
ومن الأسطر السابقة نستشفُّ بأن من يُنعم الله عليه لإدارة شؤون البيت الكبير(الدولة+المجتمع) يجب أن يعتبر جميع من في البيت(البلد)أبناءه،وألاَّ يظلم فئة على حِساب فِئة،وإلا فلا يلومنَّ ذلك المدير والأب بعض الأبناء المظلومين فيما لو انفجروا وأحرقوا الأخضر واليابس وتمرَّدوا على أبيهم.
فيا حمد:
أنت لست سوى إنسان،حالك حال بقية الناس،وما يرفع شأنك في الدنيا هو أموالك ومنصبك،لن تأخذ معك من الدنيا إلا خرقة بيضاء يُلَفُّ بها جسدك،فاعدِل بين رعيتك واحكم بالصدق والميزان،فغداً لن تندم إلا على تفريطك في المنكر وظلمك للشعب الذي لم يكن ذنبه سوى إسداء النصح لك.
اخدم شعبك سيخدموك
إظلم شعبك سيكرهوك
ومن يُحرِّض على كراهية النظام أكثر منك أنت؟
أنت الذي تجبر الشعب على كُرهِك،وأنت الإرهابي الأكبر،ترهبوننا في مناطقنا ومنازلنا ومدارسنا وفي الطرقات وكل مكان ثم تقولون للشعب لاتثور؟!

ثائر للحق
@Thaerlelhaq
2013/5/6م