الجمعة، 14 يونيو 2013

الاحتقانات المذهبية داء يتطلب اهتماما عاجلا

 
الاحتقانات المذهبية داء يتطلب اهتماما عاجلا

ظاهرة خطيرة يمكن ملاحظتها من خلال تطورات أوضاع العالمين العربي والإسلامي في العقدين الأخيرين، تتمثل بتصاعد التوترات المحلية في البلدان التي تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية فيها بشكل مباشر. فمن باكستان وأفغانستان إلى العراق وليبيا وسوريا، أصبحت الأوضاع الداخلية مضطربة على أصعدة شتى: سياسية واجتماعية ودينية. فليس جديدا اكتشاف وجود أعراق مختلفة  في البلد الواحد، أو انتماءات دينية أو مذهبية، ولكنها لم تؤد إلى اضطرابات أو مواجهات أو حمامات دم، كما حدث في العقد الأخير، وبالتحديد بعد حوادث 11 سبتمبر الإرهابية التي استهدفت أمريكا. فهل يعود ذلك إلى أن أمريكا لا  تستطيع العمل إلا في ظل الأنظمة الاستبدادية، وإنها تخطئ الاتجاه عندما تتحرك في بلدان تشهد تغيرات سياسية جديدة؟ وهل تسعى واشنطن لاقناع الجماهير بأن التغيير ظاهرة تبعث على القلق وتؤدي إلى الاضطراب وفقدان التوافق بين أبناء المجتمع الواحد؟ أم أن أمريكا تريد أن تبعث رسالة للعالمين العربي والإسلامي بأن السلم الاجتماعي لا يتحقق إلا في ظل الأنظمة القمعية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية؟ ما الذي يجعل القبائل الليبية تتقاتل في ما بينها في هذه الفترة بشكل خاص؟ أي بعد تسلم المؤتمر الوطني  العام السلطة من المجلس الوطني الانتقالي والتركيز على الأمن من بين أهم أولوياته. ما الذي يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في تونس بعد أن توجهت نحو الاستقرار العام في ضوء الانتخابات البرلمانية التي اعقبت سقوط زين العابدين بن علي؟ ولماذا التناحر المتواصل في الصومال بين مليشات "الشباب" وبقية أطياف المجتمع حتى يصل إلى حد هدم المساجد بفتاوى دينية مهلهلة لا  تصمد أمام الدليل والبرهان. أمة المسلمين التي ما برحت تنوء تحت ثقل الوجود الأجنبي والاحتلال والاستضعاف وأنظمة الاستبداد، تعاني كذلك من ذوي التوجهات المتطرفة والتكفيرية وذات النزعة الدموية المقيتة. وقد وجدت بعض أنظمة الاستبداد في هذه الاتجاهات يدا ضاربة تستعملها لتمرير مخططاتها السياسية. هذه الأنظمة تروج تلك التوجهات وليست مقتنعة بها، ولكنها تفعل ذلك تقمصا، لتستخدمها ضد مناوئيها من جهة، ولترويج ثقافة عدم الخروج على الحاكم الظالم ثانية، ولشق الصف الوطني في البلد الواحد وحرمانه من الوحدة الضرورية لمواجهة الاستبداد والظلم من جهة ثالثة.

ثمة ثوابت يمكن اعتمادها ابتداء ليمكن طرح تفسير ظاهرة الاضطراب الاجتماعي والديني في  مرحلة ما بعد الثورة في العديد من الأقطار العربية والإسلامية. أولها: إن الاختلافات الدينية أو المذهبية يفترض ألا تكون ظاهرة دموية، وإن اتباع الديانات المختلفة والمذاهب الفقهية المتنوعة لم يدخلوا في صراعات دموية مسلحة إلا عندما توجد قوى أخرى تحرك الصراعات وتمد أطرافها بالسلاح والعتاد. ثانيها: إن التغيير السياسي الذي انطلقت ثورات الربيع العربي من أجل تحقيقه انطلق في أغلب البلدان بتوافق مجتمعي مستعليا على الاختلافات الفقهية والدينية. فوقف المسيحي بجانب المسلم، والشيعي مع السني في معركة الحرية وثورة الحقوق. فالنضال يوحد أهله ويقزم الاختلافات البينية مهما كبرت. ثالثها: إن اندلاع التوترات ذات الطابع الديني حدث بشكل أساسي في البلدان التي تبحث شعوبها عن الحرية والممارسة الديمقراطية، بعد أن تمردت على الوضع القائم الحليف في أغلبه للولايات المتحدة الأمريكية والغرب. رابعها: إن ما يطرح من قضايا كعناوين لذلك الصراع ومبرر له، مفتعلة في أغلبها، ولا تصمد أمام الدليل والبرهان. ولكن نظرا لطبيعة بؤر التحريض والتمزيق، فكل اختلاف صغير يمكن المبالغة في وصفه والترويج له بعناوين شتى وأهداف متعددة. خامسها: إن الأمة، لو تركت وشأنها، لغيرت أوضاعها نحو الأفضل بدون تحريك مشاعر الانتماء الديني أو المذهبي. ويمكن اعتبار مصر المدخل للتعرف على طبيعة المجتمع العربي المنتمي أساسا للإسلام، واعتبارها أيضا ساحة النزال والصراع في حال غلبة قوى الثورة المضادة وتأليبها للجهات المتطرفة التي تعيش على الفوضى والاختلاف والنزاع. وسواء كان هناك اتفاق على الرئيس محمد مرسي وسياساته وانتمائه التاريخي لجماعة الأخوان المسلمين أم لم يكن، فقد حان الوقت لتشجيعه على الاستمرار في سياساته التي بدأها بتحجيم دور العسكر في إدارة البلاد، طالبا منهم العودة إلى الثكنات، ولا يمكن التقليل من الخطوات التي اتخذها مؤخرا في هذا الجانب، وهي إجراءات ستضاعف غضب العسكر ضده، ولا يستبعد أن تستجمع قوى الثورة المضادة أمرها وتتصدى له لتسقطه، خصوصا إذا التزم بمبادئ تحرير مصر من القيود الأجنبية.

فمن حيث الأساس والانتماء ليس هناك ما يبرر احتقان العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد على أية خلفية، بل إن مصلحة هذه المجموعات تقتضي التعاطي بعقل وحكمة مع مسائل الاختلاف في التفسيرات الدينية، وبالتالي لا يجوز إثارتها نظرا لما تنطوي عليه من تدمير ذاتي. وإن من مصلحة الجنس البشري بروز تفاعل فكري وسياسي وحيوية أيديولوجية تؤدي إلى تطوير الخطاب السياسي وعقلنة التوجهات الإصلاحية. أما التطرف في طرح أهداف الحراك الثوري فمن شأنه إجهاض الثورة. هذا لا يعني الجنوح نحو الميوعة السياسية، بل إن الطرح السياسي الحازم قادر على كسر حواجز التعتيم والإلغاء والتهميش والتشويش. والإشارة هنا إلى المجموعات التي تتنبى أيديولوجية جامدة ترفض التغييير أو الثورة على الحاكم الظالم، ولكنها سرعان ما تلتحق بركبها لتحقيق مآربها. فالمعروف أن بعض الاتجاهات السلفية المتشددة كانت ضد الثورة على نظام مبارك، ولكنها سرعان ما هرعت لقطف ثمار التغيير. وكذلك الأمر في تونس وليبيا. هذا مع الاعتراف بأن الاتجاه السلفي ليس متجانسا بل يضم توجهات من بينها التكفيري ومنها الداعم للأنظمة القائمة وتحريم الخروج عليها، ومنها من يتصدى للوجود الأجنبي على أراضي المسلمين كهدف أول، ومنها من يعتبر أن "تطهير" الدين باستئصال كل ذي فكر مخالف أولوية لا يسبقها شيء. وثمة مؤاخذات كبيرة على التوجه الفكري والسياسي للجماعات المحسوبة على التيار السلفي، ولكن المشكلة الأساسية إن تأثير الدولار النفطي أدى إلى استغلال هذا الاتجاه وإعادة توجيهه ليخدم سياسات الدول المعادية للإصلاح والتغيير. إنه استغلال أدى إلى كثير من الاحتكاك وتوتر العلاقات وتعكير الأجواء التي كانت واعدة. ويمكن ملاحظة أن ثمة أنظمة سياسية أصبحت قادرة على استغلال مجموعات سلفية وتوجيهها ضد الآخرين، بتعكير أجواء بلدانها واستهداف مقدسات الآخرين من مساجد وأضرحة بدعوى محاربة الشرك.

إن من السذاجة بمكان اعتبار ما يجري في بلدان الثورات حوادث عابرة أو خلافات طبيعية، بل هي  اضطرابات مدبرة وموجهة لتحجيم الأنظمة المنتخبة من قبل شعوبها، ومنعها من النمو والتأثير الإيجابي على الدول الأخرى. فما يجري في ليبيا من مواجهات مسلحة بين القبائل أو بين المجموعات السلفية والصوفيين، وما يجري في تونس من تأهب مجموعات سلفية للانقضاض على الأنظمة الفنية والثقافية والتجمعات الحزبية في ذلك البلد، وما تشهده مصر من عنف مفتعل في سيناء، أو ما تتعرض له ثورة البحرين من استهداف بذرائع طائفية، كلها تشير إلى أيد مشبوهة تعمل ليلا ونهارا لإضعاف الحراك الثوري وتقليل إشعاعه وإزالة بريقه. ومهما كان تقييم نتائج الربيع العربي، فإنه ما يزال يمثل مصدر إزعاج وأرق للأنظمة الشمولية التي تشعر بأنها مستهدفة من شعوبها بسبب غياب الحرية والممارسة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وبدلا من تصدي هذه الأنظمة لمشاكلها الداخلية خصوصا في مجال التعددية والشراكة السياسية، تسعى لاستهداف مضمون الحراك الثوري وحرفه بعيدا عن مساره الطبيعي. إن مرحلة ما بعد الثورة تتطلب إعادة بناء البلدان التي دمرت اقتصادها وبناها الاجتماعية والإنسانية بسبب عقود القمع والاضطهاد والاستبداد، بينما يتم إشغال الحكام الجدد المنتخبون بقضايا هامشية تقلل أهمية ما حققوه من تغيير، وتروج لأنظمة الحكم الاستبدادية بدعاوى الحفاظ على الأمن الاجتماعي ومنع الاضطرابات التي تحدث عادة في حالة الانفتاح السياسي. فكما اختلقت لإيران في بداية ثورتها اضطرابات عرقية في مناطق كردستان وأذربيجان وخوزستان وبلوشستان، وكما حدث للسودان من اضطرابات أمنية أدت في النهاية إلى انفصال جنوبه عن شماله، فإن هناك توجها لإشعال الحرب بين الطرفين.

فقد أدت عودة مئات الآلاف من الجنوبيين إلى ديارهم بعد استقلال جنوب السودان العام الماضي إلى زيادة النزاعات على الأراضي، خصوصا أن عدم وجود قوانين خاصة بالأراضي يعني أن الدولة الجديدة غير قادرة على مواجهة هذه المشكلة. وقال رئيس لجنة الأراضي في جنوب السودن روبرت لادو إن تدفق العائدين يؤدي إلى إشتعال العنف ويهدد الأمن في جوبا عاصمة الدولة الوليدة. وأكد أن مدينة جوبا تتضخم بشدة لأن العائدين يعودون برا ويعودون جوا." أما ليبيا فقد قتل عدد من الأشخاص الأسبوع الماضي وأصيب آخرون في معارك شرسة بين قبيلتين بالقرب من مدينة زليتن بغرب ليبيا. وكان ذلك اختبارا للجهود الانتقالية لتحسين أوضاع الأمن بعد الانتفاضة التي أنهت حكم معمر القذافي. وتشكل تهدئة الخصومات بين مناطق البلاد قضية صعبة لزعماء ليبيا الجدد وتبرز حوادث العنف الأخيرة الصعوبات التي ينطوي عليها استعادة الأمن. وفي تونس اعتدت المجموعات السلفية الأسبوع الماضي على أنشطة فنية وثقافية وتجمعات حزبية في وقت حذرت فيه وزارة الثقافة التونسية من الاحتقان المذهبي. جاء الاعتداء على معارض الرسم بذريعة إنها "تفسد الأخلاق العامة ولا تتوافق مع أحكام الشريعة" على حد قولهم. وها هم مجددا يعطون نموذجا جديدا عن ربيع تونس بشكل خاص و"الربيع العربي" المزعوم بشكل عام. وبعدها هاجم مسلحون سلفيون بالسيوف والهراوات والحجارة "مهرجان الأقصى" في مدينة بنزرت في شمال البلاد، واعتدوا على عدد من الحاضرين إصابة بعضهم خطيرة، بحسب مسؤول بمكتب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بنزرت بشير بن شريفة. وتم تهريب ضيف شرف المهرجان الأسير المحرر سمير القنطار الذي احتج السلفيون على وجوده، من الباب الخلفي خلال هذا الهجوم. ولا تخلو أوضاع سوريا من أعمال تتصل بالاحتقان المذهبي الذي تثيره المجموعات السلفية لتبرير أعمال الانتقام. الأمر المؤكد أن هذه  المجموعات تمارس هذه الأعمال تنفيذا لأجندات الآخرين ذوي الأهداف السياسية والأيديولوجية المتصلة بالاستبداد والحكم الشمولي. فعندما يتبنى نظام ما كالنظام السعودي التوجهات السلفية والوهابية فإنه ينطلق بدوافع وأهداف سياسية وليس لاعتبارات دينية، بل يستغل التباين الديني أو المذهبي كوسيلة لإرباك المجتمع وإشغاله عن قضايا التغيير والديمقراطية.

إن لكل حريق شرطين: المادة المشتعلة وعود الثقاب، ومن يشعل أعواد الثقاب يختلف عن الوقود المحترق. فالمجموعات المتطرفة كثيرا ما تستخدم لتحقيق أغراض الآخرين، ولكن بتحريضها باللغة التي تفهمها. فاستهداف الآخرين في معتقداتهم وطقوسهم أمر مقدس لدى هذه المجموعات، ولكن ما يهم القوى المحرضة ليس  الطقوس والممارسات لدى الآخرين، بل الوئام المجتمعي الذي يخلق التماسك ووحدة الصف، ويركز الأنظار على احتياجات البشر خصوصا في مجال الحرية والحقوق الإنسانية والسياسية. الأنظمة الشمولية تعرف أن الوحدة المجتمعية ضرورة لأي حراك سياسي جاد، خصوصا إذا كان بشكل ثوري. فالشعوب تتوحد على المطالب السياسية ولكنها قد تختلف في قضايا الدين والعبادة والعرق، وهي أمور طبيعية وعادية ويستطيع البشر التعايش مع الاختلافات النسبية. ولكن المشكلة تبرز عندما تستغل الأنظمة هذه الاختلافات وتوجهها من أجل إحداث شروخات في الصف الوطني لمنع تلاحم قوى التغيير. فالاضطراب الديني أو المذهبي أو العرقي يحول دون توحد المواطنين في منظومة تغييرية واحدة. وتؤكد ثورة الشعوب العربية وجود قدر جيد من التعايش والاحترام المتبادل بين أبناء المجتمع الواحدة والأمة الواحدة، ما لم تتدخل أيد خارجية لحرف مسار الوحدة وتعبث بثوابت الناس ومعتقداتهم. وإذا كانت ثورتا تونس ومصر قد حدثتا بسرعة هائلة لم تترك متسعا من الوقت لقوى الثورة المضادة لتفتيت المجتمع الثائر، فإن هذه القوى استعادت قوتها لاحقا وعادت مجددا لإثارة تلك الاختلافات وجعلها أساسا للمواجهة بين الانظمة الثورية والمجموعات الراغبة في إثارة الفتنة والتشبث بالأمور الصغيرة في مقابل الأهداف الكبرى. وما أسهل السقوط في وحل الاستقطابات أيا كان شكلها، فإن حدث ذلك تعرضت قوى الثورة لردة فعل عكسية ونتائج كارثية، كما يحصل الآن في ليبيا وتونس، وكما حدث في مصر. لكن هذا البلد الكبير قادر على حماية نفسه بتأكيد مكاسب ثورته ودعم مؤسسساته الدستورية الديمقراطية والتصدي لقوى الثورة المضادة التي تعبث بأمن المواطنين ووحدة كلمتهم وثورتهم. المطلوب وعي فكري فاعل لإجهاض محاولات تفتيت الصف المجتمعي، فذلك هو الطريق الأقصر لتحقيق الأمن. مطلوب وعي النخبة بأساليب قوى الثورة المضادة، والاجتهاد في وضع الحلول التي تحول دون ذلك.

د. سعيد الشهابي
كاتب وصحافي بحريني يقيم في لندن

الاثنين، 6 مايو 2013

يا حمد:أنتَ لستَ ملِكاً على الناس،أنتَ مُلْكاً للناس.

يا حمد:أنتَ لستَ ملِكاً على الناس،أنتَ مُلْكاً للناس.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

عندما يُنعم الله على أحد عباده بالخير والجاه والسعة والمال والمنصب والقيادة،فيجب أن يُترجِم تلك النعمة بالشكر لله وليس التمرُّد وكفران النعمة.
إن الله تبارك وتعالى يحب من عبده إظهار نعمهِ سبحانه للناس،وذلك استنتاجاً من الآية الكريمة التالية :

" وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ "
والنعمة والمال أحياناً يكونا نقمة على الفرد فيما لو أطاع هواه وعصى مولاه،ولكن هنا يجب على الإنسان أن يكون حذِراً شديد الحذر،فكثرة الأموال والجاه والصحة والعافية يجب أن يُقابلها الشكر لله على هذه النِّعَم.
الأب عندما يُنعم الله عليه بالرزق الحلال،هو يكدح ويعمل لِمَن؟يعمل ويكد لأجله ولأجل عياله،فهو فعلياً مدبر أمور البيت ومنظم للشؤون الحياتية الأسريَّة وبالطبع ملبٍّ للطلبات المنزلية،فبالتالي هو خادِمٌ لمتطلبات البيت،ولكن في نفس الوقت هو سيد البيت،وكما يُقال:
"سيِّد القوم خادمهم"
وهذا الشرف الذي يناله الأب يستلذُّ ويستمتع به أيما استمتاع،وهو خدمة بيته وعياله وجعلِهم مميزين في المجتمع.
من هنا نجد بعض الآباء يصرفون الكثير من أموالهم وأوقاتهم فقط لكي يتفوَّق أبنائهم ويصبحوا من المتميِّزين في المجتمع ومن الأبناء البارِّين لآبائهم والساعين لكل خير.
وما يجب على رب الأسرة هو إدارة شؤونها وعدم ظلم أي فردٍ منها-إذا كان يعتبر الجميع هم تحت مسؤوليتهِ وجميعهم أبناؤه- وهو بذلك يُعَد كمدير للبيت.
الملك هو الله سبحانه وتعالى،وكل مخلوقاته مملوكين له،وهو صاحب الجلالة والعظَمة والهيبة والكبرياء،وليس لمخلوقاته هذه الأوصاف،فهو الذي يتفرَّد بها لا سِواه.
ومن الأسطر السابقة نستشفُّ بأن من يُنعم الله عليه لإدارة شؤون البيت الكبير(الدولة+المجتمع) يجب أن يعتبر جميع من في البيت(البلد)أبناءه،وألاَّ يظلم فئة على حِساب فِئة،وإلا فلا يلومنَّ ذلك المدير والأب بعض الأبناء المظلومين فيما لو انفجروا وأحرقوا الأخضر واليابس وتمرَّدوا على أبيهم.
فيا حمد:
أنت لست سوى إنسان،حالك حال بقية الناس،وما يرفع شأنك في الدنيا هو أموالك ومنصبك،لن تأخذ معك من الدنيا إلا خرقة بيضاء يُلَفُّ بها جسدك،فاعدِل بين رعيتك واحكم بالصدق والميزان،فغداً لن تندم إلا على تفريطك في المنكر وظلمك للشعب الذي لم يكن ذنبه سوى إسداء النصح لك.
اخدم شعبك سيخدموك
إظلم شعبك سيكرهوك
ومن يُحرِّض على كراهية النظام أكثر منك أنت؟
أنت الذي تجبر الشعب على كُرهِك،وأنت الإرهابي الأكبر،ترهبوننا في مناطقنا ومنازلنا ومدارسنا وفي الطرقات وكل مكان ثم تقولون للشعب لاتثور؟!

ثائر للحق
@Thaerlelhaq
2013/5/6م

الأحد، 28 أبريل 2013

إنَّ الله مُبتليكم بِـنهرٍ .. من شربَ منه قال لاطاقة لنا اليوم بآل خليفة !!!


بسمه تعالى

{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}

غرفة الماء في قصة طالوت وجالوت ثمثل مقدار حب الدنيا والتعلق بها، فالذين شربوا الماء قالو لاطاقة لنا بجالوت وجنوده، أما الذين لم يشربوا الماء وصبروا قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله.
إن ابتلاء النهر يحدث في كل زمان ومكان وقد ذكرت الأحاديث أن الله سبحانه وتعالى سيمتحن أصحاب الإمام القائم بالماء وكما هو امتحان أبي الفضل العباس بنهر الفرات يوم عاشوراء.
 
و شربوا في قلوبهم حب العجل وحب الدنيا فمن شرب شربة من حب الدنيا لم يصبر مع الحق تمامًا كأصحاب نبي الله طالوت (ع),  وفي البحرين ابتلانا الله بنهر الدنيا فمن شرب منه يقول اليوم لا طاقة لنا بآل خليفة وجنودهم.
إِنَّ من دخل مشاريع آل خليفة, واغترف من المناصب والوجاهة وبرد قلبه بها وروى عطشه منها لا يمكن أن يقف اليوم مع الثورة ويواجه آل خليفة، بل سيقول كما قال جماعة طالوت بعد شربهم الماء لاطاقة لنا بآل خليفة وسيجبنون الناس عن الثورة وإسقاط آل خليفة وسيسوقون ألف حجة وحجة لتبرير قعودهم عن الجهاد باسم الحنكة أو الحكمة أو فن الممكن أو ...
المشكلة تتطور شيئًا فَشيئًا مِن - لا طاقة لنا بال خليفة- إلى التحول إلى طابور خامس للنظام, ومحاربة شعارات الثورة ومطالبها وإدانت وسائل حراكها، وقد تتطور لاحقًا إلى ممارسة الفتوة والبلطجة ضد الثورة, وهي مرحلة خطيرة نتمنى أن لا نصل إليها وأن تفشل السلطة في استدراج المعارضة أو جرجرتها إليها .
في الأيام القادمة لن تكتفي السلطة من الجمعيات قيامها بتسيير فعاليات مشاغبة لمطالب الثورة بإسقاط النظام, ولن تكتفي ببيانات وتصريحات خجولة -في نظر السلطة- ضد الحراك الثوري وإنما سَتطالبها بموقف حازم ضد الثورة وحراكها, ولربما تخيرها بين مشروعها في الحوار والتسوية السياسية, وبين مشروع الثورة
.
-لا طاقة لنا بآل خليفة- كان الشعار الذي رفعته الجمعيات في مقابل مطالب الثوار بإسقاط النظام الخليفي, فكان لاطاقة لنا بآل خليفة وبالإقليم والمنظومة الخليجية, ولا طاقة لنا بدرع الجزيرة, ولا طاقة لنا بالسجن, وصولًا لا طاقة لنا بشعار -يسقط حمد- , وأخيرا لاطاقة لنا بالثورة.

هذه حقيقة قام بها كل الأنبياء والأولياء في اختبار حوارييهم وجنودهم ونبي الله طالوت أبعد عن جيشه كل من ركع للماء وشرب, وظلَّ معه القلة الصابرة التي نجحت في الإمتحان.

في اليوم العاشر من المحرم وشمس كربلاء في كبد السماء ولسان الإمام الحسين (ع) كان كالخشبة اليابسة من العطش, وهو الحال الذي عليه أهل بيته من نساء وأطفال, حال جميع جيشه ..
وحين نتحدث عن شربة الماء لابد أن نقف وقفة إجلال للإمام الحسين ومعسكره الذي رفض شربة الماء مقابل البيعة ليزيد.
وحين يقول القرآن إلا من اغترف غرفة بيده ليكون العباس (ع) اكبر مصداق لهذه الاية الكريمة, فمن اغترف غرفة بيده وشعر ببرودة الماء وهو في حالة شديدة من العطش ورغم هذا يصبر لَهو أكبر نجاح في امتحان الإرادة والعزيمة, وهو امتحان صعب في طريق الإيمان والتضحية, وما قام به العباس عليه السلام يوم العاشر هو العمل عينه الذي قام به حواريو طالوت وعددهم 313.
اليوم كل الأحرار يقفون وقفة إجلال لهذه الغرفة من الماء، هذه الغرفة التي كانت الفاصل بين النصر والهزيمة, وكما انتصر العباس مثل ما انتصر طالوت وجنوده, سينتصر كل من تجاوز غرفة الماء هذه.
لقد حملت على عاتقي نقد الجمعيات السياسية, وسوف استمر حتي ينتبهوا ويتخلصوا من آثار شربة الماء التي سقتهم إياها السلطة, وإلا سيستمرون في طريق الإنهزام والخضوع, وسيجرون خلفهم الناس وهم يرددون لاطاقة لنا اليوم بآل خليفة.

على الأخوة في الجمعيات أن يتطهروا من نجاسات السياسة التي شربوها وتمرغو فيها ولم يكتفوا بغرفة واحدة, وليتهم اكتفوا من شربة العار! والسلطة اليوم تمنيهم بالمزيد من غرفات الاغراءات، فما قيمة شربة الماء أمام إغراءات كبيرة تلقيها السلطة لتمييع المعارضة والمعارضين ؟؟
حين أدعو الجمعيات إلى التطهر, إنما أدعوهم إلى النصر و إلى الإقتداء بابي الفضل (ع) الذي لم يكتفي بإلقاء شربة الماء, بل ألقى كفيه على أرض كربلاء .
قرأت عن العباس وبطولاته وحضرت الكثير من المجالس, ولم أجد تفسيرًا مُقنعًا لِسر إلقاء العباس الماء في يوم العاشر, وإلى اليوم لم أسمع أحدا يتحدت عن سر قطع كفيّهِ, كما ولم اسمع احدهم فسر لما بحثت زينب عن الكفيّن,ولم أسمع عن سبب رفع الزهراء لهما في يوم المحشر.
أتعرفون السر خلف كل هذا ولماذا قدم عليه السلاك كفيه قبل أن يقدم روحه قربانا يوم عاشوراء ؟؟
ربما وقطعت لأنها شعرت ببرودة ماء الفرات، فكانت أولى ما يقدمه في المعركة, وكأنه يريد أن يتطهر حتى من برودة الماء التي لامست كفيه ويلقى الله طاهرًا مُطهرًا من أي ارتباط بالدنيا.
لا اريد أن أحول مقالتي لمأتم ولكن الحديث عن كربلاء هو في ذاته مأتم ومصيبة عظيمة, وكان لابد لتفسير الآية الكريمة من المرور على كربلاء، بل أن كل ماعندنا من وعي من فضلها كربلاء.
لو عكسنا غرفة الماء على واقعنا السياسي وشخوصه ستجد امثلة ومصاديق لهذه الاية الكريمة لمن شرب الماء ومن عفَّ نفسه أو لم يشرب بطريقة ما.
ما الذي جعل موقف الأستاذين مختلف عن موقف من دخل في مشروع النظام في انتخابات 2002 البلدي وقلبه على كراسي البرلمان ؟
ما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المحفوظ مختلفا ؟، وهل لو قبل الشيخ المحفوظ بالكرسي الذي عرضته الوفاق عليه, كان الشيخ المحفوظ هو ذاته الذي نعرفه والذي هو ماعليه اليوم؟
وما الذي جعل بقية الرموز مختلفين فرج الله عنهم, من مشايخ وأساتذة؟
وما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المهتدي مختلفا ؟، وهل لو لم يخرج الشيخ من مشروع السلطة قبل الثورة سيكون مع الثورة؟
استطاعت السلطة أن تتغلغل في وسطنا لتزرع الوهن والهزيمة, ببرودة المال وحلاوة السلطة، وسحر الشهرة لتكسير العزائم و الهمم.
من دخل في مشاريع السلطة وأصبح يدافع عنها اكثر من السلطة نفسها قال -لاطاقة لنا بآل خليفة- أما الرموز فهم مِن مَن اغترف بيده فقط قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين, كذلك هو حال شباب الثورة الذين لم يغترفوا شيئا من الدنيا  ولم يتلذذوا منها .
لقد جرت سنة الله ان تنتصر القلة الصابرة , على الكثرة الباطلة بإذنه تعالى, وإيمان شعب البحرين بالنصر كبير .
إن كل ما نطلبه من الأخوة هو التطهر من مشاريع النظام ورفضها ورفض شرعية النظام القائم.
فخروجهم من البرلمان ناقص ولاقيمة له إذا استمروا في دعم مشاريع النظام من خارج البرلمان, كَــ بسيوني والحوار والفورملا وأخذ التراخيص ,والأهم من كل ذلك التمسك بالَملك والمشروع الملكي, ومدح رموز النظام وأزلامه.
لا نطلب منهم المستحيل ولا نطلب أن يقطعوا أكفهم ويقدموها للثورة كالعباس (ع)، ولا نريدهم تقديم أرواحهم قرابين من أجل الثورة، إن جلَّ مانطلب منهم أن يُكفروا بالطاغوت الذي أمر الله أن يكفر به وأطاعوه، أو على أقل تقدير أن يكفو عن طعن الثورة والثوار على مستوى اللسان والموقف!

إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين, ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا, ومع اي جبهة تقف, ولمن تنتصر للحسين ام ليزيد .
هناك دائمًا تسائل واستفهام كبير حول كربلاء, و كيف قاتل كل الرجال في يوم عاشوراء الامام الحسين (ع)  وكيف طاوعت الشمر نفسه قطع نحر الحسين (ع)..
 في هذه الثورة أدركت السبب , وخصوصًا من خلال مواقف رجال دين أو معممين يصطفون مع يزيد البحرين, ويرفضون حتى قول يسقط حمد!، فلو كان هؤلاء في كربلاء لن يكون مستبعدًا ان يبايعوا يزيدًا ويشاركوا في قتل الحسين (ع), ولربما كان منهم شمرا , وشريحا وحرملة , ويحاربوا كل من تسول له نفسه قول يسقط يزيد.
فلا تستهينو بشربة من الماء, ولاتستهينوا بالمنصب، بالألقاب, ولا بالإمتيازات، فكم مِن مَن باع دينه بقطرة ماء، قطرة ماء فقط .. فما بالك بما تعرضه السلطة لشراء الذمم أو تمييع المواقف , فكل من له ارتباط بالنظام بشكل أو بآخر حتما سيقول – لا طاقة لنا اليوم بآل خليفة -  وهذا منطق كل الإنهزاميين في التاريخ.
أما القلة الصابرة الممتحنة التي تربط مصيرها بالسماء دائمًا فتقول كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين .

الحر الموسوي
@asmohd2

الاثنين، 22 أبريل 2013

الاستدلال بوسادة لكشف عمل إرهابي مهدت له سيدتان

 في الأيام المُقررة لإحياء سباق الفورمولا1 (19-20-21 أبريل ) في البحرين عمد النِّظام على تكثيف القبضة اللاأمنية لضمان حدوثه.
في اليوم الثاني من السباق اعتصمت نفيسة العصفور ( السنابس ) وريحانة الموسوي (سترة) [ كلاهما أم لأطفال ] مرتديتين ملابس لُصقت عليها صورة الناشطة زينب الخواجة وعميد الحقوق الأستاذ نبيل رجب مُطالبتان بالإفراج عنهم سلميًا، مما أدى لاعتقالهن واقتيادهن لمركز الرفاع الغربي من بعد استيقافهن و تفتيشهن بالكامل .

[ مُرفق صورة لهما قبل الاعتقال بقليل ]


بعد ساعات أصدرت النيابة العامة قرار إخلاء سبيل وعلى أثره قصد ذوي المعتقلتين المركز الذي رفض تسليمهن كما وأمرهم بمغادرة المبنى.
أكملنَ يومًا كاملًا بعدها ما بين نفي وجودهن في المركز ذاته أو النيابة، وأكد السيد يوسف المحافظة عبر حسابه بتويتر أن هناك مصادر تؤكد تواجدهن في مركز التحقيقات - وكر تعذيب المعتقلين و محطة التنكيل على يد جلادين - .وأضاف المحافظة: "طالما لم يتم القبض على السيدتين نفيسة العصفور وريحانة الموسوي بإذن من النيابة ولم يسمح لهم بالحق في الاتصال بعائلة او محامي فهن مختطفات".


في مساء الأمسِ الأثنين تم تلفيق لهما تهمة - التستر على محاولة تفجير الفورملا - و كان الدليل هو الحصول على " وسادة " ربطتها إحداهن على بطنها! وبعد التحري و السؤال تم الوصول ان ذلك لاختبار القوة الأمنية تمهيدًا لعمل إرهابي هذا مضمون خبر وكالة الأخبار البحرينية .
وتلقى أهالي المعتقلتين اتصالًا أفاد بتواجدهما في النيابة العامة و أنه سَيُباشر التحقيق معهما ليلًا، استمر التحقيق مع نفيسة العصفور ساعتين بحضور محاميتها انتصار الموسوي، أما ريحانة فمحاميها عبد الله زين الدين كان ينتظر التحقيق حتى فجر اليوم.


قررت النيابة العامة تجديد حبس نفيسة العصفور وريحانة الموسوي لمدة 60 يوم ضمن قانون الارهاب و التهم هي -1-الإنضمام الى جماعة على خلاف أحكام القانون بهدف تعطيل أحكام الدستور و تتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضها.-2- العلم بمخطط إرهابي بحيازة الغير عبوات متفجرة و عدم إعلام السلطات .




السبت، 20 أبريل 2013

أبنتي..بالأمس أنا وفي الغد هي - بقلم بحرينية الهوية



كعادتي مررت لاصطحاب ابنتي من المدرسة بعد انتهاء الدوام المدرسي, ركبت السيارة .. ألقت التحية ، بقيت صامتة على غير عادتها. فطرحت السؤال المعتاد " كيف كان يومك !؟ "

أجابت : "عادي ... وصمتت من جديد " .. أثارت استغرابي عادةً إجابتها لا تنتهي حتى نصل إلى البيت تخبرني بأدق التفاصيل وقد تشرح ليي الدرس أحياناً.

لاطفتها ،و لم تبتسم فسألتها: " حبيبتي لماذا تشعرين بكل هذا الضيق ؟ " ،فقالت: "ماما .. جميع بنات الصف لا يحبونني !!" .

أخبرتني بتفاصيل المشكلة ،والشجار الذي دار بينها /وبين أحدى زميلاتها في الصف ،وكان سببه كأسباب الشجارات السابقة وهو كذب ،واتهام زميلتها لها عند المدرسة..كانت تتحدث ،وتبكي بحرقة.

حاولت جاهدة أن أجعلها تسامح الفتاة بذكر أحاديث الرسول وآل بيته "عليهم السلام" عن قيمة التسامح بين الناس ،وأثره على المجتمع ،وبينت لها كيفية خلق الأعذار للآخرين ذاكرة حديث "أحمل أخاك المؤمن على سبعين محمل" فهي بطبيعتها متسامحة, هادئة ،ومطيعة جداً فردت: "ماما .. أنا دائماً أسامحهن ،ويعاودن الفعل من جديد لماذا يكرهنني!!؟"

ألمني شعورها بالظلم ،وقد تجرعته مراراً من صديقاتها.فحاولت جعله موقف إيجابي, تجربة تتعلم منها كيف تكون قوية أن تفصل بين معنى الاختلاف ،والحب فليس بالضرورة من يختلف معك يكرهك فالحب ،والاختلاف شيئان مختلفان.

قد يرى البعض أن الموقف بسيط ،و لا يستحق ،ولكنني أراه أساساً لمشاكل مستعصية في مجتمعنا .. فأبنتي ،وصديقاتها ذوات التسع سنين اليوم هن حجر الأساس لشخصية جيل المستقبل.

وقد أكد علماء النفس إن الإنسان المراهق والراشد المتزن ،والمتوافق ،والقليل المشاكل مع المجتمع كان سعيداً في طفولته.فلنضمن لأطفالنا السعادة في طفولتهم بمساعدتهم في حل مشاكلهم لتكوين مجتمع سليم ومتزن نفسياً.

وحدد علماء النفس الكثير من مشاكل الطفولة ومنها:

1- الكذب.
2- الغضب.
3- الألفاظ النابية.
4- النميمة والفتنة.
5- السرقة.
6- العصيان وعدم الطاعة.
7- الطفل الفوضوي
8- الجنوح.

حدد العلماء ملاحظات لتحديد أن كان السلوك طارئاً على شخصية الطفل لأسباب وقتيه سيختفي بزوالها أم مرضاً يحتاج لعلاج وهي:

1- تكرار هذا السلوك كثيراً عند الطفل ككثرة الكذب للتهرب من مسئولية خطأ.
2- تأثير السلوك على النمو العقلي والنفسي والاجتماعي للطفل.
3- تأثير السلوك على التحصيل الدراسي للطفل.
4- أن يكون السلوك مانع نفسياً للطفل للشعور بالاستمتاع بحياته وطفولته.

إذن على الأم ،والأب تحديد مشكلة السلوك المرضي في الطفل ،ومعرفة أسباب المشكلة ،ومعرفة أسلوب العلاج ،وعدم التهاون.

أنهم أبنائنا فلنحاول أن نوفر لهم طفولة أفضل من طفولتنا ،وتجنيبهم أن يكونوا جزء من مجتمع مريض كما نحن.فلنبدأ بتغيير مجتمعنا بموجة تغيير من داخل النفس فيكون ارتدادها على الأسرة أولاً فيتسع ليشمل المجتمع.

..
بحرينية الهوية
@umhussain1

في موطِني - شاعر ثورة اللؤلؤ


 

في موطِني
ذَلتْ رقابٌ خِلتُهَا لا تنحَنِي
وظننتُها كالصَّلدِ
تَفرُقُ بالإبَا مجَرى العُبَابْ
لكنني مَا سَاءَنِي
إلا ابتزازُ همومُ قومِي والمَصَابْ
أتعَابُهمْ ودِمَاؤهُمْ
أعْرَاضُهمْ ونِساؤهمْ
رَهْنٌ لإبْهارِ السَّرابِ بكذبَةِ خَلقتْ سَرابْ
وليتَ شعِري
مَنْ تألمَ حينمَا هدَمَ العدوُّ لكمْ قِبابْ؟
ويَا لَعمْري
مَنْ كَسَا عُراتكمْ؟
ومَنْ بكى أبْياتكمْ؟
غيرَ الصَّدَى يَرتدُّ مِنْ نعْقِ الغُرابْ
إذْ كانَ مِن ثبَاتِكمْ
نكَّسْتمو رَاياتِكمْ
للقاتِل السَّفاحِ إذ أضْحَى رَهِينًا للترابْ
فِي مَوطِني
عَاتبتُ صَمَّ صُخورِ سِترةَ فاصْطاخَتْ هُدىً
لكنَّ أحزابَ التنازلِ لايُجدِي وإيَّاهَا العِتابْ


 شاعر ثورة اللؤلؤ

أم وقلبي متفطر - زينب التاجر




قلي يا حمد شاللي صدر مني
حتى تفجعه قلبي على ابني
يجرحك يا عسى كل اللي جارحني

وتتعذب على ابنك يبن الانذال
ما تغمض عيوني من بعد فقده
ماصدق وليدي صار في لحده
أنخّي ياعلي يا كاشف الشدة
ياللي بالحرب لاهل الكفر جتال

أنادي فاطمة الزهرا تساعدني
قرح يالحزينة امن البجا جفني
تعالي وخففي يم الحسن حزني
من راح الولد ما وقفت ولوال

وارد انعى الحسن وادعي على الظالم
يالمجتبى ريتك حاضر لـ جاسم
ما خلوا العدا بجسمه عضو سالم
وامه تصيح مقدر انظره بهالحال

اعزي بفجعة الشبان عزنا حسين
ينظرهم على الغبرى بلا تكفين
من دمهم خضاب العرس بالكفين
حالتهم صعيبة تدمي الدلال

زينب يم طهر مسحي على راسي
يالصحتي يخويه وين عباسي
زمان شقد عليكم مظلم وقاسي
تنظروا راس كافلكم على عسال 



بقلم زينب التاجر