السبت، 9 مارس 2013

أينكم أيها الكتّاب؟! - بقلم حقي كإنسان


"الرجاء ريتويت لموضوعي للأهمية"
"مقال لي أرجو قراءته ونشره"
"كتبت مقالا يتكلم عن هذا الموضوع المهم، وهذا هو الرابط..."

كلمات وعبارات متنوعة في نفس السياق أتتنا بكثرة في بداية الثورة وخلالها.. كان صعبا قراءة "كل شيء"، بل كان "الريتويت صعبا لكل شيء" بسبب كثرة الأخبار وتوالي الأحداث بشكل غير اعتيادي!... كان هذا سببا لأن يحاول كل شخص منا أن يثبت نفسه بأن يقدّم أفضل ما لديه للثورة والوطن.. طبعا لا نقول بأنه لا يوجد أحد يعمل للشهرة، ولكنه لا يهمنا في هذا الموضوع، فالالتفات للأهم هنا هو الأهم... 

الأهم الذي نريد معرفته: ماذا جرى؟! أين هؤلاء الناس الذين يريدون إثبات أنفسهم؟! أين الذين كانوا يحملون الأفكار النيّرة التي نحتاجها لخدمة الثورة؟! هل ماتوا أم انقرضوا أم تعبوا أم هم مشغولون بأمور أخرى؟! أكثر من 600 ألف مواطن معارض للنظام -سواء كان إصلاحي الفكر أو إسقاطي-، ولكن الكتابات اليوم لا تتعدى الـ10% من مجموع هؤلاء المعارضين؟!

فلنتحدث قليلا عن هذا الموضوع...

عندما يكون هناك حدث كبير يشد الأنظار، فإنك ترى أن هذا الحدث يتضخّم بسبب نفس هؤلاء المشدودين للحدث، فاهتمام الناس بالثورة جعلهم يخرجون من منازلهم ليصوّروا ويوثّقوا ويساعدوا ويكتبوا وينشدوا الأناشيد... إلخ، ولولاهم لما كانت ولا وصلت لذروتها...

وهنا نسأل سؤالا بمغزى: لماذا لم يهتم مفجّروا ثورة الرابع عشر من فبراير نفس الاهتمام في نشر ثورة التسعينات وشهدائها تحديدا في شهري فبراير ومارس 2011؟ أليستا ثورتين تحملان نفس الهدف والمضمون والهوية؟ إذاً لماذا كان ذكر ثورة التسعينات ضعيفا أو غير موجود في فبراير ومارس 2011؟

طبعا الجواب على هذا السؤال واضح، وهو أن حدث 14 فبراير وما بعده صداه أقوى من ثورة التسعينات في هذا الوقت بالتحديد كوننا نعايشه عيانا وقلبا، ومعايشتنا هذه أعطتنا اهتماما أكبر به "أوتوماتيكيا"، فهو أمر طبيعي، فلا يعقل مثلا أن الشهيد مشيمع يقتل في الرابع عشر من فبراير 2011، وننشر صور وقصة الشهيد عيسى قمبر الذي استشهد في التسعينات ونبكي عليه أكثر من الشهيد مشيمع! وهذا لا يعترض عليه أحد عقلا، فالفترة المكانية والزمانية والقلبية لها أثر..

وهنا نقول: إن كان زخم الحدث ووقته له أثر في العمل وقوته، إذا أين هم من كان يكتب ويفكر؟! أين هم مفكروا ثورة الرابع عشر من فبراير؟! أين هم شعراء الرابع عشر من فبراير؟! أين وأين وأين؟!!!! 

هناك فتور وبرود واضح في الكتابات عن السابق -لا أنفي الفتور في مجالات أخرى، وهو أمر واضح فيها أيضا، ولكن موضوعي هو عن الكتابة لا غير-، وهو مؤشر خطير لمن يلاحظ، فكثرة الكتابات كانت تدل على كثرة الاهتمام وقوة الحدث، أما اليوم فواضح أن العكس حاصل في مجال الكتابات وغيرها، وهذا يعني أن الثورة أشعلها الناس، وها هم الناس يطفؤونها دون أن يلتفتوا لذلك..

كلمات أخيرة:

- علينا أن نكسر هذا الحاجز.. حاجز الصمت.. حاجز اليأس من أنه "لن يسمعنا أحد".. صحيح أن هذا الإحساس يأتي بين فترة وأخرى، ولكنه يجب ألا يطول فينا..

- هناك مشاكل في نهج الجمعيات.. هناك أخطاء في نهج الائتلاف.. هناك أخطاء في نهج الحقوقيين أو الرموز أو العلماء أو غيرهم.. يجب أن نتكلم ونتحاور دون خطوط حمراء لنصل لحلول، فإنه لا تهم الشخصيات.. أليس هذا ما تعلمناه؟! طبعا الذين يحكم في أسلوب الطرح الدين والعقل، واللذان يقضيان بالنقد بحدود ألا نخسر أنفسنا بالكلام والحوار بأساليب تحمِّلنا أوزارا فوق أوزارنا..

- قوة الكلمة هي البادئة للثورة، وهي المؤجّجة لها بعد نشر كل هذه الظلامات من هذا النظام الظالم علينا، وهي ما خمّد جزءا كبيرا منها بدعوى الإصلاح لا الإسقاط، وتمييع المصطلحات... لا تستصغروا الكلمة، فمنها بدأت ثورات ومنها هدأت، فما لم تستطع الدبابات والرصاص إيقافه استطاعت الكلمة ذلك، وما الإصلاح الشكلي السابق عنا ببعيد.

- هناك من الشبكات الإعلامية الكثير ممن يرحّب بنشر مواضيع الجميع، كصحيفة بحرين تايمز ووكالة أوال للأنباء وصوت الثورة وغيرهم -لا أبخس المواقع الأخرى الخادمة للثورة حقها من الذكر، فكلها معنية بما كتبت وإن لم أذكر اسمها-، فهي ترى أن مواقعها صوت للشعب ينطق، لا صوت لأحزاب وأطراف معينة منه، وعندها سيكون الأقوى هو الأقوى حجة ودليلا لا غير، فعليكم بهذه المواقع وغيرها لنشر صوتكم ومنطقكم، فنحن نستفيد من الجميع ولو لم تروا ذلك...

نسأل الله ألا نكون قد أصابنا السبات حتى ثورة أخرى بعد عشر سنين أو أكثر، فتضحيات 230 سنة إن لم تكفنا اليوم فلن تكفينا لبعد ذلك... وهذه ستكون مشكلتنا!


حقي كإنسان
@eHAQYe
15-10-2012

وهم النصر - بقلم سيف الكرامة




ما هو النصر، ومتى تعتبر نفسك منتصراً ؟

النصر في اللغة هو الفوز أو الفتح أو الظفر، فالمنتصر لا يعتبر منتصراً إلا عندما يحقق كل الأهداف التي خرج للحصول عليها غير منقوصة، وبلا أي تنازلات أو مساومات، ونعطي هنا مثالا:

في الحرب يوجد منتصر وخاسر فقط، ولا يوجد أحد في المنتصف - بغض النظر عن الخسائر لكلا الطرفين -، ففي النهاية هناك منتصر وخاسر، أي ألا وجود لوسطية بين النصر والهزيمة، والحقوق لا يجب المساومة عليها، بل يجب أن تنتزعها من الظالم، ولا يوجد مهادنة مع مجرم وظالم.

إما ان تحصل على "كل شيء"، أو "لا شيء" ..

والآن سوف أحكي لكم قصة واقعية حصلت في السجون الخليفية سابقاً، والتي لم تخلو يوماً من المطالبين بالحرية والعدالة:

في أحد السجون الخليفية، سجون الإجرام والدجل، كان مجموعة من الأحرار في إحدى الزنازين، والذي كان فيها الوضع مأساوياً جداً، من مضايقات وتعذيب وعدم الحصول على أبسط الحقوق المشروعة التي من حق كل سجين أن يحصل عليها، لا مكان مريح للنوم، مكان قذر جداً، الطعام غير صحي، منع من الزيارات، بل وصلت المضايقات إلى سحب كتاب الله ومنعهم من قراءته ومنعهم من الصلاة.

اجتمع الأحرار من أجل عمل شيء لحل هذا الموضوع، فالوضع يجب عدم السكوت عنه، فقرروا عمل إضراب عن الطعام وعصيان الأوامر، وقد وضعوا قائمة طلبات يجب أن تُنَفَّذ حتى يفكوا إضرابهم، وهي تحسين الطعام، والسماح بالزيارات، وجلب القرآن لهم، وحرية ممارسة الشعائر الدينية.. القائمة تطول وأنتم تعرفون وضع السجون الخليفية.

بدأ الأحرار الإضراب وعصيان الأوامر، وفي كل يوم يزداد الأمر سوءاً، والضابط المسؤول يفقد السيطرة على الوضع، وتطور الأمر، وعلى الضابط أن يستجيب للمطالب وحل الأمر، ولم يبق أحد إلا وقام الضابط باستشارته، فهو لا يريد أن ينفذ المطالب ويخرج مهزوماً، حتى جاء له ضابط آخر وقال له: "اترك الموضوع لي".

جاء الضابط الخبيث للزنزانة لمقابلة الأحرار، وقال لهم: "جميع مطالبكم سوف تنفذ ما عدا مطلب واحد فقط"، وذهب!!.. أخذ الأحرار يفكرون: "ما هو المطلب الذي سوف لن ينفذ؟!"، وأدخلهم في صراع نفسي شديد، وفي اليوم التالي جاء الضابط مرة أخرى وقال لهم: "المطلب الذي لن ينفذ هو عدم حصولكم على القرآن"!!، عندها ثار الأحرار، وكل واحد يصرخ في وجهه: "إلا كتاب الله، هذا هو مطلبنا الأول ولن نتنازل عنه"، فقال الضابط: "إذا أردتم القرآن تنازلوا عن كل المطالب الأخرى، ولكم الخيار.. إما كل المطالب، أو القرآن"، وذهب عنهم..

بدأ الصراع النفسي مرة أخرى، وكل واحد يقول للآخر أنه لن يتنازل عن كتاب الله، فهو المطلب الأول لنا.

وفي اليوم التالي جاء الضابط مرة أخرى، وقال لهم: "ما هو قراركم؟".. وبدأ الجدال.. كل واحد يصرخ في وجهه: "إلا كتاب الله لن نتنازل عنه".. وفي النهاية قبلوا العرض، وحصلوا على القرآن الكريم، وكل واحد أخذ يصرخ: "لقد حصلنا على القرآن"، وصراخهم به نشوة الانتصار..

حصلوا على القرآن، وبقي الحال كما هو، وهم ما زالوا يعتقدون أنهم انتصروا.

س: هل فعلاً انتصر الاحرار بحصولهم على القرآن فقط؟

ج: طبعاً لا، فإن شيئا لم يتغير، وبقي وضع الظلم والحرمان قائمين، فقد تم خداعهم والالتفاف على مطالبهم وحقوقهم.

بندمج هذه الواقعة بواقعنا اليوم ونسأل أنفسنا:

هل سيتحقق نصرنا بإزاحة المجرم خليفة بن سلمان من منصبه، ويبقى معززاً مكرماً في قصره مع كل ما نهبه من أموال الشعب؟

هل سيتحقق نصرنا بالحصول على برلمان كامل الصلاحيات، وهناك من هم في الخلف يحيكون المؤامرات من أجل الالتفاف على قرارات هذا المجلس والتأثير عليه؟

هل سيتحقق نصرنا بالحصول على المملكة الدستورية مع بقاء المجرم الأول والمسؤول عن كل العذابات والجراحات لهذا الشعب ملكاً علينا، وبقاء عائلته المجرمة تسرح وتمرح في أرضنا؟

يا شعب البحرين الأبي .. تذكروا قبل الإجابة على هذه الأسئلة.. إما الحصول على "كل شي"، أو "لا شيء"

هذا هو النصر.. لا تسمحوا لأحد بالالتفاف على مطالبكم ومهادنة الظالم وبقائه حاكماً على رؤوسكم

وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم


سيف الكرامة

@Dignity14Sword

منهو هذا؟!! - بقلم شاعر ثورة اللؤلؤ




اللهم صل على فاطمة, لست ممن يمجِّد الأشخاص والأحزاب، ولكن هناك أناس لا يحق لك أن لا تذكر فضلهم عليك ومنهم هذا الرجل.


يسألوني عليك وما أرد اجواب
حقيقة مو جذب هالشيخ ماعرفه
وقول الهم مثلكم آنه هم محتار
بس قلبي دليله ويعرف ايوصفه
من صولاته قطعا كربلاء ايعيد
ومن بحر ابو فاضل مغترف غرفه
ومن اسمه علي يعني هَوا الكرار
ونسمات التواضع دايم اتحفه
حبيب ابن مظاهر من طفوفه عاد
واذا ما عاد اكيد انصاغت النطفه
اذا اتريد المخابر لاحظ الساحات
تشوفه بكل محن وبساعة الكلفه
إذا غطّت عيون الأدعياء بنوم
عيونه علرعية ساعة ما تغفى
ولا تسأل أبد ليش اهوَ مو معروف
طريق الشوك مؤذي ومحد ايحفه
ولا عنده كوادر فنها بس إعلام
تلمِّع صورته كل ساعة واتزفه
ولا همّه الأوادم بس تطوف اعليه
وترفع صورته وتقبِّله بجفه
ومن يمشي تسيرن خلفه الأجدام
ويتنومس إذا تمشي الخلق خلفه


شاعر ثورة اللؤلؤ

@sh_lulu313

الفاتح أم الغاصب!؟ - بقلم ابن آدم




أستغرب ممن يتباهون ويتفاخرون بما يسمى بتجمُّع الفاتح، أو قل بمسمى الفاتح بالمطلق، ونسأل: هل نظر هؤلاء في منطلقات هذه التسمية؟ وهل يعرفونها جيدا؟ أم هم همجٌ رعاعٌ ينعقون خلف كل ناعق؟

أقول بأنه من المعلوم بأن الفتح في الإسلام يكون بالدخول لبلاد الكفر وفتحها وإدخالها في الإسلام، هذا بكل بساطة، أما نحن في البحرين فالحال مختلف جدا جدا، فإننا كبحرينيين نفتخر بأننا أسلمنا برسالة واحدة من الرسول الأعظم محمد (ص) سلَّمها الحضرمي لحاكم البحرين آنذاك المنذر ابن ساوى التميمي، أسلمنا جميعا على هذه الأرض الطيبة.

أما أنتم من تتباهون بهذا المسمى هل كان آباؤكم وأجدادكم كفارا لا سمح الله، لم يكونوا كذلك، وهذا ما لا نرضاه، لكنكم للأسف رضيتم به على أنفسكم، بينما الواقع يؤكد بأن هذا البلد تراجع كثيرا على المستوى العلمي والإيماني والأخلاقي منذ بدأ الاحتلال الخليفي قبل حوالي 230 عاما، وقد بلغ ذروته حين أكّدت بعض التقارير مؤخرا بأن المنامة تعتبر المدينة الثانية عالميا في الدعارة! أجل في الدعارة.. لا في العلم ولا الأخلاق ولا غيرها من المستويات الحميدة الراقية.

أفيقوا من غفلتكم، فلا يستحق هؤلاء مسمى الفاتح، بل قولوا الغاصب والمحتل، لا أقل من ذلك.


ابن آدم

@fekerleader

أما من مستنكر - بقلم ثائر للحق




أين رجال الدين والإسلامِ
لينكروا ما حلَّ من إجرامِ
بحرينُنا تَصطبغُ بالدمِّ
فكم تُقاسي محنةَ الآلامِ
قتلٌ سباءٌ وانتهاكاتٌ لا
تُحصى ولو سَطَّرْتُ بالأقلامِ
خنقٌ ودهسٌ سَرِقاتٌ فصْلُ
كذا اعتقالاتٌ وحُكمُ إعدامِ
وكلُّ ذنْبي أنني أُعليها
لنْ أركعَ ما عشتُ للحكَّامِ
وماسرَدْتُ الآنَ من أحداثٍ
جرى ويجري كلَّ عامٍ دامي
هذا قليلٌ من كثيرٍ عانى
شعبي بويلاتٍ من الظُلاَّمِ
لم يكتفِ الطاغوتُ بالتنكيلِ
بل وظَّفَ الأوباشَ والأنعامِ
مرتزِقٌ وبلطجيٌّ جاؤوا
ليدهسوني يقتلوا أحلامي
أينَ شعوبُ الأرضِ عمَّا يجري
أينَ هيَ وسائلُ الإعلامِ
من يدَّعي الإسلام صُمٌّ بُكْمٌ
بل أصبح لمطلبي لوَّامِ
قد وصل الأمرُ بألاَّ يرْضَوا
أن يُدفَنَ الشهيدُ ذو الأوْسامِ
محمودُنا شهيدُنا مسجونٌ
وقد قضى تِسعاً من الأيامِ
فلتفرجوا عنه أيا كفاراً
فلتفرجوا يا ألعنَ الأقوامِ
أمَّا سمِعتُم صرختي آتيكُمْ
زحفاً كأني أسدٌ ضُرغامِ
أدُكُّها قصوركم بالعزمِ
أزلزِلُ العروشَ بالإقدامِ


بقلم ثائر للحق

@ThaerLelhaq

رجال الدين.. 40 عاما من الفشل!! - بقلم الحر الموسوي




لمن الكلمة اليوم.. لرجال الدين أم للشباب ؟!

ينتقد البعض الحوار في الوقت الضائع ليس لأنه ضد الحوار, وإنما ليشرعن موضوعٍ أقبح بكثير وأخطر من الحوار، وهو الاستفتاء على نتائجه بدل الاستفتاء على أصل الحكم.

يعكس الدور السلبي والمتراجع لرجال الدين الذين حوَّلوا خطاب الجمعة إلى رافد من روافد دعم مشاريع السلطة وبقائها في الحكم, وإعادة خديعة استفتاء السبعينات, واستفتاء الميثاق من جديد.

يعيد رجال الدين في المشهد السياسي في البحرين دورهم السابق كشهود زورٍ في ما يجري على شعب البحرين المظلوم، ولربما مارسوا دورا أسوأ بكثير من دور شاهد الزور في بعض المحطات التاريخية والسياسية خلال الـ40 عاما الماضية.

إن رجال الدين الذين عاصروا الاستفتاء في 1970 هم أنفسهم الذين شرَّعوا الاستفتاء تحت شعار (معكم معكم يا علماء) في 2001, وهم اليوم يحاولون أن يقوموا بالدور نفسه في ثورة 14 فبراير تحت شعار (لبيك يا فقيه).

معظم جيل الشباب اليوم وحتى الكهول في العقد الرابع لم يدركوا السبعينات من القرن الماضي، ومنهم في جيلي لم يدركوا سوى صور المرشَّحين للمجلس الوطني على بيوتات القرى المتهالكة, وبالتالي لم يدركوا خديعة الاستفتاء التي كان يقف خلفها المستعمر البريطاني حينذاك وبعض رجال الدين الذين دعموا المشروع البريطاني الخليفي سرا.

وبالطبع لم ندرك برلمان 73، وربما معظم هذا الجيل لم يكن قد وُلِد حتى في السبعينات، وحتى من ولد لم يكن يدرك شيئا، ولكن بلا شك إن الاجيال كلها دفعت الثمن وذاقت مرارة السبعينات وما تمخَّض من استفتاء وبرلمان، لم نرَ سوى صور المرشحين على بيوتنا, ولكننا تجرَّعنا وتقاسمنا التعذيب والسجون والمهاجر في ظل قانون أمن الدولة الذي باركه بعض رجال الدين.

ثلاثة عقود عاشها شعب البحرين بين الخوف وشظف العيش وحياة السجون والمنفى, لم يرحم فيها صغيرا أو شيخا كبيرا، ولم يميِّز هذا الظلم بين أحد, ولم يشفع لجيل الشباب الذين دفعوا أثمانا باهظة لخدعة السبعينات التي لم يشاركوا فيها, ولربما لم يولدوا حينها أيضا.

أجيال فتحت عينها على واقع مرير ومؤلم بالنسبة لنظام آل خليفة الديكتاتوري بكل ما للكلمة من معنى، ومن جانب آخر فتح عينه على قداسات تركع الناس خلفها وتسجد, ولكنه لا يعرف شيئا عن تاريخها وعن مواقفها التي دفع من دمه وحياته وحريته وكرامته ثمنا باهضا جدا لها, قداسات فضفاضة صنعتها الحزبيات المريضة التي لا تتورع في المتاجرة بدماء الشهداء وبيع آلام الناس مقابل بعض الصلاحيات والامتيازات التي يقطرها آل خليفة بحرص شديد على الخانعين لهم والمُسَلِّمين لأمرهم.

إن من حق هذا الجيل والجيل الذي سبقه أن يقف على حقيقة هؤلاء العلماء وحقيقة مواقفهم, والاطلاع على تاريخهم, ليعرف من كان سبب دماره في السابق ليتمكَّن من تجاوز تجرع الماسات مرة بعد أخرى, وغصة بعد غصة.

إذا أراد جيل الثورة أن يقرِّر مصيره فعليه أن يقتحم التاريخ ويستنطقه بحيادية تامة, فمن عاش السبعينات موجود, والثمانينات والتسعينات ليست عنكم ببعيدة. ليست مشكلتنا الوحيدة في أننا لا نقرأ تاريخنا فحسب، وإنما في سرعة نسياننا لآلامنا، وتكرار أخطائنا مرة بعد أخرى..

هل يصعب علينا تقييم 40 سنة الماضية ؟؟

فتحنا أعيننا على واقعٍ لم نصنعه ولم نختره.. فتحنا أعيننا وآل خليفة يمسكون رقابنا بقبضة من حديد.. فتحنا أعيننا وخليفة في الحكم منذ 40 عاما.. فتحنا أعيننا على رجال دين هم أيضا يمسكون برقابنا منذ 40 عاما.

أيها الشباب.. هذه ثورتكم, وهذه فرصتكم الذهبية لتحرِّروا رقابكم من القبضة الخليفية والقبضة الدينية التي تضغط عليكم وتنكس رؤوسكم كلما حاولتم رفعها لتشنق حريتكم وتستسخف بتطلعاتكم كلما حاولتم تحرير رقابكم من سلطتهم.

كيف استطاع خليفة بن سلمان أن يهيمنوا على رئاسة الوزراء 40 عاما؟؟
وكيف استطاع أن يهيمن بعض رجال الدين على الساحة منذ 40 عاما؟؟

هكذا بكل بساطة فتحنا أعيننا على واقع لم يتغير منذ 40 عاما.. وحتى انتفاضة التسعينات كرَّست هذه الحالة وزادت من صلاحيات آل خليفة ومكانة بعض رجال الدين التي أصبحت أكبر حتى من جميع المقدسات.

هذا الكلام ليس عداوة شخصية لرجال الدين, وإنما تبرؤٌ من مواقفهم خلال 40 عاما الماضية التي كانوا يمثِّلون فيها دور شاهد الزور في أفضل موقف لهم.. أما رجال الدين الذين رفضوا أن يكونوا عونا للطاغوت ورفضوا حتى أن يكونوا شهود زور على ما يجري كان مصيرهم إما الشهادة أو السجن أو الهجرة، وعلماء الثورة اليوم في طوامير السجن أكبر شاهد.

40 عاما من الفشل.. تحوَّلت إلى 40 عاما من الحنكة والحكمة.. ربما كانت 40 عاما من الخنوع والمداهنة خشية السجن أو النفي أو التصفية.

عليكم معرفة خلف من تسجدوا وتركعوا وتصلّوا.. المسألة أكبر من مجرد ركوع وسجود وصلاة, لأن المسألة مبدأ وموقف.. وإلا لكانت الصلاة خلف السعيدي من أفضل المستحبات في عالم السياسة.

لا نخوِّن هؤلاء العلماء.. ولا نضخمهم بأكبر من حجمهم الطبيعي, وإنما نضعهم في حجمهم الذي يستحقونه, وليس الذي فتحنا أعيننا عليه, فهؤلاء علماء تقليديون فضَّلوا حماية رقابهم وإنقاذ أنفسهم على إنقاذ الأمة, وتصارعوا فيما بينهم على ما تلقي لهم السلطة من نفوذ وصلاحيات, وتناوشوا على مسجد هنا ومآتم هناك, وكأنها معركة وجود، والانتصار فيها إنجاز عظيم ومقدّس.

لم يحدث في تاريخ البحرين أن صلّى إمامان في جامع واحد إلا في عهدهم وببركة توجيهاتهم، ولم تُشهَر السكاكين والفؤوس لتقطيع جسدنا في منابر الجمعة إلا تحت مظلتهم الحزبية المريضة، ولم نشهد تشرذما في تاريخنا ينافس الـ40 عاما الماضية.

شكرا لكم .. تكفي 40 عاما من تسلّطكم الديني على الرقاب, تكفي 40 عاما من التيه في ظل قيادتكم كتيه بني إسرائيل.. ارفعوا وصايتكم وأعطوا الشباب الفرصة ليقرِّر مصيره ويختار طريقة عيشه.. لقد اكتفينا من حنكتكم وحكمتكم 40 عاما.. واكتفينا من إنجازاتكم وبطولاتكم على بعضكم 40 عاما.

وأتساءل أخيرا: أيها الشعب.. لمن تريدون كلمة الفصل اليوم لتقرير المصير.. بيد شباب الثورة أم بيد رجال الدين؟؟!!

ودمتم بخير


الحر الموسوي

@asmohd2