السبت، 9 مارس 2013

وهم النصر - بقلم سيف الكرامة




ما هو النصر، ومتى تعتبر نفسك منتصراً ؟

النصر في اللغة هو الفوز أو الفتح أو الظفر، فالمنتصر لا يعتبر منتصراً إلا عندما يحقق كل الأهداف التي خرج للحصول عليها غير منقوصة، وبلا أي تنازلات أو مساومات، ونعطي هنا مثالا:

في الحرب يوجد منتصر وخاسر فقط، ولا يوجد أحد في المنتصف - بغض النظر عن الخسائر لكلا الطرفين -، ففي النهاية هناك منتصر وخاسر، أي ألا وجود لوسطية بين النصر والهزيمة، والحقوق لا يجب المساومة عليها، بل يجب أن تنتزعها من الظالم، ولا يوجد مهادنة مع مجرم وظالم.

إما ان تحصل على "كل شيء"، أو "لا شيء" ..

والآن سوف أحكي لكم قصة واقعية حصلت في السجون الخليفية سابقاً، والتي لم تخلو يوماً من المطالبين بالحرية والعدالة:

في أحد السجون الخليفية، سجون الإجرام والدجل، كان مجموعة من الأحرار في إحدى الزنازين، والذي كان فيها الوضع مأساوياً جداً، من مضايقات وتعذيب وعدم الحصول على أبسط الحقوق المشروعة التي من حق كل سجين أن يحصل عليها، لا مكان مريح للنوم، مكان قذر جداً، الطعام غير صحي، منع من الزيارات، بل وصلت المضايقات إلى سحب كتاب الله ومنعهم من قراءته ومنعهم من الصلاة.

اجتمع الأحرار من أجل عمل شيء لحل هذا الموضوع، فالوضع يجب عدم السكوت عنه، فقرروا عمل إضراب عن الطعام وعصيان الأوامر، وقد وضعوا قائمة طلبات يجب أن تُنَفَّذ حتى يفكوا إضرابهم، وهي تحسين الطعام، والسماح بالزيارات، وجلب القرآن لهم، وحرية ممارسة الشعائر الدينية.. القائمة تطول وأنتم تعرفون وضع السجون الخليفية.

بدأ الأحرار الإضراب وعصيان الأوامر، وفي كل يوم يزداد الأمر سوءاً، والضابط المسؤول يفقد السيطرة على الوضع، وتطور الأمر، وعلى الضابط أن يستجيب للمطالب وحل الأمر، ولم يبق أحد إلا وقام الضابط باستشارته، فهو لا يريد أن ينفذ المطالب ويخرج مهزوماً، حتى جاء له ضابط آخر وقال له: "اترك الموضوع لي".

جاء الضابط الخبيث للزنزانة لمقابلة الأحرار، وقال لهم: "جميع مطالبكم سوف تنفذ ما عدا مطلب واحد فقط"، وذهب!!.. أخذ الأحرار يفكرون: "ما هو المطلب الذي سوف لن ينفذ؟!"، وأدخلهم في صراع نفسي شديد، وفي اليوم التالي جاء الضابط مرة أخرى وقال لهم: "المطلب الذي لن ينفذ هو عدم حصولكم على القرآن"!!، عندها ثار الأحرار، وكل واحد يصرخ في وجهه: "إلا كتاب الله، هذا هو مطلبنا الأول ولن نتنازل عنه"، فقال الضابط: "إذا أردتم القرآن تنازلوا عن كل المطالب الأخرى، ولكم الخيار.. إما كل المطالب، أو القرآن"، وذهب عنهم..

بدأ الصراع النفسي مرة أخرى، وكل واحد يقول للآخر أنه لن يتنازل عن كتاب الله، فهو المطلب الأول لنا.

وفي اليوم التالي جاء الضابط مرة أخرى، وقال لهم: "ما هو قراركم؟".. وبدأ الجدال.. كل واحد يصرخ في وجهه: "إلا كتاب الله لن نتنازل عنه".. وفي النهاية قبلوا العرض، وحصلوا على القرآن الكريم، وكل واحد أخذ يصرخ: "لقد حصلنا على القرآن"، وصراخهم به نشوة الانتصار..

حصلوا على القرآن، وبقي الحال كما هو، وهم ما زالوا يعتقدون أنهم انتصروا.

س: هل فعلاً انتصر الاحرار بحصولهم على القرآن فقط؟

ج: طبعاً لا، فإن شيئا لم يتغير، وبقي وضع الظلم والحرمان قائمين، فقد تم خداعهم والالتفاف على مطالبهم وحقوقهم.

بندمج هذه الواقعة بواقعنا اليوم ونسأل أنفسنا:

هل سيتحقق نصرنا بإزاحة المجرم خليفة بن سلمان من منصبه، ويبقى معززاً مكرماً في قصره مع كل ما نهبه من أموال الشعب؟

هل سيتحقق نصرنا بالحصول على برلمان كامل الصلاحيات، وهناك من هم في الخلف يحيكون المؤامرات من أجل الالتفاف على قرارات هذا المجلس والتأثير عليه؟

هل سيتحقق نصرنا بالحصول على المملكة الدستورية مع بقاء المجرم الأول والمسؤول عن كل العذابات والجراحات لهذا الشعب ملكاً علينا، وبقاء عائلته المجرمة تسرح وتمرح في أرضنا؟

يا شعب البحرين الأبي .. تذكروا قبل الإجابة على هذه الأسئلة.. إما الحصول على "كل شي"، أو "لا شيء"

هذا هو النصر.. لا تسمحوا لأحد بالالتفاف على مطالبكم ومهادنة الظالم وبقائه حاكماً على رؤوسكم

وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم


سيف الكرامة

@Dignity14Sword

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق