السبت، 20 أبريل 2013

أبنتي..بالأمس أنا وفي الغد هي - بقلم بحرينية الهوية



كعادتي مررت لاصطحاب ابنتي من المدرسة بعد انتهاء الدوام المدرسي, ركبت السيارة .. ألقت التحية ، بقيت صامتة على غير عادتها. فطرحت السؤال المعتاد " كيف كان يومك !؟ "

أجابت : "عادي ... وصمتت من جديد " .. أثارت استغرابي عادةً إجابتها لا تنتهي حتى نصل إلى البيت تخبرني بأدق التفاصيل وقد تشرح ليي الدرس أحياناً.

لاطفتها ،و لم تبتسم فسألتها: " حبيبتي لماذا تشعرين بكل هذا الضيق ؟ " ،فقالت: "ماما .. جميع بنات الصف لا يحبونني !!" .

أخبرتني بتفاصيل المشكلة ،والشجار الذي دار بينها /وبين أحدى زميلاتها في الصف ،وكان سببه كأسباب الشجارات السابقة وهو كذب ،واتهام زميلتها لها عند المدرسة..كانت تتحدث ،وتبكي بحرقة.

حاولت جاهدة أن أجعلها تسامح الفتاة بذكر أحاديث الرسول وآل بيته "عليهم السلام" عن قيمة التسامح بين الناس ،وأثره على المجتمع ،وبينت لها كيفية خلق الأعذار للآخرين ذاكرة حديث "أحمل أخاك المؤمن على سبعين محمل" فهي بطبيعتها متسامحة, هادئة ،ومطيعة جداً فردت: "ماما .. أنا دائماً أسامحهن ،ويعاودن الفعل من جديد لماذا يكرهنني!!؟"

ألمني شعورها بالظلم ،وقد تجرعته مراراً من صديقاتها.فحاولت جعله موقف إيجابي, تجربة تتعلم منها كيف تكون قوية أن تفصل بين معنى الاختلاف ،والحب فليس بالضرورة من يختلف معك يكرهك فالحب ،والاختلاف شيئان مختلفان.

قد يرى البعض أن الموقف بسيط ،و لا يستحق ،ولكنني أراه أساساً لمشاكل مستعصية في مجتمعنا .. فأبنتي ،وصديقاتها ذوات التسع سنين اليوم هن حجر الأساس لشخصية جيل المستقبل.

وقد أكد علماء النفس إن الإنسان المراهق والراشد المتزن ،والمتوافق ،والقليل المشاكل مع المجتمع كان سعيداً في طفولته.فلنضمن لأطفالنا السعادة في طفولتهم بمساعدتهم في حل مشاكلهم لتكوين مجتمع سليم ومتزن نفسياً.

وحدد علماء النفس الكثير من مشاكل الطفولة ومنها:

1- الكذب.
2- الغضب.
3- الألفاظ النابية.
4- النميمة والفتنة.
5- السرقة.
6- العصيان وعدم الطاعة.
7- الطفل الفوضوي
8- الجنوح.

حدد العلماء ملاحظات لتحديد أن كان السلوك طارئاً على شخصية الطفل لأسباب وقتيه سيختفي بزوالها أم مرضاً يحتاج لعلاج وهي:

1- تكرار هذا السلوك كثيراً عند الطفل ككثرة الكذب للتهرب من مسئولية خطأ.
2- تأثير السلوك على النمو العقلي والنفسي والاجتماعي للطفل.
3- تأثير السلوك على التحصيل الدراسي للطفل.
4- أن يكون السلوك مانع نفسياً للطفل للشعور بالاستمتاع بحياته وطفولته.

إذن على الأم ،والأب تحديد مشكلة السلوك المرضي في الطفل ،ومعرفة أسباب المشكلة ،ومعرفة أسلوب العلاج ،وعدم التهاون.

أنهم أبنائنا فلنحاول أن نوفر لهم طفولة أفضل من طفولتنا ،وتجنيبهم أن يكونوا جزء من مجتمع مريض كما نحن.فلنبدأ بتغيير مجتمعنا بموجة تغيير من داخل النفس فيكون ارتدادها على الأسرة أولاً فيتسع ليشمل المجتمع.

..
بحرينية الهوية
@umhussain1

هناك تعليقان (2):