الثلاثاء، 16 أبريل 2013

الحب بقلم آيات بينات


للحب خارطة وطريق مليء بالخطوط الرئيسية والفرعية الصغيرة منها والكبيرة...

إذا أردنا السير عليه بثبات وطمأنينة فعلينا تدشين وتخصيص خطه الرئيسي (( للعشق الإلهي )), لضمان الاستقرار والسكينة النفسية... لمعشوق لا يفنى ولا يتغير ولا يزول...
وبطبيعة الحال فإن الارتباط بالمولى يربطنا بشكل مباشر بالأولياء والصالحين...
وكن على ثقة في أنك لو دشّنت الخط الرئيسي للحب لأي شي آخر غير الله, فإنك لن تجني غير الشتات والضياع... لأنك عشقت من سيفنى ويزول ويتغير...

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عـش مـا شـئـت فـإنـك مـيـت, وأحـبـب مـن شـئـت فـإنـك مـفـارقـه...

وليس من الغريب أن يعشق شخص ما شخصا لم يعاصره أصلا ولم يعرفه إلا من خلال صورة ونبذة قصيرة سمعها من أحدهم عن حياته...

الحب شعور مقدس يوصلنا لغاية معينة نسعى لها من خلاله، سواء كان غاية علمية أو عاطفية أو فكرية... فيلتقي إنسان ما بكل أبعاده بإنسان آخر بكل أبعاده, فتذوب ذاتهما بذات بعضهما ويسيران في رحلة الذات للذات مما يجلب له الراحة والطمأنينة... ولكن ما دام يلبي حاجته, ويرضي غروره فهو سيظل عليها عاكفاً...

ما أجمل أن نعيش الحب الصادق الحقيقي الطاهر الذي يكبر، كما ارتوى من بحر الإيمان واليقين... ما أجمل أن يعشق الإنسان أخاه الإنسان... لأنه إنسان فقط... فيعتبره (نفسه وروحه) التي بين جنبيه... لولا الحب والحاجة لما عرفنا أن لنا ربا واجبٌ علينا شكره قبل ذكره...

ومن الطبيعي جدا أن تختلف الأساليب في التعبير عنه باختلاف الأشخاص وتغيرهم...

للحب معيار ومقياس قد يزيد ويقصر... ولكن من الاستحالة أن يبلى وينفذ...

عندما تحب شخصا ما من الصعب جدا أن تجد نفسك (غاضبا منه) أو بتعبيرنا الدارج (زعلان عليه) مهما صدرت منه أخطاء ومهما أساء إليك... تجد نفسك مرغما عن الصفح عنه... وقبل أن تعاتبه تعذره وتسامحه... لأنه فقط (روحك التي بين جنبيك)...

يشعر المحب بالراحة والهدوء والطمأنينة, على عكس المفتون كـ(بن الملوح) الذي هام وذهل وضاع في حب شكلي سلبه الراحة والسكينة والاستقرار!!!

مشاعر الحب الصادق ((الطاهر)) أطول عمراً وأقوى ثباتاً... من الحب (المزعوم) السالب لعقل الإنسان وراحته وأمنه... فالحب نسمة رقيقة وماء عذب سلسبيل... تحيا بها النفوس لترتقي بنا الحياة...

أجد في الحب النرجسي أرقى أنواع الحب: وهو حب الإنسان لذاته وصفاته, مما يضطره للبحث عن إنسان آخر شبيه له في الصفات ويشاطره الأفكار والرؤى... فيشعر بحلاوة التواصل العقلي والفكري من خلال تلك المساحات الهائلة من التوافق والانسجام, فيسهل التواصل والالتقاء... وأما الحب الذي يراه (فريدوا) فهو حب زائل وزائف لا قيمة له أصلاً... لأنه كما يأتي بسرعة يذهب بسرعة أكبر...
@alhash4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق