السبت، 2 فبراير 2013

هل تقبلون بالاستفتاء على مملكة البحرين الخليفية؟؟!! - بقلم الحر الموسوي




جاء في تصريح المعارض السياسي القدير الأستاذ كريم المحروس في حسابه على تويتر أن "عجلة الحوار ماضية إلى حيلة الاستفتاء اللاحق للحوار، وبحاجة إلى موافقة حكومية مساندة لتجميد دور القادة السجناء الثوريين, وأصبح صمود الشعب يجب أن يكون مضاعفا في الاتجاهين: إبطال الحوار وعناصره، وإعطاء الإضراب صفة الردّ الثوري الحاسم على تخرّصات السفارة الأمريكية وروّاد الحوار".

جاء ذلك ضمن مجموعة من التغريدات التي تكشف عن مؤامرة جديدة ضد الثورة رُشِّحَت من خلال الجو السياسي العام للالتفاف على دور القادة الرموز في السجن بالاستفتاء على نتائج "الخوار" والضغط عليهم لتغيير مواقفهم اتجاه الحوار، بل تعتبر هذه الخدعة نوعا من أنواع الضغط والابتزاز لمواقف الرموز القادة المعتقلة.

في التسعينات تم تمييع رأي الشعب عندما أشاعوا وروّجوا أن القادة يؤيدون المبادرة وأقنعوا من في السجن أن الشارع مع المبادرة, وأن المبعدين أيضا مع المبادرة، وبهذه الطريقة تم تمييع الانتفاضة التي لم تُنتِج سوى برلمان مخصي فاشل لم يستفد منه سوى جمعية واحدة ومجموعة محدودة من الناس.

ومن المتوقع أن الخطوات نفسها ستعاد اليوم لإنتاج آل خليفة من جديد بخدعة جديدة بمسمى "الحوار والاستفتاء على النتائج" بمساعدة الخليفيين الجدد.

في التسعينات بعثت الحكومة مجموعة من المحسوبين على المعارضة إلى سوريا وبريطانيا للتسويق لمشروع المبادرة, ومَن ذهب إلى سوريا لم يرجع مرة أخرى لأنه اكتشف الدور الذي يؤديه لخدمة آل خليفة، وأنه مجرد موظف ومرسال لهم.

ذكرتُ بعض الأمور فقط لإعطاء صورة بسيطة لخدعة التسعينات لجيل الثورة اليوم الذي لم يدرك التسعينات, وعلى أكتافه تقوم الثورة اليوم، وبإرادته إن شاء الله ستستمر وتنتصر.

إن الدخول في الحوار باطل ويرفضه الناس, وكل ما ينتج عنه باطل, والاستفتاء خدعة لا تحوِّل الباطل إلى حق أبدا, فأصل النجاسة لا تطهر بالماء, وجلد الكلب لا تطهِّره الدباغة، وإن نتائج هذا الحوار أكثر سوءاً من الحوار نفسه، والقبول بها أو التصويت عليها جريمة.

في بني جمرة خرجت مسيرة تحت عنوان "حوارنا رحيلكم" وهو الشعار الذي يتبناه شباب الثورة, ويمثل رأي الأغلبية, ورأي جميع من حضروا تشييع الشهيد قاسم حبيب الذين زلزلوا البحرين بشعار "ارحلوا" ويُقدَّر عددهم بما يفوق 100000 مشيِّع.

لقد جاء سقوط الشهيد والتشييع المهيب كاستفتاء على رفض الدخول في الحوار ورفض النتائج وكل ما سيصدر عنه، والاستفتاء على النتائج حيلة لشرعنة الباطل وتلميعه.

إن نتائج الخوار مع آل خليفة أو بلطجيتهم مثل حمل السِّفاح، لا يصبح الحمل شرعيا بعقد زواج صحيح لاحق، فنتائج الحوار باطلة وخطيئة لا يطهِّرها شيء كابن الحرام الذي يولد نغلا حتى يموت.. إن نتائج الحوار وليدة علاقة سفاح غير شرعية, لا يمكن تطهيرها بألف استفتاء لاحق, تماما كابن الحرام الذي لا يطهِّره ألف عقد شرعي.

هل تدركون حقا خطورة الاستفتاء على نتائج الحوار؟؟!!

المشكلة في هذه الدعوة تكمن في أنها جاءت من الجمعيات كنوع من الالتفاف على الإرادة الشعبية الرافضة للحوار من الأساس, وكحجة لدخولهم في الحوار، ولامتصاص غضب الناس أطلقوا فكرة التصويت على النتائج.

وفي الواقع إن التصويت على النتائج أخطر بكثير من الدخول في الحوار نفسه, لأن الدخول في الحوار سيمثِّل الجمعيات، ولا قيمة حقيقية إلا بمشاركة الناس عبر الاستفتاء.. بل سيعتبرون ذلك تقرير مصير.

إن الحوار المباشر مع آل خليفة خطأ سياسي كبير, وهو تحت إدارتهم وشروطهم خطأ اكبر, أما الاستفتاء تحت سلطة آل خليفة فهي مسألة في غاية الخطورة وفي غاية الحماقة، فكيف تريد الجمعيات أن تصلح خطأ دخولهم في الحوار بخطأ أكبر وأخطر منه, وبالتعبير الشائع "عذر اقبح من ذنب"؟؟!!

هناك أمر آخر خطير جدا أيضا سينتج عن الاستفتاء على نتائج هذا الحوار الذي يشكِّل الخليفيون فيه نسبة 100%, فالجمعيات السياسية تطالب بمملكة دستورية, والطبالة تطالب بمملكة خليفية، فالنتيجة واحدة, لأن مطلب الجمعيات والطبالة واحد وهو أنه سيؤدي للاستفتاء على مملكة خليفية، فالتعبير فقط يختلف بين الجمعيات والطبالة والبلطجية, وإلا فـ"المملكة الدستورية = المملكة الخليفية".

هذا هو سيناريو الحوار والاستفتاء كما هو متوقع, وبذلك هم يقفزون على رأي الرموز المعتقلة ويضيّعون حق الناس في تقرير مصيرها باستفتاءٍ باطل لا قيمة له، وبذلك أيضا تكون الجمعيات ارتكبت جريمة في حق الناس وضحكت عليهم في مشروع خدعة جديدة لميثاق جديد يجدِّد البيعة لآل خليفة وبصورة أخطر من الميثاق السابق, لأنه سيكون استفتاء على مملكة البحرين الخليفية.

هذا المشروع في الواقع تم تفصيله للجمعيات من قبل الحكومة، ومن خلفها السفارة الأميركية، لأنه يكشف عن نوعٍ من المكر والخداع الخبيث الذي يصبُّ في مصلحة آل خليفة وبقائهم في السلطة, فالجمعيات تقوم بدورها في في خداع الناس والضحك عليهم من أجل مجموعة من الوعود والإغراءات.

فهل ستقبلون ببيعة جديدة بالاستفتاء على مملكة البحرين الخليفية بدل الاستفتاء على رحيل آل خليفة؟؟!!
ودمتم بخير.


الحر الموسوي
@asmohd2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق