السبت، 2 فبراير 2013

لن تفلح أمة يقودها الجبناء أو الفاشلون أو الدجالون - بقلم دماء الشهداء




يتميز القادة المحترمون بأنهم متواضعون مع شعوبهم ويحترمونهم، ويؤمنون بأنهم جميعاً لهم الحق في أن يعرفوا ما يدور فيما يخصهم ويخص قضاياهم ومصيرهم ومصير أجيالهم، وألا يجبروا على القبول بمشروع لا يقبلوا به، بل يعمل القادة الأفذاذ على ألا يتجاوزوا إرادة الشعوب، بل يؤكدون شراكة الشعوب في تقرير مصيرهم وصياغة حاضرهم ومستقبلهم.

بينما على النقيض ترى القادة الذين يحتقرون الشعوب، دائماً ما يشيعون فكرة أنّ الشعوب قاصرةً وبلهاء لا تستطيع أن تفكّر أو تقرّر وتحتاج دائماً إلى من يفكّر ويقرّر نيابة عنها، طبعاً يستغل الدين من أجل فرض هذا الوهم على الناس، فيسلِّموا طواعية على اعتبار أنّ هذا التسليم والجمود الفكري والعملي هو من صميم واجباتهم الدينية ومن القربات التي توصلهم إلى الله وتُرضي عنهم الله ورسوله والمؤمنون!

بينما تجد أنّ القرآن العظيم يرسّخ فكرة الشورى، وقد فعّلها عملياً الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسمح للمسلمين بإبداء رأيهم وشجّعهم على ذلك باستماعه وقبوله لما يطرحون، مع أنه لا يحتاج إلى مشورة وهو المعصوم الكامل.

المصارحة والمكاشفة تعني إذاً احترام القادة والمتصدّرين لمجموع الأمّة، وبأنّ لها الحق في أن تعرف وتصوغ ما يؤثر على قضيتها ومصيرها.

هذه الميزة ستجدها تغيب لدى القادة والمتصدّرين الذين لديهم أجندات خاصة غير الأجندة العامة، أو الذين لا يحترمون الأمّة ولا يؤمنون بدورها وحقها في صياغة مستقبلها وتقرير مصيرها.

لا يقدرون على المواجهة وضعيفوا الحجة والبيان وجبناء يعجزون أن يتوجهوا مباشرة لمن اعتادوا النيل منهم والانشغال بهم ومن يسمونهم مناقشين ومنتقدين، فكلما سنحت الفرصة يستعيضون عن ذلك بالهالة المصنوعة لهم ويستنصرون بالأعوان، فيهيئوا وقفة هنا أو تجمعاً هناك، فيعتلون المنصة ليكرّروا نفس الأسطوانة المشروخة بالردّ على منتقديهم الذين ليست مسخّرةً لهم الظروف كما هي لخطباء التهريج والمياعة. أضف إلى ذلك، الغطاء الممنوح لهم من تحالف قطّاع الطرق ورعاة الأبقار سياسياً وأمنياً ليقولوا وليدجّلوا ويستعرضوا ريشهم على أصحاب القضية والأرض والشرف، في حين تنعقد ألسنتهم مع أولئك الذين تورطوا معهم، وفرضوا على أنفسهم بأن يصبحوا لهم مطية يركبونها ساعة يشاؤون لينفِّذوا أجندتهم.

ولأنَّ الطبل خاوٍ وإن كبر حجمه وانتفخ، فهو يبدو كبيراً ومهيباً من الخارج لكنه من الداخل عبارة عن هواء، فلا يجدون ما يشغلوا به أنفسهم سوى الردّ على تغريدة هنا أو مقولة هناك ويفصّلوا في تخريفاتهم، فيتحدثون عن النجاح أولئك الذين جمعوا كل أسباب الفشل والعجز، وهم قمة في الفشل والضياع، ويريدون أن يعلِّموا أصغر طفل يخرج في الشارع معنى الثورية ومتى وكيف يخرج، ويحدّدوا له جدوله وبرنامج عمله وهو يوازيهم، إن لم يفقهم علماً ودراية. ثورة لم يؤمنوا بها قطّ ولم يتفاعلوا معها إيجاباً قطّ، بل اضطرّوا نظراً للسيل الجماهيري الجارف أن يسموها ثورة مع أنهم هم ذاتهم الذين يقولون مراراً أننا لا نجامل ولا نخاف منكم يا جماهير الشعب، كيف وقد بلغت وقاحتهم الآفاق وراحوا يمجّدون في الطغاة والقتلة ويستعطفونهم ويتودّدون إليهم وينالوا من المجاهدين الشرفاء ويصفونهم بالمتطرِّفين ويشون بهم عند عدوهم!

أبطال الميادين ومجاهدوا الساحات التي لا يكلِّف هؤلاء المهرجون المائعون على أنفسهم أن ينزل فيها إلا عندما تعطى لهم الإشارة فينزلوا طالبين من الناس الانصياع والنزول معهم إذا أذن لهم هم بذلك، ثم يكون البيات الشتوي تمهيداً لإفاقة أخرى على فلتة من فلتاتهم ودعوة من دعواتهم. أبطال الميادين وأبناء الثورة المخلصين دائماً ما يتعرض لهم هؤلاء الوصوليون المتآمرون ويَدْعونهم إلى ما لا يدعون له أنفسهم من المثابرة والجدّ والتحصيل العلمي، يدعونهم وهم متجاهلون تماماً لأبنائهم الذين لا يكترثون بضياعهم ولا بمستقبلهم العلمي والاجتماعي، يدعونهم وهم الذين لم يفلحوا لا في دنيا ولا دين! يدعونهم للدراسات العليا وهم بالكاد أنهوا دراستهم الدنيا، يدعونهم متغافلين عن عدوّ أصرّ على إقصاء الكفاءات والتفنن في إذلالهم، يدعونهم متجاهلين مكمن الداء لأنهم جبناء لا يستطيعون أن يواجهوا أنفسهم بالحقيقة فضلاً عن غيرهم.

أطمئنكم يا أحبتي، يا من تضايقتم من هرطقات المهرطقين ودجل الدجالين وخبث الخبثاء، بأنَّ فاقد الشيء لا يعطيه، وبأنكم أسمى وأطهر مما ينعتكم به ناعت، وأنكم أسبق إلى ما تُدعَون إليه وأكثر من يعمل به، فلا يضرّكم قولٌ ولا فعلٌ ما دمتم تعيشون الصدق مع النفس ومع الناس، وما دمتم تحملون بحقٍّ همّ الثورة التي لم يعترف بها الوصوليون المتآمرون إلا اضطراراً وعلى استحياء، وبعد أن أعملوا فيها مفاهيمهم الخاصة ليحوّروها، فتكون ثورة متوافقة مع مقاييسهم الذاتية التي لا تعترف بها باقي الثورات، ولا يحترمها حيوان ذكيّ فضلاً عن الإنسان الذي شرّفه الله بالعقل والمعرفة!

اتركوهم ليستمروا في مناكفاتهم، ودعوهم لنا نتصدى لفضح دجلهم وتدليسهم على الناس، فنحن في معركة حقيقية، ولسنا أسرى أمام فرقعة خطابية وعصابة حزبية سياسية تتستّر بعباءة الدين وقت الحاجة وتنزعها وقت الحاجة! ليفهموا أنّنا لن نستسلم أمام مناكفاتهم وأساليبهم الملتوية والخبيثة في طعن الآخرين، ليفهموا أننا لن نسمح لهم أن ينالوا منكم يا أبطال الميادين وأبناء الثورة المخلصين بشطر كلمة. سنظل نحافظ على نقاء الثورة وعليكم يا رجال الله وبناة الوطن في الغد القريب، والمستقبل لكم يا طلائع النصر المبين، وليس لبائعي الدماء ولا للمساومين .

- قلنا إن هناك توجهاً وأساليب ملتوية وخبيثة تُتَّبع من إجل إسكات الأصوات الناقدة والمحتجة على ما يفعل القوم من أفعال مخزية وقبيحة في حق الثورة وفي حق الوطن، وهي ما تطيل معاناة شعبنا وتستهلك الساحة وتشرذمها وتسيء للقياديين والشرفاء المجاهدين الذين نذروا أنفسهم وكرّسوا حياتهم من أجل خدمة الشعب.

من بين الأساليب الملتوية والخبيثة :-

أولاً: أسلوب الاستدراج:

اتباع أسلوب الاستدراج إما من أجل الإيقاع بتلك الشخصية، أو من أجل كسب بعض النقاط من تصريحاتها التي تخدم توجهاتهم، أو لتنفير الناس عنها وتكريس الإحباط والتقهقر في صفوف قوى المعارضة الوطنية الشريفة والحقيقية. طبعاً يتم دراسة أفكار وأطروحات هذه الشخصية وما تكتبه ثم يتم اختيارالطريقة المناسبة للتعامل معها والرد عليها باعتبارها تهدد أطروحتهم الزائفة وتفضح مشروعهم الحقيقي الذي لا يظهر للناس.

والأسلوب الآخر هو الدجل والتدليس واستخدام الآلة الإعلامية، وهو ما حصل مع الأستاذ والمجاهد الكبير عبد الوهاب حسين حينما اعتزل لسنوات الساحة والعمل السياسي واكتفى بالنقد، فاتحاً مجلسه الأسبوعي للتعليق والنقاش ونقد الأطروحات والمواقف، بل إنه توقف عن أداء صلاة الجماعة وترك لهم الساحة، فماذا فعلوا معه؟

اعتمدوا الأسلوب الأول مع الأسلوب الثاني، وهو التوجيه والحرب الإعلامية الشرسة، وقالوا له أنت تكتفي بالتنظير والنقد، وأنت منعزل عن الواقع، والعمل السياسي على الأرض!!! تصوروا أنَّ الأستاذ عبد الوهاب أصبح يوماً ما منظراً وبعيداً عن الواقع العملي!!! طبعا الناس ضاقت ذرعاً بالتراجعات التي قامت بها تلك الجماعة وبتخليها عن وعودها وبتضييعها للقضية، فهي قالت إنها دخلت لدفع الضرر، فإذا بها تكرس الفساد وتشرعنه باعتبارها جزءاً من مجالس حمد، ولا تستطيع عملياً رد أي قانون باعتبارها أقلية، بينما الواقع أن حجم التمثيل الشعبي للطائفة وللمعارضة يفترض أن يكتسح المجلس برمته.

وأيضاً قالوا بأنهم سينسحبون إذا اكتشفوا أنه لا إنجاز يذكر، ولا جدوى من الاستمرار، ولكن هذا لم يحصل بل على العكس، فبعد أن صرح علي سلمان بأن الإنجاز الذي حققناه هو صفر عادوا فقالوا حققنا بعض الإنجازات، وهي إنجازات الحراك وليست إنجازات المجلس، لاحظوا التلاعب بالكلمات! فكان جهدهم هو لتكريس الوضع الفاسد الذي كان سائداً والتطبيع النهائي معه، وعلى الناس أن يقبلوا ويضعوا ثقتهم فيهم لأنهم القائمة والكتلة الإيمانية ولأن الشيخ قاسم يدعمهم!

عاش الناس الاختناق من هذا الفساد وتمييع القضية فأخذوا يلحّون على الأستاذ عبد الوهاب بالعودة إلى المشهد السياسي، وتسلم زمام المبادرة وإصلاح الخلل الخطير الحاصل في الساحة، ومعالجة حالة التململ بين الجماهير.

فكان الاعتصام أمام منزله، وبمشاركة الشيخ عبد الجليل المقداد، ووقتها قال الأستاذ: إني أشكر حضوركم، ولكنّ رجوعي للساحة من جديد لا يحتاج إلى الضغط والمسألة هي مسألة تكليف.

ولمّا كانوا يشنون عليه حملتهم المسعورة كي يمرّ مشروعهم التطبيعي مع آل خليفة عبر المشاركة في العملية السياسية الخليفية، ومجالس حمد يقولون له ضمنياً أنت لا تعمل في الساحة فاصمت عن نقدنا وخصوصا أنت تستقطب الجماهير وتبين لهم مواطن ضعفنا، فكان الأستاذ يقول صحيح أنني اعتزلت الساحة، ولكني لا أجد ما يمنعني من أن أبدي رأيي، وانتقد الأطروحات والمواقف.

خذوا مثالاً حيا مؤخراً كان هناك برنامج الملف البحريني على قناة العالم، وكان يتحدث فيه السيد هادي الموسوي، والأستاذ كريم المحروس، فكان الموسوي يقول: أنه لا يجدي التنظير من بعيد، وأخذ يعيّر الرجل بأنه يتحدث من الخارج!! وكان المحروس وقتها يؤكد على أنه فرق بين المعارضة الثورية والجمعيات السياسية.
فبدل أن يقارع الحجة بالحجة، وينتقد الرجل فيما قاله يواجهه بأنك تتكلم من الخارج.

على هذا المقياس فإنَّ الناشط السياسي علي سلمان نفسه كان لخمس سنوات في انتفاضة التسعينات المباركة قابعاً في لندن يصدر البيانات من بعيد، ارجعوا لبياناته هو مع الستري والديري الذين كانوا يلقبون بالعلماء المبعدون، وانظروا كيف يخاطبون الناس ويأمرونهم بالجهاد والتضحية ويرعدون ويزبدون وهم جالسون في مكانهم ببريطانيا يأكلون ويشربون ومصروفهم في جيبهم.
والآن هناك أشخاص متواجدون في الخارج في لندن، وبيروت يخرجون على الفضائيات بانتظام، ويقولون، ويحلّلون، ويشرّقون، ويغرّبون مع أنهم ليسوا ملاحقين أمنياً بل بعضهم كانت مواقفهم وكتاباتهم منسجمة مع التوجه الحكومي لآل خليفة.

هذا الكلام إذاً -أنكم مجرد منظّرون وتتحدثون من بعيد- تردده شخصيات معروفة من الجمعية وليست مجرد عضوية أو مجموعة عضويات في ملتقى البحرين مثلاً، أو مغردون في تويتر خلف أسماء مستعارة.
قيل هذا الكلام للأستاذ عبدالوهاب، وهو الرائد الوطني، ورمز الانتفاضة، وأيضا قيل مجدداً للأستاذ كريم المحروس، وهو مجاهدٌ ومفكّر محترم، يطرح رأياً وتحليلاً.
لكن يتضح أن هذا أسلوبٌ دأبوا على اتباعه من أجل إخراس الخصوم، ولجم انتقاداتهم اللاذعة والمحرجة.

ثانياً :أسلوب التلوَّن

لدينا في الساحة عدّة نماذج من الشخصيات منها: الشخصية المتقلبة والمتلونة بألوان الطيف كلها، لا نعرف ما هي خياراتها، ولا سقفها تتهكم على سقف الشعب، وتلزمهم بأمور غير منطقية، فإما أن تفعلوا الفعل الفلاني في المسيرة الفلانية، والمكان الفلاني، وإلا فغيروا سقفكم ومطلبكم هو غير صحيح وأصحاب شعارات -سبحان الله- متى كان المتلونون هم من يحددون للناس سقفهم وخياراتهم؟ وكيف يعبرون عنها ويترجمونها على أرض الواقع؟ طبعاً يستفيد هؤلاء المتلونون من المساحة الممنوحة لهم فهم مغترون بعدد المتابعين لهم، ومن كون أغلب الشبكات الإخبارية، والثورية تقوم بإعادة تغريد كتاباتهم في تويتر، وينتقلون من بلدة لأخرى يوزعون كلماتهم المفلسة والفارغة من المضمون الجاد والواضح.
هؤلاء عديموا المبادئ يظنون بأنهم أصبحوا في موضع القيادة، وإصدار الأوامر للناس ويحسبون كلّ صيحة عليهم.

الشعب في فترة من الفترات خرج عن بكرة أبيه فقمتم بتحريف مطلبه، وأتيتم بالشعارات المائعة والكاذبة وشيئاً فشيئاً تسربت، وأخذ بعض الناس يرددها، فقلتم عن المطلب والمشروع الواضح بإسقاط النظام -إسقاط الديكتاتورية- وكأن الديكتاتورية مفهوم منفصل عن آل خليفة، وبأن الديكتاتورية ستسقط من دون أن يسقط الديكتاتوريون، وأخذتم ترددون ما يقوله الأمريكيون بأننا نريد التحول إلى الديمقراطية، فكيف تتحولون إلى الديمقراطية؟ ما هي آليات الانتقال؟ ستأتي بالطغاة والقتلة وستحولهم إلى ديمقراطيين؟ وستحاسبهم وفي نفس الوقت تريد أن تثبتهم في أماكنهم؟ فإما لعنة الله عليهم وإما رضي الله عنهم!

البعض يظن بأنه يفهم في السياسة -مبلتع- وفي الحقيقة هو متناقض ولا يعرف الفرق بين حكومة أغلبية سياسية، وحكومة توافق وطني، أو وحدة وطنية فترى بأن مطلبه حكومة أغلبية سياسية ولكنها في نفس الوقت مشكلة من كافة ألوان الطيف الوطني، فكيف تكون حكومة أغلبية سياسية وفي نفس الوقت تتمثل فيها كل التيارات؟! فحكومة الأغلبية السياسية يا فطحل يشكلها حزب أو تحالف حزبي يسيطر على كافة المقاعد النيابية، ومنه تتشكل، وتوزع المناصب الوزارية، أما حكومة التوافق الوطني، والمحاصصة تكون من كلّ من هبّ ودبّ ورفع واجهة سياسية وسمّى نفسه حزبا.
حكومة التوافق أو الوحدة الوطنية هي مشكلة من مجموع الأحزاب الفاعلة في الحياة السياسية أو تلك التي توافق على الانضواء ضمن حكومة الوحدة الوطنية، وهذه الحكومة تتشكل بالتوافقات السياسية بين الأحزاب، وليست ملزمة بنتائج الانتخابات، ليس فقط إذا كانت النتائج الانتخابية لا تحمل فارقاً كبيراً بين الأغلبية والأقلية، بل أحياناً تمرّ الدول التي فيها حياة ديمقراطية والعملية السياسية بظروف تستدعي ذلك. فهل البحرين بلد ديمقراطي، وفيه عملية سياسية؟ هل مشكلتنا سياسية فحسب مع آل خليفة؟ وكما يقال: أزمة وتعدي؟!!

طبعاً، الكلام عن حكومة وحدة وطنية، وانتخابات، وعملية سياسية يمكن أن يقال في لبنان على سبيل المثال لأن هناك ممارسة سياسية حقيقية، وإن كان النظام يعتمد في الأساس على المحاصصة الطائفية، لكن هنالك أحزاب سياسية حقيقية ومتعددة تمارس العمل السياسي.

أما في البحرين فأنت أمامك بلد تحكمه عصابة من قطاع الطرق، وأعراب الصحراء، لا يفقهون من أمور الدولة ولا إدارتها شيء، وليس عندك أحزاب سياسية بمعنى الكلمة تمارس السياسة، وليس البلطجة معتبرة السياسة هواية ومغامرة.

ثالثاً: أسلوب الاستهزاء والتمييع:

نستعرض أسلوباً آخر من الأسلوب المتبع والمعتمد لدى هذه الجماعة والذي يؤدي مع الأساليب الأخرى إلى تكريس الجهل والتخلف والانقياد الأعمى وشحن الساحة واصطفافها بالطريقة الخاطئة، والتي تعود بالضرر على القضية، هذا الأسلوب هو أسلوب الاستهزاء والتمييع.

هناك منهج وسلوك خطير يسيرون عليه يقود في النهاية لأن يعيش الشعب في الذلة، والهوان، والشعور بالعجز، والإحباط حتى يسلّم الشعب في الأخير لهم، ويتركهم يواصلون مشروعهم البعيد عن المصلحة العامة، وعن هموم الأمة.

أشير أولاً إلى أسلوب الاستهزاء والتحقير والتمييع لردع الخصوم والمنتقدين، يُقدمون على خطوات غير مسؤولة، ويذهبون ليتكلموا باسم الشعب محاولين أن يرسموا للثورة مسارها، ويحددوا للشعب خياره وطريقه سواء الآن وحتى قبل الثورة عندما يعترض أحد على ما يقومون به فإنهم لا يواجهون الانتقادات أو الحقائق بالرد العلمي والحوار والأخذ والرد وإنما يلجأون إلى الاستهزاء ومحاولة تمييع القضايا وحرفها عن مسارها الطبيعي، ويستفزون الطرف الآخر إلى أن يتحول الموضوع إلى التراشق المتبادل بدل محاولة إثبات وجهات النظر وأن يطرح كل طرف أدلته وإثباتاته.

طبعا أنا قلت في تعليق سابق أن هناك شخصيات معلومة، وليست مجرد عضويات وأتباع وكوادر شغلهم الشاغل هو الدفاع عن الحزب والجماعة واتباع أساليب ملتوية لرد الانتقادات والفرار من المحاسبة، فيتضح أنها تعليمات يتبعونها، وليست اجتهاداً شخصياً لأحد المتحمسين أو المنتسبين.

إذا جاء أحد أبناء الشعب وكتب نقداً واحتج على تصريح من تصريحاتهم أو سلوك معين فإنهم لا يصرفون وقتهم في إقناعه أو الرد عليه بموضوعية، وبطريقة مقنعة، وإنما يلجأون إلى اتهامه بالتخوين، وبأنه يحاول الإساءة لهذه الشخصية أو تلك، وينفر الناس عن اتباعها واتباع الحزب.

في لقاءات علي سلمان مثلاً تجده يستخدم الأسلوب العاطفي، وابتزاز مشاعر الناس؛ لكي يثبت لهم صحة وسلامة موقفه وخياره السياسي بدلاً من أن يقنعهم ويلقي عليهم الحجة، مثلا في خطاب له في المقشع يقول لهم لماذا لا تريدون أن تفهموا أننا لا نريد أن نسمع شعار يسقط حمد ومن أراد أن يردده فلا يشترك في مسيراتنا ولا يحضر فعالياتنا! فضلاً إنه موقف مقزز، هذا لأنه ينزعج من ترديد شعار ضد المسؤول الأول عن جرائم عصابة آل خليفة بحق الشعب، فهو لم يقنع الناس لماذا هو منزعج من ترديد الشعار، وطبعاً الناس عندما تردد شعار يسقط حمد فهي تحمله مسؤولية ما جرى باعتباره هو من جاء بدستور المنحة، وهو من أعطى لنفسه كل الصلاحيات، ووضع نفسه فوق كل السلطات، فكيف لا يريد من الناس أن تسقطه وتنال منه؟

اتباع هذا الأسلوب من رمي الآخرين بتهمة التخوين ومحاولة النيل من رموزهم، وشخصياتهم، وحرف الانتقادات والمحاسبة إلى تراشق، ومناكفات مع أن الشعب يعيش ثورة كبرى، وهجمة وحشية ليس لإخضاعه فقط؛ بل لإبادته إنما يؤدي إلى حجب الحقائق وتغييب الوعي الديني والسياسي عن الناس، وبذلك تظل القضية في مكانها جامدة لا تتحرك بل نعيش المزيد من الألم والمعاناة والقهر.

رابعاً : أسلوب الابتزاز والتهديد:

ما دام هناك متابعة لما أكتب، أتعرض للأسلوب الذي يُتّبع للمناصرة والغلبة الحزبية بعد أن تعييهم الحيل، وتنقطع بهم السبل، باللجوء إلى أسلوب التهديد المباشر أو غير المباشر أو الابتزاز مثلاً، وذلك إذا لم تنجح أساليب الإغراء والترغيب أو التحييد.

أسلوب الترغيب والترهيب قديم واستخدمه الطغاة على مرّ العصور، وهناك شخصيات كبرى في التاريخ الإنساني وفي تاريخنا الإسلامي وقعوا في شراك الترغيب أو التهديد، وتمت عملية شرائهم بأموال الأمم، أو إخراسهم، وتصفيتهم، وإقصائهم جزئياً أو نهائياً، عن طريق الاعتقال أو التهديد أو القتل.

لو استخدمه الطغاة فهو يعبّر عن حقيقتهم، وتكوينهم النفسي والعقلي لكن أن يأتي من يرفع الإسلام شعاراً، ومن يتصدر محاريب الصلاة، ويضع على رأسه عمامة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فهنا تكمن المفارقة والاستنكار. فكيف اتفق المتدين وصاحب المبادئ الأخلاقية مع منزوع الأخلاق والضمير الذي هو على استعداد لانتهاج شتى السبل من أجل فرض رأيه، واستبداده، وإقصاء خصومه؛ فيَقتل ويَغدر ويَفجُر!

وإذا قلت له يا رجل أنت ألست إسلامياً ومرجعيتك إسلامية؟ فمن أيّ دين ومرجعية دينية استقيت أساليبك الملتوية والخبيثة التي تلتمسها؟ فيكون جوابه: إنّها السياسة..!

قالوها من قبل لخصومهم، وأتذكر ما كتبوه لشاعر كبير مهددين إياه بالتوقف عن نقدهم، وهجائهم بصريح العبارة وبكل وقاحة: يا فلان ترى السياسة قذرة، فهل لك مقدرة عليها؟!

واقعٌ مثير للقرف، والسخرية أن يأتي روّاد السفارات، ممن لديهم قابلية الإذعان لهاتف من وزير، أو بوّاب عند وزير أن يهدّدوا، أو يتعرّضوا لمن لم يذعنوا لتهديد من هم أكبر سطوة منهم!

وختاماً إن الذين أدانوا الشهداء، ووصفوهم بالعنف واصطفوا جنباً إلى جنب مع الخليفي الكافر، والسعودي النجس المحتل، والأمريكي المتغطرس ضد شعبهم لن تشفع لهم زياراتهم الإعلامية لقبور الشهداء، ورش الماء على قبورهم، أو الحضور في حفل تأبينهم أو زيارة عوائلهم.

لماذا؟ ببساطة لأنك تضع يدك بيد القاتل، وما زلت تجلس وتنسق معه، ولا زلت تحاول أن ترسم، وتقسم لنفسك وللانتهازيين النفعيين من حولك المقاعد، والتشكيلات الوزارية دونما خجل أو حياء، ولا زلت تقرّر وتفاوض باسم المعارضة وتسبغ على نفسك وصفاً لست جديراً به، وفشلت في تقمّصه لمرّات.


دماء الشهداء
ملتقى شهداء البحرين وضحايا التعذيب

هناك تعليق واحد:

  1. الشعوب هى المسؤله عن تصعيد من يحكمهم شركة شام للخدمات المنزليه هي من افضل الشركات التي تعمل في مجال الخدمات المنزليه وذلك بسبب امتلاكها للعديد من عناصر التميز مثل الايدي العامله المدربه صاحبة الخبره العاليه في هذا المجال وايضا التقنيات الحديثه التي تستخدمها الشركة في تنفيذ ما تقدمه من خدمات , ومن الخدمات التي تسعد شركة شام بتقديمها لعملائها الكرام مايلي


    شركة تنظيف سجاد بالدمام

    شركة تنظيف خزانات بالدمام

    شركة تنظيف فلل بلدمام

    عزيزي العميل لا تقلق ولا تحتار فشركة شام هي افضل اختيار

    ردحذف