السبت، 2 فبراير 2013

يا ولادي اتفاهموا وبلا هواش!! - بقلم أبو حمزة البحراني




عندما يتشاجر الأطفال مع بعضهم ويُزرَع بينهم الخصام، يأتي من هو أكبر منهم سناً وأرجحهم عقلاً بصورة الأب الحنون ليصلح بينهم بقوله: "يا ولادي اتفاهموا وبلا هواش".

ذلك هو لسان حال نظام آل خليفة المجرم في دعواته للجمعيات السياسية المعارضة والجمعيات الموالية للحوار الأخير الذي يشوبه الكثير من الغموض ويكاد ممسوح الملامح ولا يُعرَف إليه "وجه من أفه"، فبالأمس صرحت وزيرة الإعلام الخليفي البعثية سميرة رجب بأن النظام لن يشارك في الحوار القادم، بل سيشرف عليه فقط!! مما أغضب الجمعيات السياسية كغضب الطفل على جده،  فاضطر النظام أن يزج ببيدق الفيل "وزير الخارجية" في اللعبة ليصرِّح بنفس المضمون، ولكن بأسلوب خبيث اعتدنا عليه من نظام قاتل كنظام آل خليفة ليقول: الجمعيات السياسية هي من ستدير الحوار بدون إملاءات، وسندعوهم للتفاهم مع بعضهم، وسنبارك لهم ما يتوافقون عليه!!

المشكلة هنا ليست في أسلوب النظام الخبيث الذي يلجأ لإثارة مسألة الحوار في كل مرة يُضيَّق عليه الخناق السياسي، إنما المشكلة الحقيقية في ردود الجمعيات السياسية المعارضة التي من المفترض أنها تمتلك "الحنكة والخبرة" السياسية، فتشخيصها قد يكون صحيحا لأساليب وأهداف النظام من طرح مسألة الحوار في كل مرة، وهو المماطلة والالتفاف على المطالب، وتحقيق مكاسب إعلامية، وتبيان أن المشكلة هي بين أطياف الشعب وليس مع النظام، ولكنها -أي الجمعيات- ترد على هذه المناورات في كل مرة بنفس الأسلوب الذي يحقِّق للنظام مكاسبه الإعلامية، وذلك عبر التصريح بالترحيب بالبند العريض، ثم تبيان التحفّظات في التفاصيل، والذي لا يقرؤها أحد غير كاتبها وبعض المحلّلين المهتمين بالشأن البحريني، أما ما يتصدّر نشرات وعناوين الأخبار والقنوات الإعلامية العالمية هو أن "النظام البحريني يدعو للحوار والمعارضة ترحِّب".

فإلى متى ستبقى الجمعيات السياسية "المعارضة" تتبع نفس الأسلوب القديم في كل مرة يدعو فيها النظام لحوار وتعطيه مراده الإعلامي؟! أما حان للجمعيات أن تجرِّب أن تقول "لا يمكن أن نرحِّب بأي حوار والقبضة الأمنية مستمرة" أو تقول النظام غير جاد؟!

مع الأسف أستطيع أن أقول هنيئاً للنظام الخليفي المجرم بهكذا جمعيات "معارضة" قبلت على نفسها أن يعاملها النظام كالطفل الزعلان تراضيه بإعطائه تصريحاً لفعالية هنا وفعالية هناك، وإذا طفح الكيل طرحت عليه الحوار مع أذنابه الطبّالة، وكأن المشكلة بين أطياف المجتمع وليس بين الشعب والنظام الذي قال لسان حال وزير خارجيته للجمعيات: "يا ولادي اتفاهموا مع بعض وبلا هواش"


أبو حمزة البحراني
٢٩ يناير٢٠١٣
@AboHamzah_BH

مدونتي:
http://abohamzahbh.blogspot.com/?m=1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق