الثلاثاء، 12 مارس 2013

أحداث الجامعة بقلم #شاهد_عيان - بقلم @HJHDhaif




من أرض دمستان الطاهرة وفي تمام 7.30 صباحا بدأت يومي بالاستيقاظ لبدء أسبوع دراسي في جامعتي التي كنت ولا زلت أراها مصنع الرجال وورشة المستقبل، برفقة خالي توجّهت للصخير حيث تقع {جامعة البحرين} وطول الطريق كانت عيناي لا تفارقان كتاب أحد المقررات الذي كان مقررا أن أقدِّم فيه امتحانا قصيرا في ذلك اليوم، دقائق بسيطة ومحدِّثكم [ #شاهد_عيان ] يصل لفصله الدراسي.

اجتمعت مع الزملاء قبل بدء المحاضرة وابتسامات الصمود التي لا تفارق محيى الجميع -حتى في تلك اللحظات كانت الأقلام ودقّات الأبواب ووقع الخطى تعلن شعار الثورة الناص بإسقاط الطاغية- وبحضور الدكتورة أوقف الجميع ترديد الشعار بكل أشكال ترديدها احتراما لحضور الدكتورة وبدء المحاضرة.

سرعان ما وزّعت الدكتورة أوراق (quiz) وبدأنا في حل أسئلته، وإذا بالصوت يعتلي معلنا شعار الثورة الأول [الشعب يريد إسقاط النظام] ليشدّ الشعار مسامعنا وكل انتباهنا، الصوت يعتلي أكثر و أكثر، لحظات لن أنساها ما حييت.

أنهينا ورقة الأسئلة وهممنا بالاستئذان للخروج، فهو وقت تلبية (نداءات الثورة) وطلّاب جامعة البحرين كلهم (نازلين) من أجل التلبية!

احتشدنا في ساحة الحرم الجامعي، وبدأنا نهتف بمطالبنا كشعب عام ومطالب الطلاب بشكل خاص -من منّا أساسا ينسى [شايلينك يا جناحي شايلينك] ؟؟ -ومن هناك سطع نور أجمل منظر في الثورة، منظر تجسّدت فيه رجولة وغيرة طلاب الجامعة الذين عملوا طوقا بشريا حول أخواتهن الطالبات الجامعيات على رغم من قلة عدد الشباب، كان ذلك مع توارد أخبار دخول بلطجية النظام مدعومين بالمرتزقة الخليفيين للجامعة ورصد طلائع منهم عند البوابات وبالقرب من ساحة الاعتصام من جهة المسجد.

توالت حينها ضربات الغدر البلطجية المفاجئة والمدعومة بقوى المرتزقة المدجّجة بالسلاح، قابلها صمود الطلبة الجامعيين رغم قلة عددهم، بالإضافة لعدد الطالبات الجامعيات الكبير، الأمر الذي استغلوه بتعمُّد تقصُّد التهم على الشريفات في مقابل استبسال الطلبة، الأمر الذي خلّف العديد من الإصابات في صفوف الأحرار.

للآن أتذكر الطالب جواد المحاري وهو مضرّج بدمائه بين كليتي الآداب وإدارة الأعمال.

تدمع عيني كلما تذكّرت وشاهدت منظر البلطجية يعتدون على ذاك الشريف في ساحة الحرم الجامعي بالسيف الملفوف بالعلم على رأسه حتى أفقدوه الذاكرة، وبيدهم المتلوّثة بدمه أرادوا قتله، فكان دون ذلك القدر وبسالة من هبوا لإنقاذه.

لن أنسى كيف أنني ميّزت عبد الدينار (البلطجي سعيد جوهر) بمجرد رؤيته، ووقفتُ منصدما كيف أن من هتفت دوما باسمه في الملاعب ها هو الآن قادم ليقتلني أنا وصحبي وزملائي!

لن أنسى.. وكيف لي أن أنسى كيف أنه في دولة تدّعي الإسلام أن يحاصر من هم في المسجد ويتم محاولة كسر الأبواب للدخول لقتلهم!

وهنا كانت نقطة التحول ..!

طلائع الأحرار التي دحرت الخليفيين في لؤلؤة الأمجاد يصلون إلى الجامعة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يهرولون ويركضون نحونا كي ينقذونا من بين كيد المعتدين، بالأحضان وبالدموع استقبلناهم، وهم بالعزيمة وبالانتصار في ميداننا الخالد شحذوا الهمم، ليفر البلاطجة بعدها كالفئران خارجين مسحوقين بقبضات ثوار الكرامة.

دقّت الساعة وارتفع الشعار [منصورين والناصر الله] وكان النصر للأحرار.

هي كما عشتها.. أضعها بين أيديكم.. أحداث الجامعة.. بقلمٍ عاينها فكان للمجد والعزة والغيرة #شاهد_عيان.


@HJHDhaif

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق