السبت، 16 مارس 2013

بين الإرادة الملَكِية والإبادة الملكِية - بقلم ثائر للحق

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

هل الأمر الذي صدَر بالأمس بخصوص تعيين سلمان بن حمد نائباً أول لرئيس الوزراء يُعدُّ إرادة ملكية ويتم التفاخُر بها؟

نحن ومنذ مجيء الطاغية حمد بن عيسى لسدّة الحُكم لم نلمس منه إلا إرادة واحدة فقط نستطيع أن نُسمِّيها "إرادة ملكية"، وهو ما حصل في عام ٢٠٠١م عندما بدأ حُكمه بتبييض السجون وإعلان الإصلاحات ومحاربة التمييز والتجنيس والفساد، مما جعل الشعب يثِق بخطواته (الإصلاحية) ويُوقِّع بِـ"نعم للميثاق"، حيث حصل هذا الاستفتاء الشعبي على نتيجة ٩٨,٤٪، وأصبح هذا الرقم كالمعزوفة التي ما زالت تُعزَف في كل المحافِل.

نعم تلك هي الإرادة الملكية التي جعلت أكثر المناطق التي تعرَّضت للانتهاكات والاعتقالات والمداهمات وسقوط الشهداء، جعلتهم يستقبلون الملك بالورود والتهاليل لدرجة أنهم (أهالي سترة) رفعوا سيارة الملك عن الأرض، وداسوا على جراحاتهم، وكل ذلك كان نابعاً من ثقتهم بالملك الجديد الذي وعدهم بالإصلاحات الشاملة، خصوصاً عندما قال مقولته المشهورة: أجمل الأيام تلك التي لم نعِشها بعد!

ما الذي حصل؟

بعد عامٍ فقط انقلب هذا الطاغية على الميثاق، وعلَّقه على حبل المشنقة وأصدر دستوره المنحة، والذي لم يأخذ رأي أي إنسان في البحرين عندما أصدره، فكانت البداية المأساوية، وأصبح هذا الدستور المبتور هو أساس اهتزاز الثقة بين الشعب والحكم، وبدأت الوعود تتبخَّر وأدرَك الشعب أكثر من ذي قبل بأن مسألة الإصلاحات كانت مجرد وعود وعهود لم ولن تتحقق، وكانت تُطلَق لتمتلئ بها صفحات الجرائد فقط، وأصبحت مركونة على رفوفٍ مُغبرَّة، ولا تُراجَع إلا عندما تأتي الحكم هزَّة شعبية كما حصَل مراتٍ ومرات في خلال تلك السنوات، وآخرها هزَّة ١٤ فبراير والتي ما زال صداها يملأ الآفاق.

هل قام الطاغية بامتصاص الغضب الشعبي بإصلاحات حتى يُرجِع ثقة الشعب به وبحكومته؟

لم يفعل ذلك، بل علا واستكبر وأراد ركوب الأمواج، ولكنه وجد أنه يُقارِع شعباً لا يمكن أن تُمَسَّ كرامته وتُسلب حقوقه ويسكت، ولما رأى هذا البأس والرفض (الشعبي الكبير) للخنوع والركوع له وللظالمين القتَلَة، تحوَّلت إرادته التي حاول خِداع الناس بها إلى إبادة جماعية، وذلك من خلال قمع الاحتجاجات السلمية وإدخال درع العار السعودي ليحتلَّ البحرين ويبسط سيطرته عليها، فأي عهدٍ زاهر،وأي سنوات مضيئة،وأي زمن الإصلاحات الذي يتكلم عنه هذا الملك المعتوه!

حتى تعيين سلمان بن حمد كنائب أول لمجلس الوزراء لن يجني منه الشعب إلا تمييع ومحاولة تضييع الجهود التي بُذِلَت خلال سنتين من أجل ترسيخ الديمقراطية في البلد.

نحن نريد إرادة حقيقية تكون على الأقل بمستوى أقل الأسقُف المطروحة في الثورة وهي المملكة الدستورية والحكومة المنتخبة، وإلا فغير ذلك يعتبر تمييعا وتضييعا وربما تشييعا للثورة، وفي النهاية لن يأتينا من سلمان أقل مما أتانا من أبيه.


ثائر للحق
@ThaerLelhaq
2013/3/12م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق