السبت، 30 مارس 2013

تعلّموا استغلال الدين من الوفاق - بقلم فارس البحرين

البحارنة بطبيعتهم شعب ملتزم بالفرائض والشعائر الدينية، يحبون ويحترمون علماء الدين، دخلوا الإسلام برسالة واحدة من الرسول صلى الله عليه وآله.

الشعب البحراني شيعيٌّ بالفطرة، ولاية أمير المؤمنين لم ولن تفارقهم، التاريخ يشهد والأدلة متواترة للعيون والأفئدة، قبور الأولياء وأصحاب أمير المؤمنين شهود، ومسجد الخميس بمناريتيه يصرخ يا حسن ويا حسين.

منكر ونكير سيسألوننا:
من هو ربك ومن نبيك وما هو دينك وما هو كتابك وأين قبلتك ومن هم أئمتك؟

هذا حال البشر في كل العالم ما عدا البحرين، فعند بعض الناس بالإضافة إلى ما ذكرناه سيسألهم منكر ونكير: ما هو مطلبكم السياسي؟ فإن قالوا المملكة الدستورية فلهم جنان الخلد، وإن قالوا تقرير المصير وجمهورية فلهم عذاب أليم، جهنم وبئس المصير، يعني من تقرير المصير إلى بئس المصير!

من يدّعي أن الوفاق أغبياء واهم، الوفاق استغلت وجودها في المجلس النيابي الخليفي "المخصي" لأقصى حد بعد أن استغلت مقاطعتها له.

سواء شاركت أو قاطعت، حاورت أو انسحبت، هدأت أو صعّدت، فهي واثقة من ردة فعل جماهيرها، فسيقولون: "حكمة وحنكة"، والسبب وراء ذلك بسيط جداً، وهو "استغلال الدين".

- في ٢٠٠٢ أجمعت الجمعيات السياسية المعارضة على المقاطعة، والوفاق كانت معهم (هذا شيء جميل ولا غبار عليه).

- في ٢٠٠٦ أصبحت المشاركة تكليفًا شرعيًا، خطباء الجمعة صرخوا فوق المنابر، "شاركوا لنصلح النظام من الداخل، لنبرهن للعالم أن النظام لا يريد الإصلاح ولدفع الضرر".

كانوا يصرخون: لا نريد رواتبكم، لا نريد سياراتكم، نريد خدمة الشعب، وبعد أن انقلبوا على ما قالوه، صرّحوا: "هل يجب أن نكون فقراء لنخدم الشعب، كل هذا وصلاة الجمعة لم تتوقف، والوجود في المناسبات الدينية مستمر، وجماهيرهم (أنا كنت معهم) يقولون: "خوك معمم ده أكيد السالفة فيها شي، أكيد في أفكار في بالهم، أكو كل الخطباء وياهم".

- في ٢٠٠٧ طالبوا بالتقاعد بعد انتهاء الدورة الأولى وهي ٤ سنوات (المواطنون يتقاعدون بعد ٢٠ سنة من الخدمة ويحصلون على ٤٠ إلى ٥٠٪ من الراتب الأساسي) وربعنا (ليحين أنا منهم) قالوا: "يستاهلون خوك، ليش لا؟ فلوس الحكومة، حرامية الحكومة ليش ما يحصلون ربعنا، أشوفهم يصلّون، چفتهم في الماتم چم مرة، خلهم ياخذون، حلالهم، أصلًا أنا ما سمعت الشيخ يقول شي يوم الجمعة ولا سمعتهم يقولون شي في الماتم".

- في ٢٠٠٨ أيضًا وافقوا على خصم ١٪ من رواتب المواطنين، غضب الشارع وقالوا: لماذا؟ هل الحكومة ناقصة فلوس؟ في خطب الجمعة لم يتكلموا عن الموضوع (أنا لم أسمع) ولكني كنت أطبِّل مع الجماعة وأقول: "لا أكيد السالفة فيها إنّ، الرجال معمّم، والله شفته في العزاء في المنامة، وجي عرس ولد عمي، طيبين ذلين، يلا ندفع ما في مشكلة".

- في نفس السنة وفي سنة ٢٠٠٩ وافقوا على كل القوانين التعسفية التي كتبها الديوان وخليفة، قوانين الإسكان، وفي نفس الوقت التجنيس كان يسير بلا ضغوط، والبطالة في تزايد، وتقرير البندر يُطبَّق بحذافيره، لكنهم كانوا يصلّون ويصومون ويمشون في العزاء ويخطبون أيام الجمعة، ويبكون على الأئمة عليهم السلام، وجماهيرهم تقول (أنا ليحين منهم): "مو مقصرين الصراحة، يسوون اللي يقدرون عليه".

- في ٢٠١٠ كانوا يريدون دخول البرلمان مرة أخرى، لكن في ٢٠٠٦ قالوا أنهم سيحاولون الإصلاح من الداخل وقد فشلوا، العاقل سيقول: يجب أن ينسحبوا لأن البرلمان مخصي، لكن جماهيرهم قالوا (أنا ليحين منهم): "صوِّتوا لأن النظام يريد منع العزاء والمواتم، سمعت الشيوخ يتكلّمون عن الموضوع".

- في فبراير ٢٠١١ انفجرت الثورة على يد الشباب، والوفاق في المجلس، بعد القتل استقالوا، وحضروا الدوّار، الشباب يقولون مسيرة من (أ) إلى (ب) وهم يصرخون يسقط حمد، الوفاق وشقيقاتها تقول مسيرة من (ج) إلى (د) وهم يقولون في بياناتهم جلالة الملك وسمو خليفة وسلمان، جماهيرهم قالت (أنا ليحين منهم): "لديهم رؤية أخرى وهذه سياسة".

أُعلِن الإضراب إلى تحقيق المطالب، وعلَّقوه ببيانٍ مخزٍ، جماهيرهم قالت: "أكيد الموضوع فيه حنكة وحكمة"... قلت لهم "اذلفوا، لوّع الله جبدكم، إلى متى؟ حنكة ١٠ سنوات! حنِّكونا حناك الصراحة!"

هُدِمَ الدوار وأُعلِنَت حالة الطوارئ، سقط الشهداء، قُمِعنا وعُذِّبنا وفُصِلنا من أعمالنا، أهانونا في نقاط التفتيش، خرجت الوفاق وصرّحت بأن مطلب الجمهورية كان تكتيكا، ثم قالت هو مطلب أقلية، ثم قالت: لم يقل أحد أنه يريد إسقاط النظام، بل الشباب رفعوا الشعار "يقلِّدون من في مصر وتونس"، بل لا توجد ثورة، إنها أزمة.

- في ٢٠١٢ صرّحوا: "سندخل الحوار بشروط ومع الرموز"، وبعدها: "سندخل بشروط وبدون الرموز"، فدخلوا بدون شروط وبدون الرموز وانسحبوا بعد أن نعتوهم بالروافض.

- في ٢٠١٣ صرّحوا: "نريد حوارا جادًا حيث يكون الحكم طرف فيه، دخلوا الحوار وقالوا لهم: "استحوا على وجوهكم"، حاوروا فيه مراسلين النظام أمثال وزير الأشغال والتربية، رحّبوا بالتعيين وهم يطالبون بالانتخاب، والآن يصرخون جناح إصلاحي وجناح متشدّد، المتشدد يريد تخريب الحوار، ولا زالوا موجودين وجماهيرهم لا زالوا يطبِّلون، تارةً يقولون الإمام الحسن عليه السلام صالح معاوية وتارةً أخرى يقولون إن بعض الظن إثم، وعادةً يقولون أنت لست شيعي حقيقي.

جمعية إسلامية تطالب بدولة مدنية تهدِّد بالفتوى وترفع شعار "لبيك يا فقيه"..

ما شاء الله تبارك الرحمن.. هكذا يُستَغَلّ الدين ولا بلاش..


فارس البحرين
@Knight_BH

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق