السبت، 30 مارس 2013

جماهيرنا.. ثوارنا والثورة. بقلم بحرينية الهوية



لكل فرد منا قناعات أسسها لنفسه بإحلالها محل ثقافات غرست فيه من محيطه، وهنا أتكلم عن الفئة الواعية من هذا المجتمع والتي كونت لنفسها شخصية ذات مواقف ثابتة منطلقة من قناعات تأسست بطريقة صحيحة.
والإنسان الواعي يقدر ويحترم ثقافة الاختلاف فما أراه أنا صواب قد يكون خطأ من وجهة نظر وقناعات شخص أخر (ولي مقال سابق بعنوان الخطأ والصواب بين العاطفة والعقل), شرحت فيه كيفية الوصول إلى الحقيقة عند اختلاف الآراء.

تكرر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي ذكر بعض المواقف لأخوتنا وعماد ثورتنا الثوار والذين لولاهم لما استمرت الثورة واستاء لهذه التصرفات بعض الأخوة.
طرحت المواقف واختلف المتحاورين بين مؤيد ومخالف لما حدث فلنستعرض بعض المواقف ونحللها على أمل الوصول لنتيجة. سنركز على المواقف التي حدثت أثناء (إضراب الكرامة 2).

قام الثوار في عدة قرى بتفشيش إطارات سيارات أهالي القرية كنوع من أنواع الجبر على المشاركة في الإضراب، ووصل الحال إلى تفشيش 75% من سيارات الأهالي في إحدى القرى، وأغلقت معظم مخارج القرى قبل الإضراب بأكثر من 7 ساعات وعلقت يافطة ممنوع الخروج. وفي النقاش كان هناك رأيين، مؤيد ومخالف:-

الرأي المؤيد يقول:

أجبر الثوار الناس على الإضراب لأنهم سيذهبون للعمل خوفاً من النظام، وكما أن جماهير الجمعيات السياسية لن يلتزموا بالإضراب.. أعتبر الإجبار خطوة إيجابية للمشاركة في الإضراب، ويضيف كيف للناس أن تطلب بالتصعيد لإسقاط النظام وهي ترفض الإضراب يوم واحد عن العمل خدمة للثورة، وأضاف متسائلاً فكيف سننتصر؟!

الرأي المخالف يقول:

الاعتراض ليس للتصرف بحد ذاته وإنما للمعني المتناقض الذي يحمله، فكيف نكون ثائرين نطالب باحترام حرياتنا وتفتقر أبسط مواقفنا لاحترام حريات الآخرين. كما أن الهدف من (إضراب الكرامة 2) هو قياس مدى جاهزية وتفاعل الناس للإضراب، ومن خلال النتيجة سيتم تحديد ما إذا ما كان قد آن الأوان للإقدام على خطوة الإضراب العام أم لا، وإجبار الناس على عدم المشاركة أخل بقياس التفاعل فالبعض لم يشارك بإرادته واختياره بل هناك من أُجبره على الإضراب. بالإضافة إلى الضرر المادي لأصحاب السيارات.

علقت إحدى الأخوات متألمة، وقالت:

لي قريب ابنه مصاب بمرض السرطان الخبيث، مرتبط بموعد للعلاج الكيميائي، خرج للذهاب وإذا بإطارات سياراته معطبة وبجانبها ورقة كتب عليها لن ندعك تخرج!!!

نقلت وقائع وبموضوعية تامة، وللخروج بنتيجة للمتحاورين علينا تحليل الموقف على مستوى النفع والضرر على الثورة.

1- منع الناس من الخروج من القرية وإجبارهم على الإضراب قد يسبب لهم ضرر فقد يفصلون من أعمالهم وتقطع أرزاقهم كما حدث سابقاً.

2- قد يتعرض البعض إلى حالة طارئة، كمريض يحتاج لعلاج ضروري كما في المثال السابق وتفشيش إطارات سيارته قد يعرض حياته للخطر.

3- التطاول على حريات الآخرين بمنعهم من الخروج وإجبارهم على الإضراب.

مشوارنا طويل حتى الوصول للنصر، وأثناء هذا الوقت نحتاج أن نكسب الجماهير ونجعلها تتمسك بالثورة لا تنفر منها، وكل ما سبق ذكره يشكل ضغط على الأهالي مما قد يؤدي بهم إلى النفور من الثورة.

لدينا جماهير عريضة تتمنى إسقاط النظام ولكن لن يكون لديها جلد لتحمل المزيد إن مارس عليهم الثوار هذا الضغط وسيتم استغلال هذه الشريحة للضغط على الشارع لتمرير فتات الحوار. المسألة ليست فقط تفشيش إطار بل أكبر من ذلك، فلنكن واعيين وعلى مستوى من المسئولية التي تؤهلنا لنقود ثورة.

ولك الحكم عزيزي القارئ..


بحرينية الهوية
@Umhussain1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق