السبت، 30 مارس 2013

وجدانيات 5 - بقلم رؤى النصر




(وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس)

هي أيام تُتَداول ليرى الله عز وجل المؤمن من المنافق فيميز بعضهم بعضاً.

لذّات الدنيا كثيرة وآلامها أكثر... وهذه اللذّات والآلام باقية مستمرة تتداول ما دامت فينا روحٌ تتنفّس...

أحياناً كثيرة يقتلنا الحزن والألم من هول المصائب التي نتعرض لها، ومرارة الدنيا تقذف بنا يميناً ويساراً، والحزن يعشعش في قلوبنا، فنرى الدنيا ليل حالك معتم طويل ليس له بداية ولا نهاية، نتخبّط في عتمته بين صرخات من الألم تتقطع لها القلوب المتعبة، فنظن أنه آخر الطريق، نصاب باليأس وأحياناً بالمرض، متناسين قوله تعالى (وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس).

نعم، هي أيام فقط نصبر فيها وبعد ذلك يتغير الحال ويتبدل، فبعد ذلك الظلام هناك نهار قادم يقشع عتمة الليل، ويبدِّد الحزن بالفرح، ويعلن أن هناك سعادة قادمة في الطريق.

فلنصبر ونتحمل ذلك الحزن والألم ونصارعه لنتغلب عليه فنكون من تلك الفئة الصابرة على قضاء الله وقدره... وفي انتظار رحمته التي وسعت كل شئ لتقتل ذلك الحزن المستقر في القلوب.

فيوم لنا ويوم علينا********ويوم نُسَاء ويوم نُسَر

الله عز وجل هو القادر على أن يميت بعد الإحياء، ويسقم بعد العافية، وهو القادر أن يبدِّل السراء بالضراء، والعجز بالقدرة، والحزن بالفرح.

هو العادل في ملكه، لا يغفل عن عبده، وإن نامت كل عيون البشر وغضت البصر...

عين الله باقية تحرس وتراقب وتعدل في الملك...

ومن يسكن القصور... غداً سيسكن القبور.


رؤى النصر
@Ro2aAlnasr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق