السبت، 30 مارس 2013

احذروا المخطط القادم.. الولد سر أبيه - بقلم رؤى النصر

التاريخ هو تجسيد لوقائع وأحداث سجلت من قبل مؤرخين وتم الاحتفاظ بها من أجل الحاضر. كثيراً ما تداولنا مقولة " التاريخ يعيد نفسه" والمقصود بها الأحداث التي وقعت في الماضي وما زال البشر يعيد تكرارها في الحاضر مراراً. عندما يعيد التاريخ بعض الأحداث المتشابه يجب على البشر الاستفادة من دروس التاريخ سواء بالسلب أو الإيجاب، بمعنى أن لا نكرر السلب أما إلايجاب فيجب اتباعه.

لو تأملنا في تاريخ البحرين منذ تولي النظام الخليفي إلى الآن لوجدنا كل الوقائع والأحداث تتكرر بصورة طبق الأصل، حتى في ظهور الحركات والاحتجاجات وكيفية إخمادها من قبل النظام تتكرر مراراً نفس السيناريو يضعه الأجداد ويتبعه الأحفاد بالنسبة للنظام وللشعب.

إلى متى سوف نغض أبصارنا عن التاريخ، مع أن فيه حل لكل مشاكلنا ويجنبنا الوقوع في نفس الأخطاء وخصوصاً تلك المبادرات من النظام الذي تعودنا منه عدم الوفاء أو الالتزام لما يتصف به من دكتاتورية قبلية، وتمسكه بالحكم والسلطة وعدم اهتمامه بالشعب ومطالبه.
لنكن شعب واع أكثر لما يحدث من تطورات سياسية ولنربطها بالتاريخ حتى لا نخدع كما خدعنا سابقاً، ما يحدث من تطورات على الساحة السياسية في البلد يجب التأني في الحكم عليه وربطه بأحداث سابقة وقع فيها أجدادنا ولا نريد أن نكررها.

في عام ١٩٢٠ عندما قامت الثورة الكبرى، وتصاعدت الأحداث وأخذت الثورة بالاتساع والشمول ووصلت إلى وضع خطير يهدد النظام في ذاك الوقت، اضطر الشيخ عيسى بن علي على الموافقة على المطالب التي تقدم بها قادة الثورة، ولأنه لم يأخذ موافقة السلطات البريطانية التي تعتبر هي الحاكم الفعلي في البلد، قامت بإجبار الحاكم على التنازل عن الحكم لابنه الشيخ حمد الذي يعتبر ابن لبريطانيا. هذه إحدى الأحداث التاريخية التي يجب النظر إليها بتمعن والاستفادة منها.

سياسة الدول العظمى ألا تتعب نفسها مع أي حاكم يخالفها أو لا يمتثل لأوامرها أو يكون مصدر إزعاج لها، فهي تتخلص منه وتضع آخراً بشرط أن يكون على هواها وابن بار لها.

سابقاً كان النظام البريطاني هو المسيطر، أما الآن فالنظام الأمريكي هو المتحكم والمسيطر على الأنظمة، بما معناه أن النظام الامريكي يستطيع أن يقول كاش ملك لأي حاكم إذا كان مصدر إزعاج له ولمخططاته في الشرق الأوسط، وإذا ما دعت الحاجة والمصلحة كما حدث في مصر وفي إحدى الدول المجاورة. ولكن من سيكون مكان هذا الملك؟ إذا رجعنا للتاريخ نرى إن هذه الأنظمة (بريطانبا و أمريكا) تتبع نفس الأسلوب إذا كان نظام قبلي ومن مصلحتها بقاءه يخلف الملك ابنه أو أخاه، أما إذا كان نظام جمهوري ستحارب أي حاكم لن يكون على هواها.

النظام الأمريكي هو من يتحكم الآن في الأنظمة الضعيفة المتهالكة ليفرض سيطرته على شعوب العالم، هو الداعم لكل حاكم ظالم من أجل مصلحته، ولكن بمجرد أن تتعرض مصلحته لأي خطر قادم سرعان ما تفرض سيطرتها عليه عن طريق فرض الأوامر لهذه الأنظمة وعليها اتباعها بحذافيرها.

عندما يتأزم أحد الأنظمة التي يدعمها النظام الأمريكي، فهو يحاول وجود حلول للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، خصوصاً إذا كانت الضغوط عليه من الخارج لإيجاد حلول سريعة بسبب ما تتعرض له الدول -التي تسمي نفسها العظمى- بالإحراج من دكتاتورية الحاكم والذي يسيء إليها لكونها تدعي الديمقراطية. عامان منذ قيام الثورة وإلى الآن والنظام يعاني الأمريين ويحاول وجود الحلول الذي تحافظ على كيانه وعدم المساس به، ولكن مع إصرار الشعب على المطالبة بالحرية وإبعاده عن الحكم وعدم القبول به كحاكم شرعي، وتصاعد الأحداث رغم القتل والسجن والقمع المتواصل لإخماد الثورة، إلا أن النظام فشل في إخمادها تحت إصرار الشعب.

الأحداث الأخيرة توضح الصدأ الكبير في النظام وكيفية محاولة علاجه مرة بتعينات جديده في وسط العائلة الحاكمة وأخرى بمحاولة الدول الصديقة بمحاورة المعارضة، وتارة بتسريبات في وسائل الإعلام عن وجود مشاكل في داخل العائلة مع بعض الأجنحة، كل هذا يؤكد على وجود مخطط أمريكي قادم، وخصوصاً بعد التعيين الذي لم تستسيغه بعض أطياف المعارضة.

كل هذه المعطيات تأكد لنا وجود مؤامرة تحاك ضد الشعب فيجب عليه أن يتعظ من التاريخ، ويعي جيداً أي مخطط قادم وماذا يراد به، إنها الخطوة الأولى لإخماد الثورة فيجب الحذر من القادم ونكون دوماً على أهبة الاستعداد، ولا ننسى أن التاريخ يعيد نفسه، والولد سر أبيه.


رؤى النصر
@Ro2aAlnasr

هناك تعليق واحد:

  1. هل تحتاج إلى تمويل؟
    هل تحتاج إلى قرض للعمل أو للاحتياجات الشخصية وتمويل المشروع؟
    هل ترغب في إعادة تمويل عملك؟
    نحن نقدم قرضًا لكل شخص أو شركة بفائدة 3٪ سنويًا.
    لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني:
    contact@waheedfinance.com
    واتساب:+91 79757 16892
    اعتبار
    وحيد المالية

    ردحذف