السبت، 30 مارس 2013

وجدانيات 6 (الصديق) - بقلم حقي كإنسان




هل أنت وحيد؟

لأول وهلة يمكن أن تقول بأن الله معي.. معي في كل لحظة.. معي في كل موضع..

ولكن ليس هذا مقصودنا من السؤال.. بل.. هل أنت وحيد بين بني جنسك؟ هل تملك صديقا؟

يمكن أن تقول نعم.. عندي صديق.. بل أصدقاء.. ولكن قبل أن تجيب أمعِن جيدا في السؤال..

هل لديك صديق؟ صديق يحبك؟ صديق يشاركك أفراحك وأحزانك؟ صديق يسمعك حين تضحك وتبكي؟ صديق يواسيك في بأمواله ودمه؟ صديق يعطيك من وقته لأنك الغالي لديه؟ يحفظ سرّك الذي أمّنته إياه ولا يفضحك؟ صديق يعرف الله فلا يكون صديق سوء؟ صديق يعينك على دنياك وآخرتك؟ صديق لا يفرّقنا الخلاف والاختلاف إلا ورجعتما لبعضكما؟ صديق يكون حياةً لك وحياةً له ولو فقدته أصبحت غريبا وحيدا فعلا؟

إن كان لديك مثله فحافظ عليه وكن مثله وأفضل..

وإن لم يكن لديك فابحث عنه ولا تكل أو تمل.. فهو يبحث عنك أيضا.. ابحث عنه حتى تجده.. أنقِذا بعضكما من الوحدة .. ومن غدر الزمان..

عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : أكثروا من الأصدقاء في الدنيا، فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فحوائج يقومون بها، وأما الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: (فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم).

قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : استكثروا من الإخوان ، فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة وقال : استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة ، وقال : أكثروا من مؤاخاة المؤمنين فان لهم عند الله يدا يكافئهم بها يوم القيامة.

قال لقمان لابنه : يا بني ، اتخذ ألف صديق وألف قليل ، ولا تتخذ عدوا واحدا والواحد كثير.

عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنه قال : أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان ، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .

عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : لا تكون الصداقة إلا بحدودها ، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة، فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه، وشينك شينه، والثالثة أن لا يغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته ، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات.

(الروايات منقولة من كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي)



حقي كإنسان


@eHAQYe

27-03-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق