السبت، 23 مارس 2013

جهل المدنية والديمقراطية الثورية - بقلم حقي كإنسان




الثوار سقفهم السماء.. كلمة ذات معنى كبير.. ولكن إن التقفها الصغار تغير معناها..

نرى أن كثيرا ممن يثور ضد نظام آل خليفة لديه أولوية وهي إسقاط النظام وأن تقوم دولة ديمقراطية مدنية لا إسلامية، ويعلِّلون ذلك بأننا لا نريد دولة شيعية، وأننا لا ننتمي في الثورة انتماء إيرانيا ولا ننتمي لنظام ولاية الفقيه، وأننا نريد حقوقنا المشروعة ولو كانت من دولة غير إسلامية.

هذه النظرة قاصرة لدرجة كبيرة ولكنها مشت على العقول ولا من مستنكر إلا قلة القلة، فالدولة الإسلامية هي دولة العدل والمساواة ولو رفضها الناس، فالله أعلم ورسوله والمؤمنون ومن اتبعهم بإحسان، لا عوام وجهّال الناس، وتحت مسمى (الحرية والديمقراطية) يعلِّل الناس تصرفاتهم التي تعبِّر عن جهلهم في أبسط الأمور الإسلامية، كما أنهم يقعون في إشكالات هم وضعوها باسم أنها من حقوق الإنسان.

- حرية التعرّي والتزين: لبس الحجاب واجب من الواجبات الشرعية للرجل والمرأة، ولها شروط يجب مراعاتها، منها ستر العورة، وعدم لبس ما يثير الشهوة والفتنة، وعدم لبس ما يعد زينة إلا ما استُثنِي، وعدم التشبه بالكفار والجنس الآخر، أما التعرّي وإظهار المفاتن باسم أن فلانة ثائرة ولا من مستنكر فهو من الجهل، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب، وما تفعله فلانة فسق يجب رده، فلا تستقووا على مرتزقة النظام وأنتم لا تستطيعون أن تجعلوا نساءكم يرتدون الحجاب! أين الرجولة وأين دين الحسين عندكم يا ثائرين؟! تتشدقون بأن الحسين كذا وكذا ونسيتم حجاب حريمه!!! يا للعجب!!! وطبعا لا ننسى لبس الرجال ممن لا يعبَّر لباسه وقصّة شعره أنه مسلم!!! أما تعرفون أن التسبه بالكفار حرام؟!

- حرية الرأي: أصبح كل رأي إما وجهة نظر يجب احترامها، وبهذا يختلط الحق بالباطل، ثم نكتفي بأن نقول لبعضنا: الاختلاف لا يفسد للود قضية، قضايا الحق والباطل أصبحت وجهات نظر يجب احترامها!!!

وفي الطرف المقابل، نرى هناك من لا يعترف بأن الباطل وجهة نظر، وينقدها بشدة، ولكن عيب هذا الطرف أنه يوسِّخ لسانه بألفاظ قبيحة كالسب واللعن دون أي ينظر للشرع من كلام العلماء، بل يحسب نفسه فقيها ويفتي بجواز سب هذا وذاك ويعتبرها حرية رأي ووجهة نظر! يا للوقاحة!

من الخطأ أن تكون وجهات النظر كلها محترمة، ومن الخطأ أن تكون كلها غير محترمة إلا بدليل، ومن الخطأ أن ننقد كل شيء بأسلوب ينافي الشريعة إن كنا مسلمين ونشبِّه الثورة بثورة أبي عبد الله (ع).

- حرية مدنية وجهل بالأحكام: صراخ بالليل والنهار أن الحسين (ع) حارب يزيدا عليه اللعنة، مع أن يوم عاشوراء يوم واحد لا أكثر، ونسوا بأن عمر الحسين (ع) 57 سنة عاشها بالعبادة والصلاة والصيام وغير ذلك، فكم من هؤلاء يعلم أحكامه الشرعية، ففي كل سنة تأتينا مشكلة إثبات الهلال مع الناس وكأنهم مولودون للتو! الأمر محلول بين العلماء، اقرؤوا ولن تكون لديكم مشكلة في إثبات الهلال! كذلك مسألة التطبير، كذلك مسائل في الصلاة، فإننا نجد أن الكثيرين ممن يُسمَّون ثائرين لا يعلمون أمورا بسيطة في كيفية الوضوء والصلاة... لا تنسوا أن أئمتنا قُتِلوا لتبقى هذه الصلاة... فلا تضيِّعوها بألا تسألوا وتقرؤوا وتتعلموا...

في إضراب الكرامة 2 عمد بعض الشباب لإعطاب بعض الإطارات لأهالي منطقتهم وغلق الطرقات بغرض عدم ذهاب الأهالي للأعمال، وهو عمل محرك التصرف في ملك الغير، كما أننا نقول ليل نهار بأننا مع (حق تقرير المصير)، لماذا تقبلون بتقرير المصير باللسان فقط؟ ماذا لو قرّر الناس مصيرها بالذهاب للعمل؟ بل ماذا لو قرروا بقاء الطاغية؟ لا تقولوا نريد (تقرير المصير) وتقصدون به بأنكم ستفعلون أي شيء لتقرروا مصير الأمة، فمصير الأمة بيد الأمة، ولا حق لكم عليكم. نعم، علينا الكلام والعمل بما أمكن، ولكن دون أن نغضب الله تعالى.

لا تطلبوا النصر من الله وأنتم تعصونه وتغضبونه.. فإنه لا نصر وحالنا هذا من عقول زرقاء وأخرى حمراء.. فلتكن عقولنا تحمل الثقلين من كتاب الله وعترة نبيه لتكون النجاة في الدنيا والآخرة.. وهذا لا يمنع أن يصيبنا البلاء..


حقي كإنسان

@eHAQYe

23-03-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق