السبت، 23 مارس 2013

ثورتنا والمهدي (ع) 1 - بقلم هزيم رحمة



عندما نُجرِد حياتنا ودنيانا من الدين والعقيدة يصبح كل شيء ممكن تحققه إذا اقترن بتحقق أشياء محددة دونها لن يكون أبداً، لأنك هنا تحجب وجود قدرة الله وقدره في كل الأمور، لكنك عندما تربط كل شيء بدين الله وسنته الكونية والعقيدة سيصبح المستحيل - إن كان حقاً - أسهل من السهل وقدراً مكتوباً سيتحقق مهما حدث.

وفي ثورتنا هذه ارتباط كبير بهذه المسألة كون الناس أرجحوا بين كفتين، وأصبح البعض مع هذه والآخر مع تلك.
أقنع البعض نفسه أن ثورة البحرين لن تنتصر طالما أمريكا والغرب ليسوا معنا، بينما نرى الكثير يأنس عندما يرى هؤلاء ضده لأنه على يقين أن هؤلاء على باطل، والحق أن تكون مع الله ولله.

ولِنَخوض قليلا ً في غمار الثورة الحقيقية وواقعنا الحالي دونما الإبتعاد عن سنة الله ووعده ودينه، علينا أن نعلم وبعد إذن الله أننا فعلاً في زمن ظهور الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولو أننا أتعبنا أنفسنا قليلاً وبحثنا في روايات أهل البيت الأطهار لعرفنا الكثير وهان علينا الكثير.

إن قمنا بإقران ثورتنا مع وجودنا في عصر الظهور سنرى الكثير من العلامات والأشياء الهامة التي كثيرٌ هم غافلون عنها.

*لأعطيكم معلومة أنا على يقين بها، ليست هنالك أي ثورة انتصرت من الثورات الحالية، لا في مصر ولا تونس ولا ليبيا – لأسباب سأذكرها لاحقاً - وأنّ كل الدول لن تهدأ إلا على يد منقذ البشرية أبو صالح المهدي المنتظر.

نرجع لموضوعنا الأساس، هنالك الكثير من الأحاديث المنقولة عن الأئمة المعصومين تحكي حال البحرين في آخر الزمان وعصر الظهور، وكثير من الأحوال تتقاطع مع ما يحدث لنا الآن، ليس فقط في البحرين، بل في العالم بأسره، نحن لا نعلم غيباً بأن ظهور المهدي (عج) قريب، ولكن ربط الواقع بهذه الأحاديث استدلالٌ على ذلك.

أسألكم هنا، إن كنا فعلاً في زمن ظهور الحجة، وقد تكون ثورتنا إحدى الثورات التي ستُقام بعدها دول ممهدة لدولة الإمام العظمى الكبرى، هل فعلاً هذه الثورة الحالية تستحق أو بالأحرى هي لذلك الغرض؟؟ وإن كانت كذلك، هل هي بحاجة لسياسة ودبلوماسيات واستعانة بالأمم المتحدة والدول العظمى كما يُقال وغيرها لتقف معها؟؟

لنراجع أنفسنا قليلاً، ماذا نريد من الثورة نحن؟؟ هل نثور طمعاً في الجاه فقط أم لأجل مطالب إجتماعية، أعمال وبيوت إسكان للكل؟؟ هل ثُرنا من أجل الإطاحة بنظام لكي نقبل بأي نظام يأتي بعده فقط لأنه مختلف ككل الثورات الشكلية التي حدثت؟؟ هل نريد شكل النظام ديمقراطياً غربياً يتعارض مع ديننا ولا يعطيه هيبته، أم نظاماً يقوم بمبدأ الشورى ويتخذ الإسلام مُشرعاً ونهجاً له؟؟
هذه الأسئلة كلها يجب أن يجيب عليها كل شخص فينا.

نعود مجدداً لربط هذا بظهور المهدي، نحن إن كنا نريد دولة ممهدة لظهور الحجة ولدولته الكبرى يجب أولاً أن نجرد أفكارنا من أمريكا والغرب ووقوفهم معنا، لأن وقوفهم معنا يعني أن ثورتنا ثورة باطل وهذا يتعارض مع ما ذكرناه.

ما سأذكره الآن هو حقيقة حقة لا تُنكر، ليست طائفية أو عنصرية، بربكم، في ديننا الحنيف هذا، من هم الفئة الحقة المحقة الفائزة، أليست من توالي محمد وآل محمد، وهي التي تؤمن يقيناً بوجود المهدي المنتظر الذي سيخرج ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وهم من واجبهم في زمن غيبته انتظار الفرج والتمهيد لظهوره عجل الله فرجه؟؟

ننتقل الآن للثورات، الثورات التي (شكلاً) انتصرت، من الذي كان يقودها ومن وصل لحكمها، أليسوا ممن هم ليسوا على ولاية محمد وآله، وهل تعتقدون أنهم انتصروا حتى ؟ لا أبداً لم ينتصروا إلا شكلاً!

لماذا ثورة البحرين الوحيدة التي على حالها إلى الآن يحاربها الكل ولا ينصرها إلا القليل، ألم تفكروا في ذلك؟؟ لماذا ثورة إيران تنتصر فعلاً وثورة مصر شكلاً؟؟ اسألوا أنفسكم لماذا؟؟ اسألوها كذلك من الذي ينتصر نصراً فعلياً حقيقياً من الله، أليس من هم على حق ومن هم مع الله وأولياءه فعلاً؟؟ إذن من هم الذين على حق لكي ينتصروا هذا الإنتصار؟؟ هل عرفتم من هم الآن أحبتي؟؟

إذا كان ظهور المهدي المنتظر واقعاً لا محالة، وهو وشيعته ومن معه الفائزون المنتصرون، ونحن بحسب التقادير في عصر الظهور، أليست الثورة التي يجب أن تقوم ويجب أن تنتصر فعلاً هي الدولة التي ستهمد له عجل الله فرجه؟؟ هل الله عز وجل سينصر ثورةً لم تقُم من أجل إعلاء كلمته وممهدة لبقيته في أرضه؟؟ هل سينصر الله ثورةً تريد مملكة دستورية على غرار ممالك الغرب التي لا حدود لها مع الدين؟؟ أم ثورة ستضع بعد ذلك يدها مع أعداء الله والإسلام؟؟

ملاحظة : هنالك أسئلة قد أجبت عليها في فقرات أخرى، وضعتها لكي يستنتج القارئ ويربط النقاط بمفرده ليصل للنتيجة

أترككم مع هذه التساؤلات لتبحثوا وتتعمقوا فيها، وسوف أستكمل مقالي الإسبوع القادم بإذن الله الواحد الأحد


هزيم رحمة
@HzeemRahma

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق