السبت، 23 مارس 2013

الروح تهواك...ولكنها النفس (وطغواها) - بقلم بحرينية الهوية




قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أما بعد، ألا أيها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحَثَّ على كتاب الله ورغَّبَ فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي، أذكِّرَكُمُ الله في أهل بيتي"...

يوشك الرسول على الرحيل، ولأنه رحمة للعالمين أراد أن يرسم لنا خارطة الطريق خوفاً على أمته من الضياع ومملكته التي أسّسها من الهلاك...

فتأتي الأمة وتضيِّع أمانته...

فكانت السقيفة البداية العملية لتنظيرٍ مسبقٍ في كيفية القضاء على الدين المحمدي, خطة متكاملة كنّا فيها أدوات تحرّكنا قوى الشيطان كما تقتضي خطتها، تغلغلت في أعماق حياتنا وتحكَّمت في كل شي, في ما نقرأ, ما نسمع, ماذا نأكل, وأعمق من ذلك، فقد تسلَّلوا إلى أعماقنا وعرفوا طبيعتها، فحاربوا طبيعتنا بمناقضتها مع واقعنا الذي نعيشه، وعشنا الشتات النفسي وابتعدنا عن الله بابتعادنا عن فطرتنا التي خلقنا الله عليها...

فالنفس تميل إلى الجمال... أين الجمال في واقعنا الذي نعيشه؟ أين الطبيعة على أرضنا؟ دمَّروها وسحقوها بعمرانهم القاتل لكل معنى الحياة...

النفس تميل إلى التَّديُّن, وأين التَّديُّن في واقعنا الذي نعيشه!!؟ حاصرونا بمغريات الدنيا حتى بِتنا نصلِّي والهاتف أمامنا أو بِجَيْبِنَا، وبدل أن تفصل التسبيحات بين الفرضيتين تفصلها كتابة كلمتين، أو تغريدهة على موقع التواصل الاجتماعي!

من مِنَّا يتأمَّل!!؟ من مِنَّا يُفكِّر في الجانب المعنوي لأي عمل؟ أصبحت أعمالنا بلا معنى روحي يحييها فماتت, وقست القلوب ولم تعد تخشع لفرط الابتعاد.

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)

عتاب مؤلم من الرَّبِّ العطوف لعبده قاسي القلب، لمن أصبح أداة في يد الشيطان يتلاعب به كما يشاء، لمن لا يعرف المعنى الحقيقي لهذه الحياة، لكل من ضيَّع أمانة الرسول فضاع وتاه.

فهل نتفكر ونتدبر لكي لا نكون كالذين قال تعالى عنهم: {ولا تكونوا كالذين نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم}

ذِكْرُ الله ليس بأداء الصلاة ركوعا وسجودا فقط، أداؤها بالمعنى الروحي لها يعني أن تأتي بثمرها على النفس وتنهاها على الفحشاء والمنكر, وأداء الصيام ليس بالامتناع عن المأكل والمشرب فقط، بل بالابتعاد عن كل المحرّمات لتعود ثماره فتقمع كل الأهواء النفسية الخبيثة...

حاربونا بقتل كل المعاني والآداب المعنوية لأعمالنا، واصطففنا في صف الشيطان بلا وعي...

نحتاج للتأمل والتفكر... لن ننتصر على الطاغوت إلا بانتصارنا على أنفسنا... أولا بمحاربة الشيطان بالقرب من الله تعالى...


بحرينية الهوية

@Umhussain1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق