الأحد، 20 يناير 2013

الإعلام في البحرين أيضاً، ضحيّة البطش "الملكي"، هذه هي قصّة الصحافي احمد رضي



كشف الإعلامي البحريني احمد رضي الذي تمّ اعتقاله من قبل سلطات النّظام البحريني في 16 - 5 - 2012 ، أنّ قوّة امنية خاصة بمعيّة مدنيّين ملثّمين اقتحمت في ذلك التاريخ شقّته بقوّة السلاح دون امر قضائي، مشيرا الى أنّه تعرّض للتعذيب والضّرب المبرح والسّب والشتائم إضافة الى تهديده بالتحرّش الجنسي.
رضي وفي مقابلة صحافية لفت الى أنّ العمل الصحفي والإعلامي في البحرين له مخاطر عديدة، فلا توجد حرية بالمفهوم الحقوقي تضمن للصحفي أو المراسل الإعلامي حرية التحرك والعمل بإستقلالية دون وصاية من النظام وأجهزته الرسمية، كما أنّ جمعية الصحفيين تمّت مصادرتها وتشكيل جهاز رسمي عاجز عن حماية الصحفيين أو الدفاع عن حقوق الإعلاميين بعيداً عن سياسة المكرمات والإرهاب الرسمي، موضحا انّه تمّ إيقاف وطرد العديد من الصحفيين الأحرار بسبب مواقفهم السياسية أو انتماءهم الديني،كماأنّهناك قنوات إعلامية منعت مراسليها من دخول البحرين بسبب تغطيتهم المستقلة لأحداث ثورتهاالتي اندلعت في 14 فبراير 2011.

الإعلام العربي والخليجي يشوّه اهداف الثّورة
يوضح احمد رضي أنّ الإعلام العربي والخليجي تحديداً ساهم في تشويه أهداف الثورة والتغطية على جرائم النظام البحريني وانتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تؤاطؤ الإدارة الأمريكية والنظام السعودي بدعم هذا النظام إعلامياً ومادياً وعسكرياً. وكشف الإعلامي البحريني أنّ وزارة الإعلام في المملكة حقّقت معه على خلفيّة تقرير سابق تطرّق فيه لمسألة الوجود الأمريكي في البحرين، لافتا الى أنّ مداخلته الصوتية مع إذاعة لندن (بي بي سي) حول مسألة الاتحاد بين البحرين والسعودية، سبّبت إنزعاجاً كبيراً للنظام تسبّب بإعتقاله كسجين رأي، اذ أنّ أمريكا والسعودية هما بمثابة خطوط حمراء لا يريد النظام البحريني لأحد التعرض لهما بالنقد أو عرض وجهة نظر أخرى مخالفة !!.
واقع السجون في البحرين : جرائم وانتهاكات خطيرة
عن واقع السّجون في البحرين وكيفيّة التعامل مع السّجين وأساليب التحقيق معه، شدّد رضي على انّ واقع هذه السجون مخالف لأنظمة قوانين حقوق الإنسان والتشريعات الدولية التي تصون كرامة الإنسان وحرياته الأساسية، فالسّجين يتعرّض لتعذيب بدني ونفسي شديد ، مشيرا الى انه شاهد بأمّ عينه مدى فظاعة الجرائم والانتهاكات الخطيرة ومدى سوء الأوضاع الإنسانية والصحية داخل السجون البحرينيّة.

اطفال معتقلون يتعرّضون للتعذيب والتحرّش الجنسي
يشير الإعلامي رضي الى انّ السجون في البحرين تضمّ أطفال أحداث يتجاوز عددهم 85 طفلاً، تعرضوا للاعتقال والسجن والتعذيب والتحرّش الجنسي على يد قوات الأمن كما تكشفه تقارير المنظمات الحقوقية، مضيفا أنّ هذه السجون تضمّ ايضا حالات بشرية بين الحياة والموت نتيجة إهمال علاجها الصحي وسوء الخدمات الطبية المقدمة. وكشف الإعلامي رضي انّ المعتقل السياسي في البحرين يتم خطفه من الشارع أو مداهمة منزله فجراً بصورة غير قانونية، ويتعرض للتحقيق والتعذيب بكل أشكاله، محمّلا الملك حمد ونظامه السياسي المسؤوليّة عن كل حالات القتل والتعذيب والاعتقال التعسفي، موضحا انّ المحقّقين ارغموه بعد يومين من التعذيب والتحقيق المهين على
توقيع الإعترافات إجبارياً وهو مغمّض العينين ومكبّل اليدين قائلا، "إنّ المحقّقين كانوا ينسب لي تهما جنائية تتعلق بالمشاركة في مسيرة ورمي المولوتوف وإشعال حريق وأنا بريء منها طبعاً وهدفها التغطية على نشاطي الإعلامي الداعم لثورة البحرين." كما لفت الى انه كان يسمع في قسم التحقيقات الجنائية صراخ أحد المعتقلين وهو يئنّ تحت التعذيب لإجباره على الإعتراف، من دون اغفاله الإشارة الى أنّ الظروف الأمنية للمعتقل السياسي في البحرين تتطلب من عائلته الحذر والانتباه لتجنّب أية ردة فعل انتقامية من العائلة.

لا تدخّل لايّ دور ايراني في ثورة البحرين
أثنى رضي على دور بعض الصحف والجمعيّات والمنظّمات الحقوقية التي تبنّت قضيّته كصحيفة الوسط وحركة أمل اللبنانية التي قامت بعمل صفحة تضامنية على موقعها الرسمي للمطالبة بإطلاق سراحي، مؤكّدا انّ كل ما حدث معه لم يضعف إرادته وعاطفته المؤيدة للثورة، بل على العكس زاد من عزيمته على مواصلة الكفاح السلمي لنيل حقوق الشعب البحريني والانتصار لتضحياته وشهدائه، كما حمّل المعارضة البحرينية جزءا كبيرا من مسؤولية الدفاع عن جميع المعتقلين بالسجون، مشدّدا على انّ المرحلة القادمة ستكون مصيرية.
ولفت رضي الى انّ قناة المنار اللبنانية هي من أوائل القنوات العربية الداعمة لثورة البحرين ونقل الحقائق المباشرة بلسان شعب البحرين دون أي تمييز طائفي أو سياسي، موضحا انّه لم يلحظ ايّ تدخل إيراني أو أي دور لحزب الله في البحرين كما يدعيّه الإعلام الرسمي، كما أكّد أنّ ثوّار المملكة قادرون على حفظ الثورة وضمان عدم سرقتها أو تشويه مطالبها العادلة، ولديهم النفس الطويل لمواصلة الحراك الميداني رغم حالة الطوارئ الغير معلنه وظروف القمع والقتل والاعتقال التعسفي.
» فادية الحسيني / محمد سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق