السبت، 26 يناير 2013

الفرق بين حوار السقيفة.. وحوار ارحلوووا - بقلم الحر الموسوي



لم يذهب الأستاذ القائد عبد الوهاب حسين بعيدا عندما حذَّر من الدخول في حوار مع آل خليفة واعتبره انتحارا سياسيا واحتراقا لكل من سيشارك فيه، الحوار ليس محرقة فحسب, بل هو جريمة كبرى لن يغفرها شعب البحرين لأحد، فكيف لمن تاجر بعرضه ودمه ومقدساته؟

إن جلوس بعض الجمعيات مع أي طرطور من آل خليفة أو مع أحد خدمهم, أو حتى مع الطاغوت حمد نفسه هزيمةٌ وجريمة، لأن الجلوس اعتراف بهذا الطاغوت وإعطاؤه الشرعية التي فقدها, وأكثر من ذلك هو قبول لكل الجرائم التي ارتكبها بحق هذا الشعب المظلوم وبحق الله.

إن المسافة اليوم كبيرة بيننا وبين آل خليفة، فهي مليئة بالدماء والأعراض والمساجد وآلاف الجرحى والمعتقلين والملاحقين، لن تختزلها طاولة (خوار) كما أطلق عليها الأستاذ المجاهد المحروس.

لن يجلس على هذه الطاولة إلا من هانت عليه نفسه وباع قيمه واسترخص الدماء والأعراض مقابل مجموعة من المكتسبات السياسية الحزبية، لن يجلس على هذه الطاولة الآثمة صاحب عزّة وشهامة ليساوم على عرضه وشرفه وحريته وكرامته.

كيف تجلس على طاولة من هتك عرضك وقتل أهلك وهدم مساجدك، مساجد الله، وأهان الناس ولاحقهم في أرزاقهم, ويسمّمهم بالغازات في كل ليلة؟!

كيف تجلس على طاولة وقيادات ورموز هذا الشعب في السجن يعانون ما يعانونه من سجان مجرم لايرحم؟!

كيف تجلس على طاولة يوضع عليها رأس فرحان مقابل حقيبة وزارية ويوضع رأس الحاج عبد الحسن مقابل كرسي زيادة في البرلمان, ويساومونك على أضلاع علي بداح مقابل كرسي بلدي، ثم تتسافل العروض فيصبح العرض مجانا، وهدم المساجد مجانا, وتباع عزة وكرامة شعب مجانا, وهكذا... جسد المتروك وبقية الشهداء؟

الدعوة هي لإكمال الحوار الفاشل السابق، وبالآلية نفسها يضع الجمعيات أمام اختبار الدخول والمشاركة بعبودية كاملة لآل خليفة, لأنه دخول مع سبق الإصرار على الفشل, وسبق الإصرار على وضع الحقوق على طاولة المساومات.

إن محاولة انتصارالجمعيات التي أعلنت مشاركتها في إكمال الخوار السابق في سقيفة آل خليفة, هو على غرار انتصار سقيفة بني ساعدة على حساب الحق والحقيقة والحقوق, فالمشاركة في سقيفة آل خليفة هو انتصار كبير لسقيفة بني ساعدة التي أسست لمثل هذه السقيفة الخليفية للانقلاب على الشرعية وعلى مطالب الشعب بالحرية وتقرير المصير, وحقه الأصيل في اختيار نظام الحكم.

سقيفة الحوار فشلت قبل أن تبدأ, وتصريح سميرة رجب بأن الحكومة ستشارك في مؤتمر الحوار السياسي كمنسِّق لبرامج وفعاليات الحوار, وستتولى تنفيذ التوصيات التي تم سيتم التوافق عليها، ولن تشارك في الحوار كطرف مقابل للمعارضة السياسية، وهذا التصريح وضع الجمعيات السياسية في موقف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه محرج جدا, وخصوصا أن الجمعيات رحَّبت بالحوار حتى قبل الموالاة, وقبل الجمعيات المحسوبة على النظام.

السؤال هنا: هل ستبادر الجمعيات بالرد على تصريح سميرة رجب بالرفض أو القبول بالحوار بالسرعة نفسها التي رحَّبت بها لدعوة الحوار؟!

هل ستنسحب الجمعيات من سقيفة آل خليفة وتتبخَّر أحلامها السياسية, أم ستواصل في علاقتها الرسمية مع السلطة التي تستحمرها متى ووقت ما تشاء, وتضحك عليها وقت تشاء؟!!

إذا لم تنسحب الجمعيات من هذه السقيفة ومن هذه المهزلة المذلَّة فحري بها أن تغيِّر يافطاتها التي تضعها على مقرّاتها الرسمية من جمعيات سياسية.. إلى جمعيات حمير سياسية تحت الطلب.

هناك نقطة مهمة قالتها سميرة رجب، وهي أن الحكومة ليست طرفا في الحوار, ونؤكد نحن أيضا على هذه النقطة، يجب أن لا تكون الحكومة وآل خليفة طرفا في أي حوار قادم لسقوط شرعيتهم, وهم اليوم يحكمون بالبندقية والرصاص.. والحوار لا يكون إلا مع أسيادهم وخارج البحرين لوضع آلية لرحيلهم أو محاكمتهم.

هذا هو الحوار الوحيد الذي يعرفه شعب الثورة الذي رفع شعار إسقاط النظام وشعار يسقط حمد وشعار (ارحلووووا), وهو يختلف كثيرا عن الحوار الذي تلهث خلفه جمعيات تحت الطلب، سواء كان بشروط أو بغير شروط, ومع آل خليفة أو مع طراطيرهم.. ما دام تحت سقفهم وسقيفتهم..

هذا هو الفرق الكبير بين حوار العبيد في السقيفة, وحوار ارحلوووا..

ودمتم بخير.


الحر الموسوي

@asmohd2

23-1-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق