الجمعة، 25 يناير 2013

بيان اللجنة الأهلية الدولية للتضامن مع شعب البحرين



مع إقتراب الذكرى السنوية الثانية للثورة البحرانية

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب البحرين المظلوم يستحق وقفة تضامن عربية وإسلامية ودولية

إن البحرين الجريحة المظلومة كانت ولا تزال القلب الذي ينبض حباً وتضامناً وتآزراً مع كل قضايا العرب والمسلمين، فقد عايش شعب البحرين قضاياهم، ووقف مع آلامهم، بل قدم شهداء في سبيل القضية الفلسطينية، فقبل 11عاماً إستشهد الشاب محمد جمعة أمام السفارة الأمريكية في المنامة، تضامناً مع أهلنا المظلومين في غزة عام 2002م . ومن قبل استشهد حازم الشتر ضمن صفوف عمليات المقاومة ضد الكيان الصهيوني مع حركة فتح في نهاية السبعينيات.

إن ما يحدث في البحرين من ثورة، هي ذات ما حدث في البلدان العربية التي تعرضت شعوبها لإضطهاد الحكام وسلبهم لحقوقها. إن أكثر شعب البحرين يعيش الفقر والضنك بشهادة الأمم المتحدة، رغم أن أرضه كانت أول أرض في المنطقة الخليجية تفجّر فيها النفط، وفيها من الخيرات الكثير، إلا أن حكامها المستبدين من آل خليفة حرموا هذا الشعب ثرواته كما حرموه من الحرية والكرامة التي يأبى إلا أن يعيش تحت ظلالها.

العلاقات الخليفية مع الكيان الصهيوني

إن حمد بن عيسى رأس النظام الخليفي الحاكم في البحرين، من أكثر الحكام العرب إلتصاقاً بالكيان الصهيوني، فقد أوفد وزير خارجيته لأكثر من مرة للإلتقاء مع كبار أعمدة اللوبي الصهيوني في واشنطن بل ومع مسئولين إسرائيلين صهاينة، وقام بتعيين سفيرة يهودية له في واشنطن من أجل توطيد العلاقات مع هذا اللوبي والحصول على رضا البيت الأبيض. ولقد أظهرت وثائق ويكليكس مدى عمق علاقة الطاغية حمد مع الكيان الصهيوني بل إفتخاره أمام مسئولين إمريكين بأنه يمتلك علاقات متقدمة مع جهاز المخابرات الإسرائيلي!.

جرائم النظام الخليفي

لقد وقف حكام الأسرة الخليفية مع كافة طغاة المنطقة، وكان رأس النظام حمد بن عيسى هو المسئول (العربي) الذي زار مبارك بعد عزله، وحاول مع قادة المجلس العسكري تجنيبه المحاكمة. وهو الذي حنّ الى أن يعيش حياة الملوك بدل أن يبقى في رتبة الأمراء، فزاد على أبائه إنتقاصاً ونهباً لثروات الشعب البحراني ووضعها حكراُ على نفسه وعلى أبنائه وعائلته، ثم قام بتضليل الرأي العام الدولي مدّعياً أنه يقود عملية إصلاح في البحرين، ولكنها خداع كامل، فالحرية أنتقصت في عهده، وهبط مستوى الحريات الصحفية الى الحضيض، وعاد التعذيب والقتل والقمع الشديد في عهده بأقسى من الحكام السابقين، أما إدعائه بوجود مجلس نيابي فهو أكبر كذبة حاكها النظام، فلا يوجد في البحرين من الديمقراطية إلا الأسم الذي يخفي ورائه الاستبداد الشامل، كما هو حال الديكتاتوريات العربية في مصر وتونس واليمن قبل سقوط طغاتها.

إن حكام آل خليفة حوّلوا البحرين الى أرض مستباحة للأمريكان، ففيها قاعدتهم البحرية العلنية، وفيها مركز قيادة أسطولهم في المنطقة، وفيها مطاران، أحدهما مدني وأخر عسكري، تنزل فيها الطائرات الأمريكية العسكرية صباحاً ومساءً.

وحين تفجرت ثورة الشعب البحراني بروحها الوطنية في مضمونها وأهدافها، حاول حكام آل خليفة أن يضللوا الرأي العام العربي بإتهامها بالصبغة المذهبية، وأدعوا بأنها مدعومة من إيران، وما الى ذلك من التهم الرخيصة التي يُحيكها كل نظام ديكتاتوري يريد التهرب من الأسباب الحقيقية لتفجر غضب الشعب ضده. إن شعب البحرين بإيجاز شديد، في الوقت الراهن في البحرين لازال يتعرض الى عمليات قتل وقمع واسعة، والى عقاب جماعي ممنهج، وفي ذات الوقت تسعى السلطة الى إستبدال الشعب الأصلي بشعب آخر تستورده من هنا وهناك ممن لا يملك شيئاً من قوت الحياة، مستغلاً وضعهم المادي المتدني ليشتري مقابل تجنيسهم ولائهم للنظام ولمواجهة الشعب الأصلي الذي يرفض استمرار هذا النظام الديكتاتوري، وهو ما يعرف بالتجنيس السياحيث وصل عدد المجنسين الى ما يقارب 180 ألف من مختلف البلدان، رغم إدعائهم بقلة الموارد البترولية، وضيق المساحة الجغرافية، وعدم وجود التخطيط الكافي لإستيعاب هذا العدد الكبير في العشر سنوات المقبلة والذي يخطط له أن يكون التجنيس أكثر من عدد السكان الأصليين.

لقد قتل النظام الخليفي منذ 14 فبراير 2011 أكثر من 122 شهيداً مُعلناً، عدا الشهداء المخفيين بسبب ترهيب السلطة لأهاليهم من إعلان شهادتهم. وهذا العدد يُعد كبيراً بالقياس لعدد سكان البحرين. ويعني بحسب النسبة أثنا عشر ألف ومائتنين شهيداً في مصر بالقياس لعدد سكانها. ومن ضمن شهداء الثورة الحالية 23 شاباً قتلوا تحت التعذيب الجسدي في السجون وخارجها، و 20 جنيناً سقط من أرحام الأمهات بسبب الغازات السامة، وتسعة عشر إمرأة قتلن أما بالرصاص الحي أو بسبب الغازات السامة التي يقوم النظام بنشرها بشكل يومي في معظم أحياء وقرى البحرين . في حين فقد ما يقارب الثمانين شخصاً أعينهم أما كاملاً أو عين واحدة.

هذا ويستخدام النظام أسلوبين في القمع، أحدهما رسمي عبر نظامه البوليسي، وآخر عبر مليشيا مدنية من البلطجية التي تنفذ أجندة النظام من قتل وترويع وسرقات بدعم ومؤازة رجال الأمن كما حدث في تعديهم على المواطنين في منطقة نويدرات، ونهبهم لأسواق جواد حيث شوهد ضباط ورجال الأمن يسرقون وينهبون جنباً الى جنب البلطجية الذين يعمل أكثرهم في مواقع النظام المختلفة.

فمنذ تفجر ثورة 14 فبراير الحالية، دخل السجن السياسي ما يزيد على أربعة آلاف معتقل، تعرضوا جميعاً للمعاملة المذلة المهينة والتعذيب الوحشي، هذا عدا تعرض منازل أكثرهم للتخريب المتعمد في الأثاث وسرقة أثمن المحتويات فيها.

وهناك آلاف من الموظفين تم طردهم كلياً أو معاقبتهم جزئياً بالحرمان من الرواتب لمدد متفاوتة. ولا يزال عدد كبير منهم محروم من العمل الى الآن

ويتعمد النظام أثناء عمليات القمع اليومية الى إحداث أكبر ضرر بسيارات المواطنين بقصد معاقبتهم وإفقارهم. وقد صادر مئات من سيارات المواطنين دون أن يرجعها الى الآن.

أما دور العبادة فقد هدم النظام الخليفي ما يزيد على الأربعين بين مسجد وحسينية ومقام ديني، وفي البدء أنكروا جريمتهم رغم ثبوت الأدلة الواسعة لقيام النظام بذلك، ثم أعترفوا بقيامهم بذلك بدواع سخيفة وأبدوا استعدادهم لإعادة بنائها حين أنتقدهم الرئيس الأمريكي أوباما.

إن شعب البحرين يشعر بالمظلومية الكبيرة، فقد تخاذل الكثير من العرب والمسلمين عن التضامن مع قضيته العادلة، ونظروا لها نظرة طائفية خاطئة بسبب التشويه الإعلامي للأنظمة الديكتاتورية تجاه ثورة البحرين، إلا أن الشعب وبسبب قوة شكيمته وبأسه وعزيمته وتوكله على الله العظيم لم يتأثر بذلك، بل إزداد قوة بإعتماده على الله الكبير وعلى جهوده الذاتية، وهو الشعب الذي بات مبدعأً وصامداً في حركته وفي نضاله وفي حركته الجماهيرية الواسعة.

إننا في اللجنة الأهلية الدولية للتضامن مع شعب البحرين ندعو الشعوب وأصحاب الضمائر الحية الى:

أولاً: مناشدة العالم بدوله ومؤسساته السياسية والحقوقية لإيقاف القتل والتعذيب بشكل نهائي في البحرين، وندعو الى أعلى درجات التضامن مع هذا الشعب المظلوم لنيل حقوقه العادلة.

ثانياً: إدانة النظام بإستمراره بإحتجاز المرضي وبالأخص الأستاذ الرمز حسن مشيمع المصاب بمرض خطير. ونطالب بإطلاق كافة المعتقلين والمعتقلات بسبب أحداث الثورة.

ثالثاً: تجريم كافة المسئولين في النظام الخليفي بسبب عمليات القتل والتعذيب والقمع بل تجريم كل من ساعد النظام ودعم جرائم قمعه على المستوى العالمي، وبالأخص قوات الإحتلال السعودي التي شاركت في جرائم كبرى في القمع والقتل وإهانة الكرامات في البحرين.

رابعاً: ضرورة إيقاف التجنيس السياسي الخطير الذي يمثل تخريباً متعمداً للبنية السكانية وعلى حاضر ومستقبل شعب البحرين.

خامساً: المساهمة في منح شعب البحرين حقه في تقرير مصيره، وإختيار نظامه السياسي وفق إنتخابات حرة تحت إشراف دولي.

وختاماً ومع إقتراب الذكرى السنوية الثانية في 14 فبراير 2013، فإننا ندعو شعوب العالم وبالأخص الأمة العربية والإسلامية الى التضامن مع شعب البحرين بالمسيرات والإعتصامات أمام سفارات البحرين أو الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية بإعتبارهم أهم حلفاء للنظام الخليفي وبإقامة الندوات والمهرجانات التضامنية مع هذا الشعب المظلوم. كما ندعو وسائل الإعلام الى إعتبار هذا اليوم يوماً عالمياً للتضامن مع شعب البحرين طالبين منهم تسليط الضوء على هذه الثورة وشعب البحرين المظلوم.

اللجنة الأهلية الدولية للتضامن مع شعب البحرين

25 يناير 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق