الجمعة، 22 فبراير 2013

من لديه كشهدائنا، من لديه ابن الجزيري؟! - بقلم هزيم رحمة




بماذا أبدأ؟! ماذا أقول عنهم؟!
أأتكلم عن جمال وجوههم البشوشة، أم عن شبههم بالقمر وهم على المغتسل؟!
أأتحدث عن أفضالهم، أم عن صولاتهم في ميادين الثورة وبطولاتهم؟!
أأكتب عن بسيط ما سَمِعتُه عن حياتهم، أم عن هول طريقة استشهادهم؟!

لا أعلم حقيقةً !

لا تستغربوا مما ذكرت، لأنني لا أتكلم عن بشر ككلِّ البشر، ولا أتكلم عن أمورٍ عامة، ولا أقصد أشخاصاً كسائر الأشخاص، إنني أتحدَّث عن شهداء، شهداء ثورة البحرين المباركة، إنهم شهداؤنا الذين ليس كمثلهم مثيل!

نعم، إنهم شهداؤنا، الذين قضى بعضهم في الخامسة عشر والعشرين من العمر، والبعض الآخر في العقد الثالث أو الرابع، حتى الشيوخ والرضع، حتى الأجنَّة والنساء.

لكنني أريد التخصيص الآن، أريد أن أخصّ بقية كلامي بقمر الأقمار، بالبطل المغوار، بالفتى المجاهد ذو العزيمة والإصرار، الذي بصدره العاري يواجه جيشاً جرار، إنه الشهيد حسين الجزيري ذو الستة عشر ربيعاً بن العزة والفِخار.

هذا الشاب اليافع الشجاع، الذي رأته عيناي قبلُ في ساحاتِ الثورةِ، سبعٌ يتصدَّرُ السِّباع، هذا الذي نخر جسده البريء المرتزقة الهمجُ الرُعاع.

هذا الشهيد شهد ببطولته الكثير، شُهد له دورٌ في الثورةِ أنّه كبير، كان مُلازماً في الساحات حتى في ساعات النفير ، لا يكِلُّ ولا يمِلُّ ولا تراه يوماً من الثورة حسير.

هذا الذي قيل فيه، قائماً لصلاة الليل، كان مهرولاً للشهادة كهرولة الخيل .!
هو الذي قبل ليلة من استشهاده ارتدى كفنه ، وهو الذي رأى في منامه مقتله.

كلما أرى صورته في المغتسل وأستذكرها وأرى تلك الابتسامة المرسومة على شفتيه الطاهرتين أرى النصر قريبا جداً، أراه يلوح في الأفق القريب.

الشهيد حسين الجزيري نموذج، نموذجٌ مثالي، للفتى الصالح ذو الأخلاق الرفيعة، المؤدي لعباداته في أكمل صورة، المضحِّي من أجل الحق، الثائر ضد الظلم والطغيان، الرافع لكلمة الله حقاً وحقيقة، والذي بذلك نال مرتبة يغبطه بها الصغير والكبير، ألا وهي الشهادة في سبيل الله.

الشهيد حسين الجزيري ارتفعت روحه الطاهرة إلى بارئها رافعةً معها هِمَمَ شعبِ ثورةٍ عالياً.
الشهيد حسين الجزيري تفجرت شرايينه مفجِّرةً معها غضباً شعبياً ثورياً عارماً.
الشهيد حسين الجزيري، مهما كتبت عنك فإني لا أوفِّي قطرة دم واحدة نزفت من صدرك الطاهر.

من هنا، نطلق هذا العهد والوعد الذي أطلقناه وعاهدنا به كل الشهداء، ابتداءً من الشهيد علي مشيمع وصولاً إلى حسين الجزيري، عهدٌ بالدم كتبناه، دمكم يا شهداءنا لم ولن ننساه، عهدٌ قطعناه للشهيد وأولياء دم الشهيد، أننا لن ننسى نحره والوريد، وأن لا نقبل أبدا بعيش العبيد، وأن لا نرضى ما دام فينا عرقٌ ينبض بحمد ولا يزيد.

عهدٌ إليك يا أخي، يا شهيدنا، يا حسين يا بن الجزيري، عهدٌ باقٍ في رقابنا إلى آخر رمق ونفس فينا، نحن باقون في الميادين ومرابطون حتى إسقاط نظام آل خليفة المجرم الذي قتلك بدم بارد، والقصاص قادمٌ قادمٌ إن شاء الله، ودماؤك التي سالت على أرض الديه لن تضيع أبدا.


لـ هزيم رحمة 
@HzeemRahma

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق