الأحد، 17 فبراير 2013

بأستارهم تعلّقت أرواحنا.. صبروا، وصبرنا - بقلم بحرينية الهوية





أنزل الله الرسالات السماوية الداعية لتوحيده، واختار أنبياءه ورسله وأمرهم بالصبر على البلاء وتحمُّل الأذى لتحقيق التغيير حتى قال لرسولنا الكريم:

قال تعالى: (واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل).

وقال: (دع أذاهم وتوكَّل على الله)

وقال: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).

وما من نبي أوذي كما أوذي رسولنا الكريم، حتى أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أوذي نبي كما أوذيت) واستمر إيذاؤه حتى آخر لحظات حياته.

واستمر هذا الظلم على المختارين لحمل أمانته من بعده وهم أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، فنالوا أشد أنواع التنكيل والإيذاء النفسي والجسدي لحملهم ولحفظهم هذه الأمانة، فخلَّفوا لنا أعظم أمثلة الصبر، حتى باتت ابتلاءاتهم كمجموعة شاملة لجميع أنواع الصبر على البلاء، وكأنما أرادوا أن يواسوا مواليهم ومن على خطهم بكل ما يمر بهم من مصائب فيهونون عليهم تلك المصائب، وكيفية التعامل مع البلاء طمعاً في رضا الله.

واليوم يرتكب النظام الخليفي أشكال من الجرائم في حق الشعب البحريني الصابر المتأسي في صبره بالأئمة الأبرار..

على مدى عامين..

نُعتنا من قبل النظام وأزلامه وبلطجيته بـ"الخونة"، وتعرّضنا لأشد أنواع الإهانات المؤذية نفسياً، وشتمونا كما شتم الرسول، وصبر الرسول وصبرنا..

قتلوا شبابنا وأطفالنا ونساءنا.. فكانت أرضنا كربلاءُ ثانية.. وصبر الحسين وزينب، وصبرنا..

سجنوا شبابنا وغيَّبوهم، أَوَلَمْ يُسجَن إمامنا الكاظم وطُمِرَ تحت الأرض فصبر، وصبرنا..

هُجِّرَ وشُرِّدَ الكثير من شعبنا وحُكِمَ عليهم أن يعيشوا الغربة.. أولم يغترب إمامنا الرضا ومات غريباً فصبر، وصبرنا..

أُودِعَت نساؤنا وأطفالنا في السجون الخليفية وأودعت سيدتنا زينب ويتامى الحسين في الخربة فصبروا، وصبرنا..

قُتِلَ شبابنا كما قُتل القاسم والأكبر، فكانوا القواسم وصبروا، وصبرنا.. قتلوا نساءنا كما قتلوا سيدتنا وسيدة العالمين مولاتنا الزهراء فصبرت، وصبرنا.. واغتصبوا حقّنا كما اغتصبوا حق التنصيب لإمامنا علي عليه السلام فصبر، وصبرنا...

عامان ونحن صابرون محتسبون كما أئمتنا عليهم أفضل الصلاة والسلام، عاملون كما عملوا ومستمرون كما استمروا، بالعمل والصبر والثبات.. بمحاربة الظلم والطاغوت مستمرون.. وليس لعامين فقط.. بل حتى يأذن الله.. فإما النصر أو الشهادة..


بحرينية الهوية

@umhussain1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق