الاثنين، 18 فبراير 2013

بحرين تايمز: حقيقة السرايا.. عمل مخابراتي أم ولادة جديدة للمقاومة؟!


مع الذكرى الثانية لثورة البحرين التي انطلقت في 14 فبراير 2011، أثارت سرايا المقاومة الشعبية جدلًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية، وعلى شبكات التواصل الإلكترونية حول حقيقة تبنّيها إلى مجموعة من العمليات التي استهدفت مرتزقة النظام البحريني والاقتصاد في مناطق وأوقات مختلفة، وقد ساهم إعلان وزارة الداخليةعن كشفها خلية من 8 أفراد تمّ تدريبها خارج البحرين للقيام بأعمال إرهابية على حسب تعبيرها, وعن إصابة ضابط واثنين من قوات الأمن التّابعة لها في كرزكان, ومقتل آخر في منطقة السهلة، كما أعلنت عن انفجار جسم في صراف آلي تابع لبنك تجاري في منطقة سند وعن عمليات أخرى على موقعها الرسمي في تويتر، والذي ساهم في زيادة الجدل في الأوساط الشعبية حول حقيقة الجهة التي تقوم بهذه العمليات.


ويعود تأسيس سرايا المقاومة الشعبية بحسب التاريخ الموجود على صفحتها الرسمية في (الفيسبوك) إلى تاريخ 19/4/2012، وقد أصدرتبيانا لها بتاريخ 13/2/2013، وذلك قبل يوم واحد من ذكرى الثورة الذي يصادف الرابع عشرمن فبراير, وقد جاء فيه أنه في "يوم غد الخميس تطوي ثورتنا عامها الثاني وهو لايزال يرزح تحت وطأة المحتل السعودي الغاصب للأرض وخيرات الوطن، ولأننا في سرايا المقاومةالشعبية قد أخذنا عهدا مع الله أن نشارك شعبنا في هذه الذكرى العزيزة على القلوب، فإننا نعلن عن تنفيذ عملية الشهيد القائد عبد الرضا بوحميد يوم الرابع عشر من فبراير، وستكون مرمى العملية هو مطار البحرين الدولي". وفي اليوم الرابع عشر من فبراير كانت الناس ترصد مناطيد صغيرة تحلِّق في سماء مطار البحرين الدولي, وقد وثّقت السرايا العملية بالصور التي نشرتها على صفحتها في الفيسبوك، وقد تسبّب ذلك في غلق بعض مدرّجات مطارالبحرين الدولي بحسب المعلومات التي تسربت من داخل المطار, وأكّد ذلك إلغاء شركة القطرية للطيران بعض رحلاتها لسوء الإقلاع والهبوط في المطار بسبب المناطيد ورفع أعمدة الدخان في قريتي الدير وسماهيج المحيطة بالمطار، والتي تشهد احتجاجات يومية مناهضة للنظام,كما تناقلت الخبر مجموعة من القنوات الإخبارية التي عرضت جدول الرحلات التي تم إلغائها.

وقد تبنّت السرايا عملية أكدتها لاحقًا وزارة الداخلية فى نبأ عاجل على صفحتها في موقع تويتر أسفرت عن موت رجل أمن تعرّض لعمل إرهابي باستخدام مقذوف ناري حارق بمنطقة السهلة, والذي جاء فيه: "نعلن عن أنه تمّت عمليةالشهيد البطل المقاوم حسين الجزيري باستهداف مرتزقة النظام الخليفي المجرم، وذلك بعملية خاصة في شارع السهلة، حيث تمّت إصابة عدد من المرتزقة القتلة" ..

وأكدت السرايا عن مسؤوليتها لمجموعة منالعمليات التي استهدفت المرتزقة في منطقتي كرزكان وبني جمرة، ومسؤوليتها عن الانفجارالذي وقع في أحد الفروع لبنك البحرين الوطني في منطقة سند، وذكرت في بيانها:"تعلن سرايا المقاومة الشعبية عن تنفيذ عملية الخميس الدامي، وذلك باستهداف فرعبنك البحرين الوطني في منطقة سند المطل على شارع الاستقلال، وذلك بعبوة ناسفة زُرِعَتفيه"، وقد أعلنت بعدها وزارة الداخلية على صفحتها في موقع تويتر انفجار جسم فيصراف آلي تابع لبنك تجاري تسبّب بأضرار مادية، وذلك في منطقة سند والأجهزة المختصةفي الموقع.

وهدّدت السرايا بأن هذه العمليات لن تتوقف،وهذه مجرد بداية, وجاء في التهديد الموجَّه إلى السلطات في البحرين أنه "ستتسع رقعة الاستهداف سريعا وستطال كافة المناطق والمواقع الحسّاسة للنظام، لا نزال في البداية وثأر الشهداء قائم".

وانقسمت مواقف الناس تجاه سرايا المقاومةوهذه العمليات وحقيقتها بين مؤيد ومعارض، فمن يؤيدها ينسبها إلى الخلايا الثورية, ومن يعارضها ينسبها إلى الدولة وأجهزتها المخابراتية التي اعتادت الناس على فبركاتها ومسرحياتها لخلط الأوراق، أو تهدف إلى تشويه الثورة وإعطاء النظام المبرِّر لاستخدام القوة المفرطةضد المحتجين, كاستخدام سلاح الشوزن الذي سقط بسببه العديد من شهداء ثورة البحرين كماهو موثَّق محليًا ودوليًا.

من جهة أخرى تُعتَبر هذه العمليات نقلةنوعية في مسيرة الثورة، فهي تُشكِّل توازنا للرعب والردع عن تجاوزات السلطة التي اعتدتعلى مقدسات الناس وأعراضهم, والاقتصاص من القتلة, وتدشين مرحلة جديدة في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة.

إن الأيام القادمة وحدها قادرة على أن تنهي الجدال وكشف حقيقة سرايا المقاومة الشعبية إن كانت هي إحدى الخلايا الثورية ودرعا مندروع الثورة, أو أداة إلهاء من صنع السلطة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق