السبت، 9 فبراير 2013

البذْل - بقلم ثائر للحق





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

صِفة البذْل كانت واضحةً ناصعة في دوار الشهداء، فلا أعتقد أن هناك شخصا يستطيع أن يعطيني عدد المضائف التي كانت تحيط بالميدان، ولا أعتقد أن أحد المضائف كان يبيع المأكولات، بل أعظم من ذلك، لم أسمع أي شخص يسأل: من أين يأتي كل ذلك الخير؟

رأينا كيف كان الشباب يبذلون أوقاتهم الثمينة من أجل إقامة الفعاليات المتنوِّعة، حيث كانوا يسهرون من أجل إعداد البرامج الهادِفة وترتيب المنصَّة وتنظيم الجمهور والمواصلات وغيرها.

رأينا التجَّار بمختلف تجاراتهم كيف كانوا يساهمون في العطاء بما لديهم، كذلك مختلف المواطنين الذين بذلوا من أموالهم الكثير من أجل مساعدة الشباب على مواصلة درب النضال السلمي.

الرسامون،المهندسون،الخطاطون،صانعي المونتاج، الشعراء ،الخطباء ،العلماء ،الحقوقيون ،السياسيون ،المدرِّسون، الأطباء، الرياضيين، المحامين، وغيرهم الكثير الكثير الذين بذلوا كل ما في وُسعِهِم للمشاركة في فعاليات الميدان بتلك الفترة.

ولكن كل ما ذكرتُه وما لم أذكره لا يُساوي إلا صِفراً على الشمال مقابل بذل النفس العزيزة والأرواح الغالية في سبيل تحرير الوطن من الاستبداد، ومن أجل نيْلِ الحرية والكرامة الإنسانية والحقوق المسلوبة، فهذا أعظم البذْل، ولم يبخل شبابنا بتقديمه، وبفضلِ تلك الدماء الزاكية استمرت هذه الثورة حتى يومنا هذا وكأنها للتو بدأت، حيث ما زال الشعب ينزل للميادين والساحات، ويُعلِي قبضاته عالية ويصرُخ بأعلى صوته بِـ الله أكبر على كل ظالمٍ تجبَّر، وما دام البذل موجوداً في شتى المجالات فالثورة ستسيرُ بخطىً ثابته نحو النصر الأكيد.

فيا إخواني وأخواتي لا تبخلوا على ثوارنا، مفصولينا، جرحانا، وجميع المظلومين من أية مساعدة.


ثائر للحق
@ThaerLelhaq
2013/2/4م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق