السبت، 13 أبريل 2013

تحليل : هل سيُصعِّد حزب الله.. ضد تخبّطات آل خليفة؟؟!! - بقلم الحر الموسوي



نفى وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة وجود توجه ثنائي بحريني ـ سعودي لإقامة اتحاد بينهما في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الكويتي، الشيخ صباح الخالد, وجاء هذا النفي على خلفية زيارة رئيس الوزراء يوم السبت الماضي إلى السعودية التقى فيها مع ولي العهد سلمان بن عبد العزيز، حيث ناقشا موضوع الاتحاد من جديد بعد أن تم رفضه من قبل دول الخليج في القمة الاستثنائية.

وذكرت وكالة أنباء البحرين "بنا" أن الرجلين جدّدا التأييد لمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في الانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد الخليجي وتفعيله, لما له من انعكاسات إيجابية على أمن واستقرار المنطقة.

أثارت هذه الزيارة الكثير من الاستفهامات لدى المتابعين للشأن البحريني، واعتبرها البعض إحياء مشروع ضم البحرين إلى السعودية، الأمر الذي دفع وزير الخارجية لنفي وجود مشروع ثنائي, وإنما لجان دول مجلس التعاون مجتمعة تتدارسه.

إن مشروع ضم البحرين إلى السعودية موضوعٌ حساس وخصوصا بالنسبة إلى جمهورية إيران الإسلامية التي كانت تقف خلف فشل القمة الاستثنائية التي كانت تهدف لإعلان الوحدة الخليجية, حيث أكّد وزير الخارجية في 2-8-2012 أن إعلان الاتحاد سوف يتم من خلال قمة استثنائية ستُعقَد في الرياض.

وبحسب مصادر مطّلعة أن إيران أوصلت إلى الأميركيين رسالة مفادها أن السيد الخامنائي أصدر تعليماته إلى كبار القيادات أنه إذا تم إعلان الوحدة استعيدوا البحرين, وعلى ضوئها ألغى الأمريكيون هذا القرار, وانتهت القمة من دون إعلان الاتحاد المزمع إعلانه في هذه القمة التي تم عقدها لهذا السبب فقط.

تأتي زيارة خليفة بن سلمان رئيس وزراء البحرين منذ 40 عاما إلى السعودية ليس لإنعاش مشروع الاتحاد الذي مات في القمة المخصّصة لولادته, فليس ممكنا اليوم وبالخصوص أن صقور العائلة السعودية غيّبهم الموت والمرض, والشيخوخة وشبح الموت يُخيِّم على النظام, لذلك جاءت الزيارة شكلية مع ولي العهد سلمان الذي يعاني هو الآخر من أعراض الشيخوخة والخرف.

إن اقصى ما يمكن أن نحمله من هذه الزيارة هو طلب المعونة المادية والعسكرية, وعلى الأرجح هو لطلب دعم سياسي يرتبط بمصير خليفة, أو مصير آل خليفة واستمرارهم في الحكم.

ولربما كانت هذه الزيارة رسالة للضغط على شعب البحرين ذو الغالبية الشيعية للقبول بأي تسوية تُقدِّمها السلطة كخيار أفضل من خضوع البحرين لنظام آل سعود الوهابي الذي يُكفِّر الشيعة, وبذلك تكون الزيارة تخويفا للداخل البحريني، ونفي وزير الخارجية تطمين لدول الجوار وبالخصوص إيران التي انتفضت عن بكرة أبيها مرتين في عمر الثورة البحرينية عندما دخل الجيش السعودي البحرين في المرة الأولى, وعندما تم إعلان الرغبة في الاتحاد في المرة الثانية.

مهما يكن القصد من هذه الزيارة فهي تعكس حالة التخبّط التي يعيشها رئيس الوزراء, فبالإضافة إلى أن مشروع الوحدة هو إقرار مجلس الوزراء الذي يرأسه خليفة بوضع حزب الله اللبناني على قائمة المنظمات الإرهابية، وهي سابقة من نوعها، حيث لا تمتلك حكومة البحرين لائحة للمنظمات الإرهابية.

إن وضع البحرين لحزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية وبشكل منفرد لا يعكس حالة التخبط التي يعيشها آل خليفة فحسب, وإنما يكشف أيضا عن هشاشة الاتحاد بين دول الخليج وتصدّع العلاقات فيما بينها.

يبدو أن النظام بدأ يُضيِّق الخناق على نفسه ويزيد في عزلته ويؤكد بهذه الخطوة اصطفافه مع المشروع الصهيوني ضد حزب الله وإيران، والذي لم يشفع لهما موقفهما من دعم الحوار ودعم مطالب الجمعيات السياسية التي لا تعكس مطالب الثورة والثوار بإسقاط النظام الخليفي.

ولكن إلى متى سيستمر ضبط النفس أمام استفزازات آل خليفة وتخبطاتها؟؟!!
وهل سيكون هناك ردة فعل وتصعيد من قبل حزب الله وإيران ضد آل خليفة؟

ودمتم بخير


الحر الموسوي

@asmohd2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق