السبت، 13 أبريل 2013

وجدانيات 14 (حسن الظن بالله) - بقلم رؤى النصر


كثيراً ما يخوننا الدهر وتلك الأيام التي عشناها في سعادة تامة.. كنا نعيش في أعلى قصور السعادة.. بين يوم وليلة تصبح حياتنا كابوسا مرًّا يقطع أوصالنا بين جدران الحزن والألم والوحدة.. وتتحول حياتنا إلى مطبّات تدريجية من أعلى القصر إلى أسفله، فنصاب باليأس ونتمنى الموت في كل لحظة.

هل فعلاً نتمنى الموت؟

كيف نتمناه ونحن "نحسن الظن بالله".. كيف نصاب باليأس ونحن نظن بأنه لا مخرج من أمرنا إلا الموت والله سبحانه وتعالى يخاطبنا بقوله: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" [الزمر: 53].

فلنقف لحظة تأمل.. هل الحال يبقى كما هو عليه؟ هل الأرض تدور على خط مستقيم واحد؟
هل يوجد فقط نهار ينير دروبنا وحياتنا أو أنه ليل مظلم حالك لا نبصر فيه؟

الله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شيء.. جعل الأرض تدور على شكل دائري.. وجعل الليل والنهار يتعاقبان.. فإذا طال ليلك وساد الظلام حياتك سيعقب هذا الليل نهارٌ مشرقٌ ينير لك دروب الحياة لتبصر شعاع النور الذي سيملأ حياتك من جديد.

فلنتفاءل ولنتذكر قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].

نعم فلنتفاءل ونفرح برحمة الله التي وسعت كل شيء.. وهذا النوع من التفاؤل الذي يمنحنا السعادة
وطول العمر.


رؤى النصر

@Roa2Alnasr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق