السبت، 6 أبريل 2013

لعبة الولد المدلَّل - بقلم رؤى النصر


يحكى أنه كان فيما مضى من قديم الزمان وسالف العصر والأوان.. كان هناك ملك ظالم مستبد من ملوك ساسان، صاحب جند وأعوان وخدم وحشم وعبيد وطبالة، همه الوحيد كيف يستمتع هو وعائلته من خير البلد، يسرق الأراضي والبحار والأشجار وحتى الهواء الذي يتنفسه الشعب.

قسم مملكته بين ثلاث طبقات، الأولى عائلته والتي تملك كل ما في البلد، والثانية طبالة تصفق وترقص له ولعائلته وإن لم تكن لا هذا ولا ذاك ستكون من الطبقة الثالثة والتي هي أساس البلد والسكان الأصليين لذلك هُمشوا وجوعوا وروعوا.

كان له ولدان، الولد الكبير هو الولد المدلل الذي تربى على يد ملوك الرومان فصار ابناً لهم، والصغير اعتبره العربان الولد المعجزة.

قرر ملك البلاد أن يأخذ ابنه المدلل في رحلة إلى الخارج ليتعرف على حضارات الرومان وغيرها من الدول الكبرى، وليتعلم ثم يعود للبلاد ليطورها وتكون ساسان من أكبر الدول في العالم.

وبينما كان الطفل المدلل يتنزه في إحدى دول الرومان، شاهد صبية يتسابقون بسيارات جميلة، ولأنه كان مدللاً وقف متصلباً ينظر لهم بإعجاب، انتهت اللعبة، وذهب إلى أبيه راكضاً مرتمياً في أحضانه باكياً يريد اقتناء اللعبة مع الصبية ويذهب بهم إلى بلده ليريها عائلته وأصدقائه المدللين ويتفاخر بهم بين العربان.

ولأن الملك لا يستطيع رفض أي طلبٍ لابنه المدلل، وعده باقتناء اللعبة مع الصبية، ليتسلى هو وعائلته وأصحابه، ويغيظ ملوك العرب لأنه أول من أتى بهكذا لعبة. هدأ الولد المدلل واقنع بوجوب الرجوع إلى ساسان من أجل تجهيز المكان والتحضير للعبة وعودة الأهل والأصدقاء.

رجع الملك وابنه المدلل إلى البلاد واجتمع مع وزيره وجاء بكل الوجهاء مع رئيس بيت المال وأخبره عن فكرة ابنه المدلل وكيف أنها ستجلب الأموال إلى البلاد، ولأن الوزير عبد ورئيس بيت المال طبال صفقا إلى ملك البلاد وابنه المدلل، نهبوا وسرقوا أموال بيت المال وشيدوا المكان وجهزوا العدة لاستقبال اللعبة والصبية، وجمع الولد المدلل أصحابه وجلس في المنصة هو وأبناء الملوك والوزراء ليشاهدوا ويتفرجوا على اللعبة.

ضحكوا على الشعب وقالوا استثمار، جوعوا الشعب وقالوا هذه اللعبة ستدر الأموال وماهي إلا لعبة يتسلى بها الملوك والوزراء والأرستقراطيون.

وليجوع الشعب.. في سبيل تسلية الملوك!


رؤى النصر

@Ro2aAlnasr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق