السبت، 2 مارس 2013

نحن نعيش حالة انفلات أمني، ولكن من طرف واحد - بقلم ثائر للحق





بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

من يُراقب الوضع والتحرُّك الثوري في البحرين بعينٍ واسعة سيبصُم بالعشر الأصابع بأن البلد فعلاً تعيش حالة انفلاتٍ أمنيٍّ خطر، ولكن من طرف النظام فقط.

النظام بدكتاتوريته وعنجهيته يريد إخماد لهيب الثورة بممارساته اللا أمنية ضد المحتجين والثوار وجميع المطالبين بكراماتهم وحقوقهم المسلوبة، فلذلك لا يرى غير الحل القمعي يُجدي مع هذا الشعب العصيّ على التراجع والخمول، سواءً بقصد أم بغير قصد، فإن البلاد تعيش هذه الحالة التي انتهجها النظام، وأصبح معاونوه وبلطجيته ومليشياته يسيرون على خُطاهم ونهجهم الأعوَج.

ماذا يعني أن لا يخرج المرء بعد الساعة العاشرة ليلاً إلا للضرورة؟
ماذا يعني أن لا يأمن التجار على تجاراتهم؟
ماذا يعني ألا يعلم العمال والموظفين هل سيصِلون لعملهم ويخرجون لبيوتهم سالمين من الاعتقال أو التعذيب والمطاردة أم لا؟
ماذا يعني أن تُغزى برادات جواد وغيرها من قِبل مليشيات مسلَّحة وبلطجية يعيثون في البلد فساداً من دون عقابهم؟
ماذا يعني أن يُعتقل أي شخص وتحت أي ظرف ويُوجَّه له أي اتهام بعد تعذيبه تعذيباً لا يتحمله الصخر الأصم؟
ماذا يعني أن تُستباح مناطقنا وتُداهَم منازلنا وتُسرَق ممتلكاتنا ومحتوياتنا تحت أنظار (من يدَّعون أنهم رجالُ أمن)، بل هم من يقومون بهذا الفعل؟

ما معنى أن ينتشر السلاح الناري ويستخدمه مواطنون عاديون لا يعودون للسلك العسكري وليس غرضهم منه هو الدفاع عن النفس، وإنما لترويع المواطنين والقضاء على احتجاجاتهم وإظهار الحقد؟
ما معنى أن يأتي مواطن مسرعاً بسيارته ويدهس مواطناً آخر فلا يُحاسَب ولا يُعاقَب على فعلته اللا إنسانية؟
ما معنى أن يُمنع بعض المواطنين من السفر؟
ما معنى أن يُعتقل الحقوقيون والأطباء والسياسيون والعلماء والمعلمون وغيرهم؟
أليس كل ذلك يُعدُّ إرهاباً رسمياً؟
أليس السكوت عن ذلك هو فقدان للهيبة وبذلك تتوسَّع دائرة الانفلات، فيتحوَّل لفقدانٍ للسيطرة على البلد وأمنه وأمان مواطنيه؟

ومن هذا نستنتج بأن النظام -سواءً بقصد أو بغير قصد- ما عاد يُسيطِر على الوضع في البلاد، فمقابل إرهاب ومسرحيات وفبركات الداخلية نرى أن الثورة تسير بخطىً واثقة وبصمودٍ أسطوري، لم ينجرَّ الشارع للصدامات الطائفية ولم يُمرَّر عليه المخطط الطائفي البغيض، رغم أن هناك الكثير ممن تسبّبوا في جَرح فئةٍ كبيرة من الشعب، وهم معروفون بالاسم والمكان، ولكنّ حِرص الشعب على التماسك وعدم مساعدة النظام على تحقيق أهدافه الإجرامية والإرهابية جعلهم لا يردُّون على بعض التجاوزات، والتي كانت آخرها المعلومات التي انتشرت عن البلطجي الذي قام بدهس شاب دار كليب، حيث أنه من السهل الوصول لبيته وحرقه بما فيه.

لذلك نحن ننصح الداخلية بعدم الاستمرار في هذا الطريق الذي سيكون في نهايته مسدودا ومُظلِما.


ثائر للحق

@ThaerLelhaq

2013/2/27

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق