السبت، 2 مارس 2013

مغطس اللؤلؤ وقرصنة الرصاص - بقلم بحرينية الهوية





فصلٌ من معركة بدأ منذ قديم الزمان, والفصل جزء من قصة لصراع أبدي بين الحق والباطل...

معركة بين شعب أوال والنظام بدأت منذ أكثر من 200 عام، استمر فيها النظام بظلمه لشعب لا يعرف الاستسلام بسرقة حقوقه واضطهاده وجعله يعيش الفقر والحاجة.

خاض شعب أوال الكثير من الجولات في حربه مع النظام الخليفي لاسترداد حقوقه المغتصبة، ولكنه للأسف لم ينتصر ولا في جولة من الجولات، وما زالت الحرب مستمرة...

النظام الخليفي نظامٌ أساسه وأصله خبيث، لا يولد إلا القذارات, ومن إحدى قذاراته الغدر, فكان كلما اشتدت وطأة النزال وأحس باقتراب نهايته وانتصار الشعب تلوَّن بلون الحمل الوديع المطيع، وقدَّم للشعب ما يريد، وما أن يتراجع الشعب ويهدأ حتى ينقلب الحمل الوديع لذئب ماكر خبيث.

انتفاضة 1919, 1923, 1932م, 1938م، 1954م, 1970م, 1980م, 1990م, والجولة التي نعيشها ثورة (( 14 فبراير 2011م))..

كلها جولات في الحرب مع النظام الخليفي ولم نحقق فيها أدنى انتصار!!

لماذا لم نحقق انتصاراً!!؟

سؤال يستحق منا وقفة.. لنسترجع تاريخ الجولات ونحلِّلها لنعرف الأسباب التي تحول بيننا وبين هذا النصر.. فكيف لنا أن نخوض جولة بعد أخرى دون أن نراجع أسباب فشلنا فيما سبقها من جولات!!؟

ولأننا كذلك.. لا نكترث بالتاريخ ولا نعتبر من الأخطاء.. سيستمر فشلنا حتى نتعلم..

راجعت تاريخ معظم الحركات الاحتجاجية المؤرَّخة التي خاضها شعبنا الصابر.. والصورة واحدة لم تتغير..

النظام يستخدم الاستراتيجيات نفسها والشعب يقع في الأخطاء نفسها!!!

فلنراجع تاريخ أول حركة احتجاجية وهي ثورة الغواصين او انتفاضة الخير...

في تلك السنوات كانت مهنة الغوص هي المهنة الأساسية، فكان النواخذة يقدمون دفوعات سلفاً للغواصين فأصبحوا يتعمَّدون تقديم السلفة العالية لكي يضمنوا بقاء الغواصين والسيوب معهم, ولأن السلفة بمثابة الرهن مع احتساب فائدة كبيرة قد يبقى الغواص مداناً للنوخذة طيلة حياته ويصبح كالعبد له...

تكرّرت المشاكل والشكاوى من الغواصين للحكومة علّها تجد لهم حلا ينقذهم من هذا الاستبداد والاستغلال البشع, فقامت الأخيرة بإدخال إصلاحات في عام 1923م بتخفيض المبالغ المسموح للنواخذة تقديمها للغواص كسلفه مدفوعة مقدماً, تخفيض الدفوعات مع عدم تقديم البديل لسد النقص الذي سيتولّد من التخفيض, فكيف يسد الغواصين حاجتهم ومستلزمات معيشتهم!!؟

إن عدم اكتراث النظام بهذه المشكلة أدى إلى تفاقمها وغضب الغواصون الذين يعانون الويل ولا يستطيعون توفير أبسط احتياجاتهم..

في عام 1926م توجَّه 200 غواص إلى سوق المنامة، ورفعوا الشعارات المطالبة بإصلاح أوضاعهم، فردَّت عليهم السلطة باستراتيجية العنف، فواجهتهم بالسلاح كما هي عادتها..

ولعدم اكتراث النظام لحال الغواصين استمرت أوضاعهم المادية والمعيشية في تدهور حتى أصبح الوضع لا يطاق، فثاروا بعد ست سنوات بانتفاضة 1932م رافعين نفس المطالب، فاعتقل عدد منهم، فخرج الباقي مسلّحين بالعصي فقط وتوجّهوا إلى المنامة انطلاقاً منها إلى جميع المراكز وأفرجوا عن المعتقلين، فأطلقت الشرطة النار فوق رؤوسهم، فقتل اثنان وجرح خمسة, فعُرِضَت القضية على البرلمان البريطاني ديفيد غريفيل، فبعث خطاب مساءلة من وزير الخارجية لحكومة الهند عما جرى للغواصين في البحرين، فأجابه الأخير:

(حدث اضطراب كبير في البحرين يوم 26 مايو، أسبابه كانت اقتصادية في جانب منها قام خلاله جمع باقتحام مركز الشرطة والإفراج عن غواص كان معتقلا، وتمّت السيطرة على الوضع بشكل سريع، ولم يحدث إطلاق نار من جانب الشرطة الهندية، ولكن يبدو أن غواصَيْن قد قتلا وجرح أربعة أو خمسة آخرون بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل النواطير العرب المحليين، ولم يتوقف الغوص، ولا أرى من المناسب تكوين لجنة تحقيق في القضية التي يبدو أنها عولجت بشكل مُرْضٍ من قبل السلطات المحلية)..

وانتهت انتفاضة الغواصين بعنف داخلي من النظام وتآمر خارجي وافتقار للتنظيم ومعرفة العدو وكيفية مواجهته من الشعب, ويستمر الظلم والاستبداد ويبقى الحال من سيء إلى أسوأ لينذر عن انتفاضة أخرى...


بحرينية الهوية

@umhussain1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق