الخميس، 3 يناير 2013

أي زيـــــــــــنـــــــــــب - بقلم فريدوم روز


يقـفُ الفكـرُ حائـراً أمــامَ صـبـرِ زيـنـبْ
فليسَ منْ مماثلٍ لها في الصبرِ بعدَ أيـوبَ يُضـربْ
فمَـنْ مثلهـا وقـفـتْ عـلـى جـسـدٍ مُسـلّـبْ
مبضَّعٌ مجزَّرٌ جزرَ الأضاحـي بالدمـاءِ مُخضّـبْ
محـزوزٌ مـنـه الوتـيـنُ بالـرمـالِ مـتـرّبْ
مرضَّضُ الأضلاعِ جرتْ عليـه العاديـاتُ كملعـبْ
وتُرفَـعُ بـه نحـو السمـاءِ قربـانـا تتـقـرّبْ
وحرقٌ لخيامِ الهاشميـاتِ وخـدور لهّـنَ تُسلّـبْ
ومن الهولِ والحرقِ حارتْ نساءٌ وأطفالٌ أينَ تذهبْ
وزينبُ تكابـدُ تلـكَ المأسـي بقلـبٍ قـدْ تصلّـبْ
لتجمعهـم وبسربـالِ أولـي الـعـزمِ تتجلـبـبْ
وبعدَ الحرقِ والنهبِ سـارَ نحـو الشـامِ مركـبْ
يحملُ أطفالاً ونساءاً يحذو بهم مَـنْ ليـسَ يَرهـبْ
وبالسبي سهامُ الشماتـةِ والسـبِّ لـلآلِ تُصـوّبْ
فـخــالَ الـطـغـاةُ أنَّ سـبــي زيــنــبْ
بثـوبِ الـرزايـا أذيالـهـا الــذلُ تسـحـبْ
ففاجَأَتهم مـمـا الفـكـرُ مـنــه تـعـجَّـبْ
حينَ خَطَبـتْ كـأنَّ عليـاً فـي شخصهـا تنقّـبْ
فلولاهـا لكـانـتْ شـمـسٌ للحقيـقـةِ تُحـجـبْ
وصـفـحـةٌ مـــن الـتـاريـخِ تُـقـلَــبْ
فبـهـا كـانـتْ سـطـورُ الـطـفِ تُـكـتـبْ
والـفـصــولُ تُـجــمــعُ وتُــرتَّـــبْ
فــأيُ كُنـيـةٍ يمـكـنُ أنْ تُعـطـى وتُلـقَّـبْ
فزاؤها زلـزالٌ منـه عـرشُ كـلِ طـاغٍ يَتقلّـبْ
وياؤهـا ينبـوعُ اليقـيـنِ الــذي لا يَتنـضّـبْ
ونونها نـارٌ تحـرقُ كـلَ ظالـمٍ ولـه تَتعقّـبْ
وباؤها بركانٌ ثائرٌ لكلِ حـقٍ وحريـةٍ ومطلـبْ
فليـسـتِ المـدامـعُ مــا ســوفَ تُـسـكـبْ
وليـسـتِ المـآتـمُ مــا ســوف تُـنـصَـبْ
بـلْ هـو الفِكـرُ والمبـدأُ مـنْ حـروفِ زينـبْ
فـسـلامُ اللهِ عـلـى أمِ المـصـائـبِ زيـنــبْ


فريدوم روز
@freedom79rose

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق