السبت، 9 مارس 2013

حرّر عقلك... فانديتا ليست رمزا - بقلم رؤى النصر




القرآن الكريم هو العقل المدبِّر للبشرية أجمع... أنزله الله سبحانه وتعالى هداية للبشرية على لسان رسول الله (ص) ليكون هو الناطق لدستور البشرية الذي يجب أن يتبعه البشر في كل زمان ومكان، فهو (ص) والعترة الطاهرة العقل الناطق لدستور البشرية (القرآن الكريم).

بسم الله الرحمن الرحيم
(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)

التقدم والتطور واتباع ثقافات أخرى لا يعني إلغاء العقول، بل هي تحفيز لاستخدامها، ولكن في الطريق الصحيح الذي يتفق ولا يعارض ثقافتنا الإسلامية. ما يحدث وما يقوم به البعض هو عكس هذا تماماً. مؤخراً دخلت علينا بعض الثقافات الغربية لتغزوا مجتمعنا وهي بعيدة عن الإسلام تماماً، وأكثر ما يقال عنها أنها ثقافات تافهة، كيوم الفالنتاين وآيستار والكريسمس وغيرها الذي تعمَّد الغرب لنشرها وسط مجتمعاتنا لإلهائهم وإبعادهم عن الدين الإسلامي وتقريبهم من الأديان الأخرى. كما نشرت هذه الثقافات وسوَّقت لشخصيات من مجتمعها لتكون بمثابة قدوة يُقتَدى بها الشباب كنوع من الغزو لطمس الشخصيات الإسلامية العظيمة واستبدالها بهذه الشخصيات. على المجتمع أن يعي تماماً إلى مخطّطات الغرب وهو طمس الهوية العربية والإسلامية.

موضوعي ليس عن محاولة الغرب طمس الهوية الإسلامية بفرض ثقافاتهم المسيحية أو الشيوعية، فهذا موضوع كبير جداً ويتشعّب إلى عدة شعب، وإنما الموضوع الذي أريد إلقاء الضوء عليه هو تشغيل العقول والفكر وعدم الوقوع في مصيدة الغرب الذين يحاولون بث سمومهم في الأمة الإسلامية بنشر ثقافاتهم، والتي استخدموا فيها كل الطرق والأساليب حتى دخلت بيوتنا وسيطرت على عقول شبابنا.

ما حدث مؤخراً عندما أعلن النظام منع بيع واستيراد أقنعة فانديتا، وتهافت الثوار وعامة الشعب بالحصول عليه حتى ارتفع سعره أربعة أضعاف، من ٣ دينار إلى ١٢ دينار، وبدل أن كان هناك فانديتا واحد أصبح أغلب الثوار يضعون صورته ويتباهون بحصولهم على القناع. في بداية الأمر ظننت أنها مؤامرة من الحكومة مع الشركة المصنعة أو الموردة من أجل الربحية، ولكن عندما وقع في يدي بعض صور المسيرات لأشخاص كانت تضع القناع تأكدت من غباء هذا النظام.

أثار هذا الأمر فضولي لمعرفة من هو فانديتا الذي بين يوم وليلة استطاع منافسة جيفارا ليصبح هو رمزا أيضاً.

بعد الرجوع إلى "الموسوعة الحرة ويكيبديا" أضع بين أيديكم ماذا يعني قناع فانديتا:

١- "فانديتا" هي كلمة لاتينية الأصل ومعناها الانتقام، ويستخدمها المتظاهرون الشيوعيون والاشتراكيون الثوريون.

٢- في عام ١٦٠٤ رفض جيمس الأول ملك بريطانيا دفع أي مساعدات إلى الكاثوليك، فقام مجموعة من الثوار الكاثولكيين يرأسهم جاي فوكس الذي قام بتدبير مؤامرة لنسف ملك بريطانيا والبرلمان البريطاني وتنصيب الملكة إليزابيث، وكانت تتضمن حفر سرداب تحت مبنى البرلمان وتفجيره. صنع جاي فوكس أقنعة للمتآمرين وأطلق عليها اسم فانديتا (الانتقام)، وكانوا يلبسون هذه الأقنعة عند اجتماعاتهم والتحضير لعملية النسف، ولكن سرعان ما اكتشف الملك المؤامرة وقبض عليهم جميعاً بما فيهم جاي فوكس الذي تم تعذيبه ومن ثم إعدامه قبل تفجير البرلمان البريطاني.

هذه قصة القناع الذي أصبح هوسا يسيطر على صفوف الثوار ويتهافتون للحصول عليه، ويدفعون ثلاثة أضعاف مبلغه الأصلى من أجل اقتنائه، هل شخصية جاي فوكس أو معنى القناع يستدعى أن يجعل منه الثوار رمزاً؟ أليست هذه ظاهرة مريرة ومؤلمة لشعب يعيش ظلم وجور النظام ومعظم ثواره بين شهيد ومعتقل ومهجَّر؟! نحن في حالة ثورة، فبدل أن نسخِّر كل جهودنا المادية والمعنوية والميدانية من أجل إنجاح هذه الثورة نتعلَّق بأمور تافهة ونجعل منها هوسا وزخما إعلامي لمجرد أن النظام منعها. أليس هذا مخططا من النظام لإشغال الشعب بأمور تافهة كهذه؟ كان الأجدر دفع هذه المبالغ للثورة من أجل تطوير وسائل الدفاع المقدّس أو مساعدة أسر المفصولين أو أسر الشهداء بدل هدرها في قناع ليس له أي معنى.

كيف لثورتنا أن تُكلَّل بالنجاح والشعب بين تبعية عمياء لثقافات أو شخصيات، كيف نريد الانتصار ومعظمنا ما زال أسير هذه الثقافات والشخصيات، نطالب بالحرية ونحن لا زلنا مقيَّدين تحت التبعية، الدين الإسلامي هو دين تحرير العقول لنعمل وفقاً للشرع، فنحن كمسلمين نملك كنزا عظيما إن تمسَّكنا به لن نظل أبداً كما قال رسول الله (ص) في حديث الثقلين: (إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا).

لنحرِّر عقولنا وأفكارنا ونتخلَّص من التبعية العمياء للثقافات الدخيلة التي تلغي عقولنا وتجمِّدها، وبعد ذلك حتماً ستنتج الثورة وننتصر.


رؤى النصر

@Ro2aAlnasr

هناك تعليق واحد: