وها
أنا أعود لأقتبس العبق من حياتك شهيدنا جميل, فإباؤك وصمودك لا حدود له، وكأنك أردت
أن تكون محطةً نرتاح فيها كلما قسى علينا الزمان وتقاذفتنا الأهوال، فنستمد من صبرك
صبراً ومن ثباتك عزيمة نهزّ بها الجبال...
شهيدنا
جميل العلي، جئتك واصفةً حالاً لو وصفته لغيرك لقال محال، ولكنك شهيدَنا عالمٌ بحقيقته،
فقد عشته قبل سنين طوال...
فها
نحن نعيش قصتك بعد ثلاثين عاما... لشاب نثرتَ عليه من عبق حياتك فكنت له المثال...
فأبى السكوت على الظلم، فالحال هو الحال، والظلم في استمرار، فخرج ينادي... لم يعد
للذل مكان... وكما قتلوك قتلوه... وكما احتجزوك جثة ها هم يحتجزوه...
إنه
شهيدنا محمود الجزيري... جثته هناك في نفس المكان... في ثلاجة باردة كبرودة قلوب من
قتلوه...
وروحه
محلِّقة تطرق أبواب القلوب وتستجديهم... تنادي كفاكم ضعفاً وهروباً... أنقذوني إنني
روح الشهيد...
شعبي
أين الوعود!!؟ أينكم عنّي!!؟ أم أنكم اعتدتم السكوت!!؟
ألن
تثوروا كما ثار آبائكم وحرّروا جثة الشهيد جميل!!؟
ماذا
تنتظرون!!؟
لقد
هتفت معكم "هيهات ننسى الشهداء"... وها أنا شهيد لي عشرة أيام بلا تشييع...
فماذا تنتظرون!!؟
شعبي
كيف قست قلوبكم!!؟
من
سَلَبَ إرادتكم!!؟ إلى متى ستتركونني هناك وحيدا بلا غسل ولا تكفين!!؟
إلى
متى سأبقى أحلِّق أناديكم "حرروني" ولا من مجيب!!؟
بحرينية
الهوية
@Umhussain1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق