بسمه تعالى
{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
غرفة الماء في قصة طالوت وجالوت ثمثل مقدار حب الدنيا والتعلق بها، فالذين شربوا الماء قالو لاطاقة لنا بجالوت وجنوده، أما الذين لم يشربوا الماء وصبروا قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله.
إن ابتلاء النهر يحدث في كل زمان ومكان وقد ذكرت الأحاديث أن الله سبحانه وتعالى سيمتحن أصحاب الإمام القائم بالماء وكما هو امتحان أبي الفضل العباس بنهر الفرات يوم عاشوراء.
و شربوا في قلوبهم حب العجل وحب الدنيا فمن شرب شربة من حب الدنيا لم يصبر مع الحق تمامًا كأصحاب نبي الله طالوت (ع), وفي البحرين ابتلانا الله بنهر الدنيا فمن شرب منه يقول اليوم لا طاقة لنا بآل خليفة وجنودهم.
إِنَّ من دخل مشاريع آل خليفة, واغترف من المناصب والوجاهة وبرد قلبه بها وروى عطشه منها لا يمكن أن يقف اليوم مع الثورة ويواجه آل خليفة، بل سيقول كما قال جماعة طالوت بعد شربهم الماء لاطاقة لنا بآل خليفة وسيجبنون الناس عن الثورة وإسقاط آل خليفة وسيسوقون ألف حجة وحجة لتبرير قعودهم عن الجهاد باسم الحنكة أو الحكمة أو فن الممكن أو ...
المشكلة تتطور شيئًا فَشيئًا مِن - لا طاقة لنا بال خليفة- إلى التحول إلى طابور خامس للنظام, ومحاربة شعارات الثورة ومطالبها وإدانت وسائل حراكها، وقد تتطور لاحقًا إلى ممارسة الفتوة والبلطجة ضد الثورة, وهي مرحلة خطيرة نتمنى أن لا نصل إليها وأن تفشل السلطة في استدراج المعارضة أو جرجرتها إليها .
في الأيام القادمة لن تكتفي السلطة من الجمعيات قيامها بتسيير فعاليات مشاغبة لمطالب الثورة بإسقاط النظام, ولن تكتفي ببيانات وتصريحات خجولة -في نظر السلطة- ضد الحراك الثوري وإنما سَتطالبها بموقف حازم ضد الثورة وحراكها, ولربما تخيرها بين مشروعها في الحوار والتسوية السياسية, وبين مشروع الثورة
.
-لا طاقة لنا بآل خليفة- كان الشعار الذي رفعته الجمعيات في مقابل مطالب الثوار بإسقاط النظام الخليفي, فكان لاطاقة لنا بآل خليفة وبالإقليم والمنظومة الخليجية, ولا طاقة لنا بدرع الجزيرة, ولا طاقة لنا بالسجن, وصولًا لا طاقة لنا بشعار -يسقط حمد- , وأخيرا لاطاقة لنا بالثورة.
-لا طاقة لنا بآل خليفة- كان الشعار الذي رفعته الجمعيات في مقابل مطالب الثوار بإسقاط النظام الخليفي, فكان لاطاقة لنا بآل خليفة وبالإقليم والمنظومة الخليجية, ولا طاقة لنا بدرع الجزيرة, ولا طاقة لنا بالسجن, وصولًا لا طاقة لنا بشعار -يسقط حمد- , وأخيرا لاطاقة لنا بالثورة.
هذه حقيقة قام بها كل الأنبياء والأولياء في اختبار حوارييهم وجنودهم ونبي الله طالوت أبعد عن جيشه كل من ركع للماء وشرب, وظلَّ معه القلة الصابرة التي نجحت في الإمتحان.
في اليوم العاشر من المحرم وشمس كربلاء في كبد السماء ولسان الإمام الحسين (ع) كان كالخشبة اليابسة من العطش, وهو الحال الذي عليه أهل بيته من نساء وأطفال, حال جميع جيشه ..
وحين نتحدث عن شربة الماء لابد أن نقف وقفة إجلال للإمام
الحسين ومعسكره الذي رفض شربة الماء مقابل البيعة ليزيد.
وحين يقول القرآن إلا من اغترف غرفة بيده ليكون العباس (ع) اكبر مصداق لهذه الاية الكريمة, فمن اغترف غرفة بيده وشعر ببرودة الماء وهو في حالة شديدة من العطش ورغم هذا يصبر لَهو أكبر نجاح في امتحان الإرادة والعزيمة, وهو امتحان صعب في طريق الإيمان والتضحية, وما قام به العباس عليه السلام يوم العاشر هو العمل عينه الذي قام به حواريو طالوت وعددهم 313.
وحين يقول القرآن إلا من اغترف غرفة بيده ليكون العباس (ع) اكبر مصداق لهذه الاية الكريمة, فمن اغترف غرفة بيده وشعر ببرودة الماء وهو في حالة شديدة من العطش ورغم هذا يصبر لَهو أكبر نجاح في امتحان الإرادة والعزيمة, وهو امتحان صعب في طريق الإيمان والتضحية, وما قام به العباس عليه السلام يوم العاشر هو العمل عينه الذي قام به حواريو طالوت وعددهم 313.
اليوم كل الأحرار يقفون وقفة إجلال لهذه الغرفة من الماء، هذه
الغرفة التي كانت الفاصل بين النصر والهزيمة, وكما انتصر العباس مثل ما انتصر
طالوت وجنوده, سينتصر كل من تجاوز غرفة الماء هذه.
لقد حملت على عاتقي نقد الجمعيات السياسية, وسوف استمر حتي ينتبهوا ويتخلصوا من آثار شربة الماء التي سقتهم إياها السلطة, وإلا سيستمرون في طريق الإنهزام والخضوع, وسيجرون خلفهم الناس وهم يرددون لاطاقة لنا اليوم بآل خليفة.
لقد حملت على عاتقي نقد الجمعيات السياسية, وسوف استمر حتي ينتبهوا ويتخلصوا من آثار شربة الماء التي سقتهم إياها السلطة, وإلا سيستمرون في طريق الإنهزام والخضوع, وسيجرون خلفهم الناس وهم يرددون لاطاقة لنا اليوم بآل خليفة.
على الأخوة في الجمعيات أن يتطهروا من نجاسات السياسة التي شربوها وتمرغو فيها ولم يكتفوا بغرفة واحدة, وليتهم اكتفوا من شربة العار! والسلطة اليوم تمنيهم بالمزيد من غرفات الاغراءات، فما قيمة شربة الماء أمام إغراءات كبيرة تلقيها السلطة لتمييع المعارضة والمعارضين ؟؟
حين أدعو الجمعيات إلى التطهر, إنما أدعوهم إلى النصر و إلى الإقتداء بابي الفضل (ع) الذي لم يكتفي بإلقاء شربة الماء, بل ألقى كفيه على أرض كربلاء .
قرأت عن العباس وبطولاته وحضرت الكثير من المجالس, ولم أجد تفسيرًا مُقنعًا لِسر إلقاء العباس الماء في يوم العاشر, وإلى اليوم لم أسمع أحدا يتحدت عن سر قطع كفيّهِ, كما ولم اسمع احدهم فسر لما بحثت زينب عن الكفيّن,ولم أسمع عن سبب رفع الزهراء لهما في يوم المحشر.
أتعرفون السر خلف كل هذا ولماذا قدم عليه السلاك كفيه قبل أن يقدم روحه قربانا يوم عاشوراء ؟؟
ربما وقطعت لأنها شعرت ببرودة ماء الفرات، فكانت أولى ما يقدمه في المعركة, وكأنه يريد أن يتطهر حتى من برودة الماء التي لامست كفيه ويلقى الله طاهرًا مُطهرًا من أي ارتباط بالدنيا.
لا اريد أن أحول مقالتي لمأتم ولكن الحديث عن كربلاء هو في
ذاته مأتم ومصيبة عظيمة, وكان لابد لتفسير الآية الكريمة من المرور على كربلاء، بل
أن كل ماعندنا من وعي من فضلها كربلاء.
لو عكسنا غرفة الماء على واقعنا السياسي وشخوصه ستجد امثلة ومصاديق لهذه الاية الكريمة لمن شرب الماء ومن عفَّ نفسه أو لم يشرب بطريقة ما.
ما الذي جعل موقف الأستاذين مختلف عن موقف من دخل في مشروع النظام في انتخابات 2002 البلدي وقلبه على كراسي البرلمان ؟
ما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المحفوظ مختلفا ؟، وهل لو قبل الشيخ المحفوظ بالكرسي الذي عرضته الوفاق عليه, كان الشيخ المحفوظ هو ذاته الذي نعرفه والذي هو ماعليه اليوم؟
وما الذي جعل بقية الرموز مختلفين فرج الله عنهم, من مشايخ وأساتذة؟
وما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المهتدي مختلفا ؟، وهل لو لم يخرج الشيخ من مشروع السلطة قبل الثورة سيكون مع الثورة؟
استطاعت السلطة أن تتغلغل في وسطنا لتزرع الوهن والهزيمة, ببرودة المال وحلاوة السلطة، وسحر الشهرة لتكسير العزائم و الهمم.
من دخل في مشاريع السلطة وأصبح يدافع عنها اكثر من السلطة نفسها قال -لاطاقة لنا بآل خليفة- أما الرموز فهم مِن مَن اغترف بيده فقط قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين, كذلك هو حال شباب الثورة الذين لم يغترفوا شيئا من الدنيا ولم يتلذذوا منها .
لقد جرت سنة الله ان تنتصر القلة الصابرة , على الكثرة الباطلة بإذنه تعالى, وإيمان شعب البحرين بالنصر كبير .
إن كل ما نطلبه من الأخوة هو التطهر من مشاريع النظام ورفضها ورفض شرعية النظام القائم.
فخروجهم من البرلمان ناقص ولاقيمة له إذا استمروا في دعم مشاريع النظام من خارج البرلمان, كَــ بسيوني والحوار والفورملا وأخذ التراخيص ,والأهم من كل ذلك التمسك بالَملك والمشروع الملكي, ومدح رموز النظام وأزلامه.
لا نطلب منهم المستحيل ولا نطلب أن يقطعوا أكفهم ويقدموها للثورة كالعباس (ع)، ولا نريدهم تقديم أرواحهم قرابين من أجل الثورة، إن جلَّ مانطلب منهم أن يُكفروا بالطاغوت الذي أمر الله أن يكفر به وأطاعوه، أو على أقل تقدير أن يكفو عن طعن الثورة والثوار على مستوى اللسان والموقف!
لو عكسنا غرفة الماء على واقعنا السياسي وشخوصه ستجد امثلة ومصاديق لهذه الاية الكريمة لمن شرب الماء ومن عفَّ نفسه أو لم يشرب بطريقة ما.
ما الذي جعل موقف الأستاذين مختلف عن موقف من دخل في مشروع النظام في انتخابات 2002 البلدي وقلبه على كراسي البرلمان ؟
ما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المحفوظ مختلفا ؟، وهل لو قبل الشيخ المحفوظ بالكرسي الذي عرضته الوفاق عليه, كان الشيخ المحفوظ هو ذاته الذي نعرفه والذي هو ماعليه اليوم؟
وما الذي جعل بقية الرموز مختلفين فرج الله عنهم, من مشايخ وأساتذة؟
وما الذي جعل موقف سماحة الشيخ المهتدي مختلفا ؟، وهل لو لم يخرج الشيخ من مشروع السلطة قبل الثورة سيكون مع الثورة؟
استطاعت السلطة أن تتغلغل في وسطنا لتزرع الوهن والهزيمة, ببرودة المال وحلاوة السلطة، وسحر الشهرة لتكسير العزائم و الهمم.
من دخل في مشاريع السلطة وأصبح يدافع عنها اكثر من السلطة نفسها قال -لاطاقة لنا بآل خليفة- أما الرموز فهم مِن مَن اغترف بيده فقط قالوا كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين, كذلك هو حال شباب الثورة الذين لم يغترفوا شيئا من الدنيا ولم يتلذذوا منها .
لقد جرت سنة الله ان تنتصر القلة الصابرة , على الكثرة الباطلة بإذنه تعالى, وإيمان شعب البحرين بالنصر كبير .
إن كل ما نطلبه من الأخوة هو التطهر من مشاريع النظام ورفضها ورفض شرعية النظام القائم.
فخروجهم من البرلمان ناقص ولاقيمة له إذا استمروا في دعم مشاريع النظام من خارج البرلمان, كَــ بسيوني والحوار والفورملا وأخذ التراخيص ,والأهم من كل ذلك التمسك بالَملك والمشروع الملكي, ومدح رموز النظام وأزلامه.
لا نطلب منهم المستحيل ولا نطلب أن يقطعوا أكفهم ويقدموها للثورة كالعباس (ع)، ولا نريدهم تقديم أرواحهم قرابين من أجل الثورة، إن جلَّ مانطلب منهم أن يُكفروا بالطاغوت الذي أمر الله أن يكفر به وأطاعوه، أو على أقل تقدير أن يكفو عن طعن الثورة والثوار على مستوى اللسان والموقف!
إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين, ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا, ومع اي جبهة تقف, ولمن تنتصر للحسين ام ليزيد .
هناك دائمًا تسائل واستفهام كبير حول كربلاء, و كيف قاتل كل الرجال في يوم عاشوراء الامام الحسين (ع) وكيف طاوعت الشمر نفسه قطع نحر الحسين (ع)..
في هذه الثورة أدركت السبب , وخصوصًا من خلال مواقف رجال دين أو معممين يصطفون مع يزيد البحرين, ويرفضون حتى قول يسقط حمد!، فلو كان هؤلاء في كربلاء لن يكون مستبعدًا ان يبايعوا يزيدًا ويشاركوا في قتل الحسين (ع), ولربما كان منهم شمرا , وشريحا وحرملة , ويحاربوا كل من تسول له نفسه قول يسقط يزيد.
فلا تستهينو بشربة من الماء, ولاتستهينوا بالمنصب، بالألقاب, ولا بالإمتيازات، فكم مِن مَن باع دينه بقطرة ماء، قطرة ماء فقط .. فما بالك بما تعرضه السلطة لشراء الذمم أو تمييع المواقف , فكل من له ارتباط بالنظام بشكل أو بآخر حتما سيقول – لا طاقة لنا اليوم بآل خليفة - وهذا منطق كل الإنهزاميين في التاريخ.
أما القلة الصابرة الممتحنة التي تربط مصيرها بالسماء دائمًا فتقول كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله والله مع الصابرين .
الحر الموسوي
@asmohd2