تعتبر
كربلاء حدثا تاريخيا لا جدال فيه، بل أصبحت أصلا ثابتا تُقاَرن الأحداث بها، فمن المستحيل
أن يطلب أحد الإصلاح فيتجاوز كربلاء، أو أن تقوم ثورة فلا تُقارَن بها، فواقعة كربلاء
تكون دائما أصلا ثابتا سليما صحيحا لا تشوبه شائبة لتُقارَن بها غيرها من الوقائع ليُعرَف
مدى سلامتها وصحة منطلقاتها، وما تجري من ثورات في زمننا هذا لا تخلوا من هذا الإطار،
وتظل المقارنات موجودة، ويظل الرابط موجودا، وبالأخص ثورة البحرين.
نعم،
فشعب البحرين استقى جُلَّ علومه ودروسه على مر التاريخ من تلك الملحمة التي ليس لها
نظير، فقد أعطتنا ملحمة عاشوراء دروسا وعبرا لا تنضب، ولا زالت تحتاج لمن يُنقِّب عنها
ويكتشفها، ثم يعمل على تطبيقها بدقة، كي تظل ملحمة عاشوراء حيّة فينا على مر العصور.
في
كربلاء كان الحسين يصلّي بأصحابه والسهام تأتيه من كل جانب، وكان الحسين يسقي الماء
ثم يُمنَع عنه الماء، كان الحسين يؤثِر غيره على نفسه، وغيره يردُّ عليه بالإساءة والأنانية،
وهكذا ظلّت المعركة بين معسكر الإصلاح ومعسكر من قال (لا خبرٌ جاء ولا وحي نزل)، والغريب
في الأمر أن أعداء الدِّين يَدَّعون الإسلام ويصلون، بل ويدّعون أن صلاتهم تُقبَل وصلاة
الحسين عليه السلام لا تُقبَل!
وفي
البحرين يتكرر ذات المشهد، فترى مرتزقة النظام الخليفي وعسكره يصلون بالشوارع ويدّعون
الإسلام، ويرموننا بالكفر والخيانة وغيرها مما يسمّوننا به، بينما الواقع عكس ذلك،
فترى المعسكر الخليفي بقيادة صاحب الذات التي لا تُمس ويدّعي الإسلام يقوم بتشريع الفساد
بالبلاد، فالخمور متاحة، ودور الدعارة والعاهرات في كل مكان بالبلد، ثم يهتك الأعراض،
وآه آه من هتك الأعراض، ثم يسفك الدم الحرام، ويأتي بعدها هو وزمرته وطبالته ليخوِّنوننا
لأننا أصحاب حق دافعنا عنه ولأننا وقفنا ضدهم في محاولتهم لطمس دين محمد صلى الله عليه
وآله كما وقف الحسين عليه السلام في وجه يزيد وقال: (مثلي لا يبايع مثله)، وسنستمر
على خطى الحسين ولن نبايع طاغيتهم، وسنقول كما قال: (هيهات منا الذلة).
هيا
بنا نشدُّ الرِّحال نحو كربلاء كي نستقي منها أكثر وأكثر، كي نكون مع معسكر الحسين،
ونبتعد شيئا فشيئا عن معسكر يزيد، والله معنا وهو ناصرنا، وهذا وعد إلهي لا بد أن يكون.
ابن
آدم
@fekerleader
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق