هو واقف أمام المرآة يتعطر، وفي نفس
الوقت يرتِّب الغترة والعقال "النسفة"، هي تجلس على السرير تنتظر دورها
لكي تضع المكياج وترتِّب نفسها لتلتقي ابنة عمها وصديقاتها في منزل عمها، سيارتها
القديمة "العقار" في الورشة، لذلك سيوصلها زوجها وسيذهب لينهي مشاويره.
الجمال جمال الروح، لكن "نكون
حقانيين صارت كشخة، الوجه مرتّب والرائحة جميلة" والرجل أصبح جورج قرداحي
"بس مغتر".. وقف الرجل بجانب باب الشقة وصرخ: "يلة أم دعيج صار لي
ساعة ناطرچ"، صرخت أم دعيج وهي تلبس عباءتها وتضع الحقيبة على كتفها:
"هذاني ياية بو دعيج".
ركبوا السيارة "كورولا موديل ٩٩
عليها صورة خليفة ومكتوب صوبها (خليفة رمز الوطن)".. شغّل بو دعيج الراديو
على قناة البحرين وخفّض الصوت، لكنه سمع صوت مواطن يتكلم وقال: "چنة صوت بو
جوهر ذي؟" ردت أم دعيج مؤيدة كلامه: "إيي هاذي هو، طوِّل عليه خلنا نسمع
شبيقول".
بو جوهر صديق بو دعيج، وزوجته صديقة أم
دعيج، ركّز الزوجان على حديثه الذي قال فيه: "حبيت أشكركم على البرنامج الشيق
اللي يوصل كلامنا إلى المسؤولين، أختي (يتكلم مع المذيعة) أنا مقدّم حق بيت أول ما
تزوجت سنة ١٩٩٠، رحت الوزارة كلمتهم، كله يقولون اسمي في اللستة وبيتصلون لي،
عيالي تزوجوا وعندهم عيال وأنا ليحين في شقة إيجار، لي متى أنتظر أختي تعبت، أختي
أناشد جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد إن يشوفون لي حل، فهم ذخر لنا
وقلبهم على مشاكل الشعب".
المذيعة: أكيد أخوي إن شاء الله، عطنا
عنوانك وتفاصيلك وإن شاء الله بتنحل مشكلتك، نفس ما قلت قيادتنا الرشيدة الله
يحفظهم قلوبها مع الشعب، شكرًا لك على اتصالك.
التفتت أم دعيج ونظرت إلى بو دعيج
وقالت: "واللي يسلمك بو دعيج اتصل وقول لهم صار لنا ١٠ سنوات متزوجين، متى
بنحصل بيت بعد؟" ضحك بو دعيج وقال: "الله يهديچ! عبالچ أول مرة يتصل بو
جوهر، هاذي يمكن خامس مرة ولا سووا له شي، هدِّيهم عنچ كله چذب، البيوت حق
المجنسين مو لنا إحنا، حكومتنا مدلعتهم وايد ونست عنّا إحنا اللي نحبهم ونحب
ديرتنا".. غضبت أم دعيج وقالت: "لا تتكلم عن المجنسين والفساد والبوق
والتعذيب لا تودينا في ستين داهية واللي يرحم والديك، محتاجينك إحنا حبيبي"
ضحك بو دعيج وقال: "مينون أنا أتكلم؟! ما أتكلم إلا جدام الأوادم اللي أثق
فيهم، ما فيني شدة ضرب وسجن".
أوقف بو دعيج السيارة وقال لأم دعيج:
"بخلص المشاوير وبتصل لچ، سلمي على الأهل والله يشافيه عمي ما يستاهل، وإن
شاء الله يحصلون له علاج في الديرة، تدرين شلون، بتصل على الراديو باچر بقول
سالفته إن في علاج له في لندن، يمكن القيادة تسوي شي، خبرچ مسألة حياة
وموت".. رفعت أم دعيج يديها وقالت: "الله يسمع منك إن شاء الله، القيادة
ما بتقصر".
وصل بو دعيج إلى الرفاع وسلّم على
الشباب الواقفين في "السيد" وقال: "متى تتوقعون ايي دورنا؟ والحين
الفلوس حق الكل، ولا بس حق الضباط؟:.. رد احد الشباب: "والله ما ندري، خلنا
نوصل بيصير خير، القيادة وولي العهد ما يقصرون!!!".
فارس البحرين
@Knight_BH
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق