ما دامَ الدوَّار مُغلَق، فالنظام مُطوَّق - بقلم ثائر للحق

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.

من غباء النظام أنه ربط مصيره بمصير الدوار، وكان يعتقد أنه بتطويق الدوار وإغلاقه سيقضي على الاحتجاجات والمطالبات والنزول في الساحات.

منطقة الدوار هي قطعة اختارها الشباب في ١٤ فبراير ٢٠١١م لتكون مركزاً لإقامة الفعاليات والاعتصامات ورفع المطالب بشكلٍ سلميٍّ راقٍ، كانت تلك البقعة كحال أية بقعة من أرض هذا الوطن العزيز،ولكن النظام جعل الشعب يرتبط ويعشق ويحنُّ لتقبيل تربة الدوار ويحتضنها، وكل ذلك بسبب انتهاكاته الجِسام التي قام بها في يوم الخميس الدامي، فسُفِكت في تلك البقعة دماءٌ زكية طاهرة، ورُوِّع في ذلك المكان مواطنون كانوا نائمين في هدوءٍ وسكينة، وصوَّبوا بندقياتهم الغادرة صوب أجساد الأبرياء صِغاراً وكبارا، رجالاً ونساءً، لم يستثنوا أحداً من الاستهداف الحاقد، ولم يكتَفوا بتفجير رأس الحاج عيسى عبد الحسن وقتل المؤمن والآخرين، بل جلبوا الغرباء من خارج البلاد ليحتلُّوا البحرين ويبسطوا سيطرتهم على الدوار بالقوَّة، ولكي يُزيلوا ذِكرى هذا النصب الغالي (الدوار) من أذهاننا قاموا بالاستجابة لمطلب الطبّالة عندما رفعوا شعارهم المشؤوم في الفاتح وهو: "الشعب يريد إزالة الدوار" مُعتقدين بذلك أنهم سيُنسُونا هذا الرمز الشامخ، ولكن لأن الغباء يسري بدمائهم ويغذِّي عقولهم قاموا بهدم هذا الصرح الكبير حتى يرسخ في أذهاننا أكثر فأكثر.

ماذا حصل بعد تطويق الدوار؟

الشعب يحاول الوصول له بين فترة وأخرى، والنظام يواصل جنونه بإغلاقه وتطويقه ووضع السياج والحواجز الإسمنية، بالإضافة لعسكَرة المنطقة.

وحرَم من هذه الخطوة اللاذوْقية آلاف المواطنين من المرور علۍ هذا الدوار وهذا التقاطع المهم ذو الست اتجاهات، وخلق من هذا الإجراء التعسُّفي ازدحامات مرورية لها أول وليس لها آخر، والأهم من كل ذلك أعطى الثوار فرصة للتظاهر في كل بقعة من بقاع البلد، حيث تهتز أركانها تحت أقدام الأبطال الصامدين في وجه العدوان.

من طبيعة الحكام العرب هو عدم اعترافهم بالخطأ وعدم إقرارهم بالهزيمة، إغلاق الدوار يُعد هزيمة للنظام، ولكن فتحه والسماح بالاعتصام فيه هو من أكبر الهزائم التي تقضُّ مضاجع النظام، وهذا ما لا يريدوننا أن نصل إليه.

النظام يستطيع أن يفتح الدوار ويُمارِس نفس السياسة التمطيطية والتسويفية والتأجيلية في جميع الملفات العالِقة، ومن ناحية أخرى سيتخلَّص من شبح المسيرات الليلية وإغلاق الطرقات في جميع المناطق، ولكن كما أسلفنا الذِّكْر فهذا يُعدّ هزيمة لهم ولسلطاتهم وهيبتهم المزعومة.

في كل الأحوال، وصلْنا للميدان أم لم نصِل، النظام يختنق بهذا الإجراء، لأنهم ما داموا مستمرِّين في تطويقه فإن شبح اقتحام الثوار وفتحهم له يلاحقهم، ولن يُحسَدوا على وضعهم وحالهم عندما يتحقق هذا الحلم الشعبي، فتحية للثوار الذين لا يكِلُّون ولا يمِلُّون ولا ييْأسون ولا يتراجعون حتى يصلوا بكل عزيمةٍ وإصرارٍ وتحدٍّ لدوار الشهداء، دوار العزة والكرامة، ميدان اللؤلؤة الغالي.

ثائر للحق

2013/1/28م

@ThaerLelhaq