على سبيل الصدفة وأنا أغير قنوات التلفاز
استوقفني برنامج عن زيارة سلمان إلى وزارة التربية والتعليم على قناة البحرين التي
لا أتذكر آخر مرة شاهدتها لانحطاطها وسوء لياقتها الإعلامية، وما مارسته من دور قذر
في تأجيج الطائفية، وتشجيع ارتكاب جرائم ضد الشيعة.
كان البرنامج عبارة عن جولة على مكاتب الوزارة
بصحبة مجموعة من إداريها وعلى رأسهم عديم التربية ماجد النعيمي، أسوء وزير مر على على
هذه الوزارة.
إن كل ماقام به سلمان في أول زيارة رسمية
له بعد تنصيبه نائبا أول لرئيس الوزراء، هو السلام على الموظفين وتحريك العصاة التي
يحملها في يده.. هذه هي الخطوات الجبارة الإصلاحية من سلمان الإصلاحي الوصف الذي يسبقه
بعض الطبالة من المعارضة.
كانت الزيارة مجرد بهرجة إعلامية للضحك
على الذقون تلميعاً لصورة سلمان الضعيف الذي لايقوي على شيء، وحتى منصبه الجديد كنائب
لعمه مجرد "ديكور" في منصب بلا صلاحيات تنفيذية.. فهو لا يستطيع حتى تغيير
ناطور الوزارة .
لا أدري هل هي صدفة أم سوء اختيار لوزارة
التربية التي تعتبر واحدة من أسوء الوزارات التي ارتكبت أكبر الإساءات لشعب البحرين
كوزارة الداخلية والصحة والإعلام.
الوزير ماجد النعيمي ذو الخلفية العسكرية
لم يترك انتهاكا إلا وارتكبه بحق وزارة تقوم بدور مقدس في التربية والتعليم حيث حول
المدارس مراكز للأمن, وبعض المدرسين والمدرسات إلى جلادين، وحول بعض مدراء ومديرات
المدارس إلى ضباط في فرقة إس إس النازية.. ناهيك عن جيش من المتطوعين بعضهم ينتمي إلى
جهاز الأمن الوطني، كما أن بعض المديرات تحوّلن إلى شارلوك هولمز في تتبع المدرسات،
وتضييق الخناق عليهن.
الشيء الوحيد الذي لم يفعله وزير التربية
إلى الآن هو جعل بعض من مديري ومديرات المدارس بلبس ملابس الشغب وإعطاء المديرات سلاح
الشوزن أو سلاح الغازات السامة، ولكن ما قام به البعض ضد الكادر التعليمي أخطر بكثير
من سلاح الشوزن وسلاتح الغازات السامة, فهو سمم العملية التعليمية برمتها ولازال الفساد
يستشري فيها من رأسها إلى أخمص قدميها.
لا يبدو أن الصدفة وسوء الحظ هي من جعلت
سلمان يختار واحدة من أكثر الوزارات ظلما وفسادا، لأن الفاسد لا يختار إلا من هو أكثر
منه فسادا وظلما, والزيارة تعتبر تكريما وتشريفا للوزير في بروتوكولاتهم.
ربما يكون سلمان حينما زار الوزراة وحرك
عصاه السحرية فانصلح الوزير وانصلحت الوزارة وانتهت عسكرة المدارس وتحولت من ثكنات
عسكرية ومفارز مخباراتية إلى واحات ديمقراطية وحرية، وتحول بقدرة عصاه التي يضرب بها
الأرض كل الفساد والتمييز القبيح والتهميش إلى عدالة ومساوات وتكافئ فرص، ولربما استطاعت
هذه العصاة أن تقلب وزارة الوهابية ووزارة المرمطة إلى وزارة حقيقية.
في بلد مثل البحرين، لا تحتاج إلى بذل الجهد
لتفرق بين الأخيار والأشرار، يكفي أن تنظر إلى من في السجن، ستجد العلماء والأطباء
والمربين والمعلمين، وفي خارج السجن يكرم المجرمون ويرقى الخائنون وعديمي الضمير، وما
زيارة المجرم سلمان إلى المجرم (سنان) - الاسم الذي يطلقه الكادر التعليمى على الوزير
– إلا دليل على تشجيع الإجرام.
أما من يختبؤون خلف عباءة سلمان الضعيف
من أطراف المعارضة فهو لتبرير اصطفافهم مع السلطةـ وتمرير صفقاتهم مع النظام .. فهذا
إصلاحيهم كما يحلو لهم أن يصفونه لم يقيل حتى الوزير المجرم (سنان) ولو من أجل عيونهم
فهم لم يتوقفوا يوما عن مدحه والتطبيل له منذ انطلاق الثورة وإلى الآن.
"الجماعة" يستحقون أن يقال وزيرة
التربية من منصبه لأجلهم "نظير خدماتهم حتى لو كان جمبزة" على أقل يقوم بتلميع
صورتهم ويقوي موقفهم لتبرير "تطبيلهم" طوال المدة السابقة، فهو لو أراد أن
يوظف جماعة وبرواتب مجزية لما أدوا معشار ما قامت به المعارضة الناعمة المروضة، ويعطيهم
"كردت" على أقل تقدير فالجماعة وصلت حد الإفلاس، إلا إذا كان مفهوم الإصلاح
عند المعارضة يختلف عن مفهوم الإصلاح عند الناس، كأن يعني مثلا زيادة حصتهم من الكراسي
والامتيازات والوجاهات، لأن الناس لم ترى شيئا تغير إلى الأحسن ولم ترى إصلاحا ولا
مصلحين, بل على العكس تماماً، لم ترَ إلا مجرمين ومفسدين، ولم تر إلا مزيدا من القتل
والانتهاكات والاستفراد بالناس كلما جلست المعارضة معهم في القصور, والشهداء دائما
يتساقطون كلما جلست المعارضة المقنعة مع القتلة.
تعلم كل شعوب العالم وليس شعب البحرين فقط
أن معنى الإصلاح هو في اجتثاث الفساد والمفسدين وليس بمدحهم والتطبيل لهم، ولا في الشراكة
معهم، فالنظام يستقوي بالمعارضة الناعمة ويستقوي بمواقفها معه ضد المطالبين بإسقاطه،
لذالك سقط 4 شهداء خلال هذا الخوار المشؤوم وفضلا عن الاعتقالات وإصدار الأحكام الجائرة
ولمدة طويلة من 10 إلى عشرين سنة، فمن يمدح سلمان إنما يحاول أن يخفي أخطاءه وجرائمه،
وحين يُلمَّع سلمان إنما يحاول أن يُلمِّع سمعته، فليضعوا يدهم في يده، فليس مقبولا
أن يصافحوا سفاحاَ، لذلك هم يستثنونه من العائلة الخليفية المجرمة وكأنه مَلَك نزل
من السماء لا يربطه بعائلته إلا الاسم.
ليس هناك إصلاحيٌ واحد في هذه العائلة إلا
في أحلام المصلحيين، فكلهم مجرمين وأبناء مجرمون ولا يربّون سوى مجرمين، لا فرق بينهم
إلا شدة إجرامهم، فلا فرق بين سلمان وأبيه وعمه، كلهم مجرمون، وكما قال القائد آية
الله السيد هادي المدرسي بأن آل خليفة ضفادع ينقنقون في مستنقع واحد، فلا إصلاح ولا
إصلاحيين في هذا البلد، ومن يتجرء على وصفهم بالإصلاح فهو عديم الذوق والإحساس، وقليل
حياء، والشهداء لا زالت تتساقط والانتهاكات متواصلة وبصورة أشد والفساد يستشري في مفاصل
البلد وفي كل وزاراته، والوزراء من أمثال ماجد النعيمي (سنان) الذي لا يزال يمارس انحرافه
وظلمه أكبر شاهد على كذبة الإصلاح والإصلاحيين.
لو كان سلمان الضعيف الشخصية يمتلك حقا
عصاة سحرية لما استطاع أن يغير شيئا في دولة الفساد والمفسدين، وإنّ أقصى ما يستطيع
فعله في مجلس الوزراء هو أن يلمّع لعمه رئيس الوزراء نعاله، ويصب له القهوة ويصفّق
له على ظلمه للناس.
ودمتم بخير.
الحر الموسوي
@asmohd2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق