لا أُذِيع سرا عندما أكيل المدح لهذا الرجل
العظيم، فإنّ ما يقدّمه يفوق ما نصفه به، فهو العالم العامل المخلص المتواضع، ولا أطيل
في هذا، فهو أشهر من الحاجة إلى التعريف به، لكنني أود أن تعي أخي القارئ بأنني لست
في صدد تمجيد أحد مقابل إضعاف غيره أو ما شاكل، فالله وحده يعلم بالأنفس وما تخفي،
ولا يكون لي ولأمثالي رفع درجة أحد أو تنزيل درجته عند الله أبدا.
إن ما أراه بأن العلامة النمر حفظه الله
وفرج عنه من بين أيدي الطغاة يعد مثالا حيا بارزا لكل القيادات على المستوى الإسلامي
والعربي بل العالمي، وذلك عائد لعدة أمور تميزه عن غيره، خصوصا عندما نقيس الظروف التي
يعيشها سماحة العلامة النمر مقارنة مع غيره، فبمجرد أن تكون شيعيا فذاك يعني الكثير
في بلاد الوهابية التكفيريين، فكيف بك وأنت تعلن البراءة منهم ومن أعداء أهل البيت
(ع) بكل وضوح وشفافية وفي العلن! والظرف الآخر أنك تعيش في بلد يحكمه آل سعود، وكلنا
يعلم أي نوع من الطغاة هم، فلا أظن بأن هناك حكّاما أشد وأقسى على المسلمين عامة والشيعة
خاصة من آل سعود، ثم أن قوى الاستكبار العالمية وبالذات أمريكا وإسرائيل لا يمكن أن
تقف دون دعم آل سعود، وكذلك توجيههم وإدارتهم ضد أي عمل أو حراك قد يهدِّد مصالحهم
بشكل أو بآخر.
أضف إلى ذلك أن نسبة الشيعة في السعودية
ليست كبيرة إذا ما قورنت بغيرها من المذاهب الإسلامية، والأهم الوهابية، ما يعني أن
نسبة المعارضين خصوصا الذين سيتبعون أي قائد شيعي لن تكون كبيرة مقارنة بالموالين للحكم
والمتخاذلين، مما يؤكد صعوبة المواجهة والقيام بثورة.
مع هذا كله لم يقف العلّامة النمر عن تأدية
دوره، بل والإبداع فيه، ولم يتردّد في مواجهة الطغيان لوهلة واحدة، وبشجاعة قلّ نظيرها،
يقف العلامة النمر حفظه الله ليقول ما يمليه عليه ضميره، ومعلنًا بالأسماء وبالمسميات
دون اكتراث لما قد يجري عليه، ويستمر دون توقف ليخرج ويشارك بالاحتجاجات، بل حتى المواجهات،
دون أن يهاب الاعتقال أو الموت، ثم يرفض أن يقف مكتوف الأيدي، أو أن يكون متفرجا على
ما يجري من أحداث في محيطه، كما كان بالنسبة للبحرين مثلا، وهكذا كان وسيظل النمر شامخا
في وجه الطغيان كله.
لذلك يستحق العلامة النمر من وجهة نظري
أن يكون المثال لكل القيادات، والتي للأسف لم يحرِّك البعض منها ساكنا أمام ما جرى
عليه وعلى غيره من العلماء، ولا ما جرى ويجري على شعوبنا المظلومة في كل مكان، ولعلّنا
نرى تحرّكا سريعا من علمائنا متصدّين فيه لأمور القيادة دون تردّد أو خوف، وفضّل الله
العاملين على القاعدين درجة، وما النصر إلا من عند الله، وهو السميع العليم.
ابن آدم
@fekerleader
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق