أجمل اللحظات التي يعيشها العاشق وينتظرها
بفارغ الصبر ويتجهّز لها بلهفة وشوق هي اللحظة التي سيقابل فيها معشوقه.. نراه ينتظر
وينتظر موعد اللقاء.. مرة ينظر إلى ساعة الحائط.. وتارة ينظر إلى ساعة اليد..
نعم.. يلبس أجمل ما عنده من ملابس.. ويتزين..
ويضع أجمل العطور.. فاللقاء ليس لأي إنسان.. إنه المعشوق الذي يتمنّى قربه والاختلاء
به.. يتسامر معه ويبوح كل ما في قلبه من حب وألم ومر وعشق وحزن..
إنه المعشوق الذي أريد أن أحكي له ما أصابني
من هم وجور الدنيا الدنية.. من أضع دموعي بين يديه وأشتكي له مُرَّ الزمان.. وأحكي
له ما أفرحني وما أحزنني.. أشكره وأكون بين يديه.. فهو من يشجعني ويرشدني ويبعث الأمل
في نفسي.. هو معشوقي الذي يفرح لرؤيتي.. بل يتفاخر عندما يراني بين يديه..
هو الذي يسمعني إذا تكلمت.. ويمسح دمعي
إذا تألمت.. ويُصبِّرُني إذا حزنت..
إنه معشوقي الوحيد.. ولا أحد قبله ولا بعده..
فهو الذي وهبني الحياة.. ومن دونه لا حياة لي..
نعم.. أنت يا الله معشوقي الذي يجب أن أتهيأ
للقائه بلهفة قبل كل صلاة.. وأنت يا ربِ من أريد الاختلاء به في عتمة الليل.. أركع
وأسجد وأتضرع وأشكو وأدعوا.. لك وحدك لا لغيرك..
لنتأمل علاقة العاشق بالمعشوق.. هل العاشق
يريد مفارقة معشوقه.. بالتأكيد لاااا.. فهو كل ما يتمناه..
فلنستعد لأداء الفرائض بكل لهفة وحب.. لأنه
وقت اللقاء مع الله عز وجل.. فهل هناك ما يساوى هذه اللحظة وأنت بين يدي الله عز وجل
معشوقك الأبدي؟؟
لا لن أكتفي بذلك.. فأجمل وقت للاختلاء
بالمعشوق ومسامرته هي آخر الليل.. ليس هناك أروع ولا أجمل من لحظة الاختلاء وقيام الليل
لتتذوقوا حلاوة الوقوف بين يدي الله في ظلمات الليل وخلوته وحيدين متذللين خاشعين لله
سبحانه وتعالى تذرفون الدمع باستحياء من كرمه ورحمته التي وسعت كل شيء.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ
سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا
الْأَلْبَابِ﴾ الزمر/9
رؤى النصر
@Ro2aAlnasr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق