الساعة الخامسة وخمسة وأربعين دقيقة مساءً،
جعفر الوفاقي يجلس في غرفته يشاهد قناة العالم على التلفاز، ويُقلِّب في كتاب عنوانه
(عصر الإمام الحجة عليه السلام) وهو كتاب يتحدّث عن ظهور الإمام الحجة عليه السلام،
وكيف أنه سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن ملأت ظلمًا وجورًا، ويتحدّث عن تحرير فلسطين
من الصهاينة وأشياء أخرى.
جعفر الوفاقي يكره أمريكا وإسرائيل، ويكره
الأنظمة العربية التي تتعامل معها، دائماً يردّد يا قائم آل محمد عجّل، يحبّ الحرية
والدين والعلماء، يقدّس ويحترم المراجع، ودائماً يسأل ويقرأ عن قصصهم وكراماتهم.
لفت نظره رمز من رموز الوفاق على التلفاز،
وضع الكتاب جانبًا ورفع صوت التلفاز ليسمع ما سيقوله، الرمز الوفاقي كان هادئًا، لحيته
خفيفة، لابس بدلة بدون تاي ويقول: "السياسة فن الممكن، بحيث يجب أن نأخذ بعين
الاعتبار دول الجوار والقوى الإقليمة والموالاة من الطائفة السنية لنتوصّل لحلٍّ معقول
يقبله الجميع وهو الحكومة المنتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات كما هو موجود في الممالك
الدستورية العريقة".
جعفر الوفاقي كان يستمع ويتأمّل كلام الرمز،
كان يفكر: "نعم، قيادة الوفاق يرون ما لا نراه، فهم يتنفّسون السياسة، ويقابلون
السفراء ومندوبي الرؤساء، يزورون الدول الغربية ويفضحون النظام، نحن محظوظون بوجودهم،
مطالبنا في أيدٍ أمينة".
رنّ هاتف جعفر الوفاقي، إنه صديقه محمد
الإسقاطي، وصل ليذهبوا إلى المسجد، جاوب جعفر: "ألو ويش"، رد محمد:
"ويش خوك أنا تحت".
خرج جعفر من المنزل وصعد سيارة محمد وقال:
"ويش متمسح؟ لا تتأخر على الصلاة"، رد محمد: "ايي متمسح".
ولع محمد السجارة وقال: "ويش الجديد؟
ما قالوا شي الوفاق (عليهم السلام)؟"
نظر إليه جعفر وقال: "ها ها ها لا
تقول (عليهم السلام) مو زين"
قال محمد: "ليش مو زين، أقول لك
(... في التانكي)، من ١٠ سنوات إلى اليوم، واستغلوا الدين، وأجيب لك أدلة، بس تقول
لي لا، هم لديهم رؤية أخرى، رؤية أخرى تچبب نص المعارضة وتمشي مطالب حزبية، جلالة الملك
وسمو ولي العهد، أنت تصرخ وياي يسقط حمد وذاك يقول جلالته وتقول لي رؤية أخرى، خوك
هم معصومين يعني (عليهم السلام)".
غضب جعفر وقال: "الوفاق ما (... في
التانكي)".
قاطعه محمد وقال "الوفاق (عليهم السلام)
لو سمحت".
غضب جعفر أكثر وقال: "اوهووووو اسمع
ليه! عصر الظهور قرب، ويجب أن نلتف حول العلماء، السياسة فن الممكن، والمملكة الدستورية
ربما تكون ممهدة لظهور الامام المهدي عليه السلام".
نظر محمد إلى جعفر وبدأ يضحك ويقول:
"تتكلم عن ظهور الامام المهدي عليه السلام ومن تتبعهم يتفقون مع الأمريكان حلفاء
الصهاينة لحلول حزبية لا يريدها ربما نصف الشعب المعارض للنظام، علماء لم يتكلموا عن
الدعارة في البحرين إلا عندما وصلت الدولة إلى المركز الثاني، علمًا بأن العالم به
أكثر من ١٥٠ دولة ونحن كنا ربما في في المركز الثلاثين، يعني تفرق الثاني أو الثلاثين؟؟؟
علماء موافقين على بقاء خمّار زمّار ملك ويقولون له جلالة الملك، ويقولون للسارق سمو
ولي العهد، والله ضحكتني خوك".
قاطع جعفر ضحك محمد وقال: "أنت مراهق
هؤلاء علماء حكماء والسياسة فن الممكن".
قال محمد: "نعم السياسة فن الممكن"
"ممكن معاش تقاعدي؟"
"ممكن سيارة؟"
"ممكن جواز دبلوماسي؟"
"ممكن تطبلون لي؟"
أوقف محمد السيارة في البراحة أمام المسجد،
خرجوا من السيارة، وإذا بالمؤذن يقول: "الله أكبر".
قال جعفر: "يلا خوك بسرعة خلنا نلحق".
قال محمد: "قدِّم أنت أنا بروح أتمسح
مرة ثانية، انتقض وضوئي بسبتك، تقول لي مُمهِّدة للظهور وفن الممكن".
غضب جعفر وقال: "مالت عليك عجّل بشوفك
داخل".
فارس البحرين
@Knight_BH
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق