كلما
أردت الكتابة عنه يجفّ حبر قلمي.. وتتبعثر الكلمات وتضيع الأفكار.. فمن أين أبدأ ومن
أين أنتهي؟.. لقد تاه فكري وعقلي احتار.. لكني سأبوح بكل ما يجول في خاطري.. وسأطلب
العون على ذلك من ربي العليم الستّار.. لا أخفي عليكم بأني قد أحببته منذ صغري.. وهل
الحب فقط هو للكبار؟!.. وسأظل أحبه إلى بقية عمري.. ولن أستبدله بغيره ولن أختار..
ابتعادي عنه هو شيء قهري.. واشتياقي له شديد في الأسفار.. يخفق قلبي فرحاً كلّما مرّ
ذكر اسمه على سمعي.. لا تلوموني إذا جننت به وعقلي طار.. هو وطني الغالي وهو فخري..
هو بلدٌ أاشتهر بصناعة الفخّار.. هو أجمل ما رأت عيني.. وقد عشقت ترابه مذ كنت ألعب
به مع أصحابيَ الصغار.. ولدتني أمي على أرضهِ و ترعرعت عليه حتى كِبَري.. وهكذا شاءت
الأقدار.. هو مكانٌ واسعٌ فسيحٌ في نظري.. ولو أنه جزيرةٌ صغيرةٌ في وسط البحار.. شطآنه
الخلّابة تتغنَّج: هل تستطيعون مقاومة سحري؟..
وقد
تغزَّل في جمالي كل من يكتب الأشعار.. تدغدني مياه البحار لتهديني حُلياً من الأصداف
وأجمل الأحجار.. وتصبغ أشعة الشمس لوناً ذهبياً على رمالي في وضح النهار.. ويداعبني
النسيم العليل اللطيف صبحاً وظهراً وعشيةً وفي وقت الأسحار.. ترسوا عليَّ قواربُ لأناسٍ
أخيار.. ليبحروا ويطلبوا الرزق في صيد السمك ولكنهم يتجنَّبون الحبّار.. كانت النساء
فيما مضى يغسلن على سواحلي الثياب والأواني ويحمِّمْن أولادهنَ الصغار.. لكن يا حسرةً
عليكِ يا سواحل بلادي فقد داهمك العدوان وعليك الزمن قد جار.. من دفنٍ ونهبٍ وتلوُّثٍ
وإعمار.. ألا لعنة الله على آل خليفة وولي عهدهم سارق البحار.. في جزيرةٍ تحيط بها
المياه يصبح سعر كيلو السمك أكثر من خمسة دينار!!..
لو
توغَّلنا قليلاً بعيداً عن الشطآن، وفتشنا وتمحَّصنا وبحثنا فلن نرَ الدوّار.. هو رمزٌ
لثورةٍ شعبية مسالمة قُمِعَت وحاولوا وأدها عساكر الغزاة الفُجّار.. هم آل خليفة وآل
سعود فسيُصلون حرَّ النار.. قتلوا وهدموا ودمّروا وحرقوا وسفكوا دماء الشبّان الأطهار..
اعتدوا على الحرمات وهتكوا الأستار.. حتى الأجنّة في بطون الأمهات قد أُجهضت فيا غضب
الإله الجبار.. هدموا المساجد وحرقوها وأحرقوا معها القرآن بالنار.. هل لهم صلة بالإسلامِ
أم حقيقةً هم كفار؟!.. جيشٌ أَوُجِدَ ليقتل الشعب فيا للعار.. أعجزُ عن وصف ما يجري
خلف قضبان السجن وخلف تلك الأسوار.. تعذيبٌ وحشيٌ ومعاملةٌ لا إنسانيةٌ فمتى ينكسر
قيد الأحرار..
وا
عجبي من قومٍ يريدون بعد ذلك مع هؤلاء الإصلاح ويدخلون معهم في حوار.. والأعجب منهم
هم من يمشون وراءهم نحو مقصلة الجزّار.. ألأجْلِ متاع الدنيا تغاضيتم عن كل الذي قد
صار؟!.. أم هو الاستحمار؟!.. لكن شاء الله أن تسقط تلك الأقنعة المزيفة والشعب سيمضي
قُدُماً ليقرِّر مصيره كيفما يختار.. هو الشعب الحرّ الأبيّ الذي قَبِلَ دعوة النبي
المختار.. وسيبقى كذلك حتى ظهور بقية الله المهدي منقذ البشرية بمشيئة الواحد القهّار..
سراج
العقيلة
@kelmat_teeb
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق