"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون"
جرت
سنة الله في العباد أن يختبرهم ليميز الخبيث من الطيب، وليعلم أي العباد أحسن عملا،
ومن ثم يجاز العباد حسب أعمالهم، فهذا في أعلى عليين وذاك في أسفل سافلين، فلا بد لنا
أن نعرف أن هذا الابتلاء والاختبار -كمؤمنين- من شأنه أن يرتقي بنا ويرفع درجاتنا عندما
نكون ورعين صابرين، وإلا فإلى النار وبئس المصير في حال فشلنا في تجاوز هذا الاختبار
والابتلاء.
نعم،
الافتتان والابتلاء والاختبار يختلف من شخص إلى آخر، ومن أمّة إلى أخرى، فهذا يختبر
بالغنى وذاك يختبر بالفقر، وهذا يختبر بالنساء وذاك يختبر بالمال والبنين، وهكذا تختلف
الاختبارات، وفي النهاية يفلح من يزكّي نفسه، ويخيب من يدسّها وينجسها بالباطل.
وحتى
الأنبياء والمعصومين جرى عليهم الاختبار مثل غيرهم، بل أشد وأصعب من غيرهم، لذلك تراهم
ارتقوا لأعلى الدرجات بفضل صبرهم وعملهم الدؤوب في جنب الله، فلم يفضِّلوا عن غيرهم
بأن لهم قرابة من الله -والعياذ بالله- أو ما شابه ذلك، بل نالوا ما نالوا بفضل صبرهم
وعملهم.
وها
نحن بالبحرين نقع تحت الاختبار، فهذا ينجح وذاك يفشل، وهذا يصبر وآخر يقنط وييأس، وهذا
يتفوَّق في نجاحه وذاك يتسافل في فشله، وهكذا نبقى جميعا تحت الاختبار، فاسع لتكون
من الناجحين في الاختبار، بل من أعلاهم رتبة، على خط الأنبياء والأولياء والعلماء الأبرار
والمجاهدين والشهداء (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون) - التوبة 105.
ابن
آدم
@fekerleader
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق