بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
شِعار: إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما انبيعه، من أقوى الشعارات التي انطلقت بها ثورة الرابع عشر من فبراير، إلى درجة أنك إن لم تسمعه في كل يوم باعتصامات الدوار أو في المسيرات تتفاجأ وتتساءل في نفسك: لماذا لم يُرفع هذا الشعار اليوم؟ لابد أن هناك سبب وجيه للامتناع عنه!
لاحِظوا معي كيف أننا نُفضِّل إخواننا السنة علينا ونقدِّم مصالِحهم على مصالِحنا وذلك بوضع كلمة (سنة) قبل كلمة (شيعة) في الشعار المذكور، هذا لم يأتِ عبثاً كما أن الآية الكريمة التي تقدِّم النفس على الوالدين هي أيضاً توضِّح أن لا شيء أغلى من النفس والروح وهو القائل في محكم كتابه:
(رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) نوح، الآية 28.
وقال أيضاً في آية أخرى على لسان النبي موسى (عليه السلام):
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأعراف، الآية 151.
فنلاحظ كيف أن النفس تُقدَّم على كل شيء، وعندما سُئِل سماحة آية الله السيد علي السيستاني عن علاقة الشيعة بالسنة فأشار على الشيعة بأن لا يقولوا للسنة أنتم إخوتنا بل يقولوا أنتم أنفسنا.
الآن السؤال المطروح هو ما هي أسباب تضاؤل وانكماش رفع هذا الشعار؟ مع الأخذ بعين الاعتبار بأنني لا أعني جميع السنة بهذا الكلام.
-من أقوى الأسباب هو عدم جديَّة الطرف الآخر بإعلان أخوّتهم للشيعة كما يُنادي الشيعة دائماً بفعالياتهم لتحريك ضمائرهم الخائفة من المجهول والأوهام.
-نجاح بث الفرقة في نفوس السنة وتصديق الكثير منهم روايات السلطة التي لا يصدقها حتى من لا عقل له.
-المبالغة في الخوف الذي يُسيطر عليهم لدرجة عدم استنكارهم لما يجري على إخوانهم الشيعة من انتهاكات في وضَح النهار.
-عدم غِيرتهم على الدين والإسلام،حيث هُدِمَت المساجد وحُرِقَت المصاحف، ونُبِشَت القبور، وقُمِع تشييع جنائز المسلمين ولم نجد منهم من استنكر هذا الفعل، بل زادوا على ذلك بتبرير أفعال النظام الخليفي الكافر ضد الدين والشريعة.
-استمرار استهداف الشيعة في مواقع عملهم وغيرها من المواقع من قِبَل بعض المغرَّر بهم من السنة الذين لا يتورَّعون عن فعل أي انتهاك وممارسة أي تمييز طائفي بغيض.
-عدم حضور السنة في فعاليات إخوانهم السلمية والتي بالنتيجة ستصُبُّ في مصلحتهم ومصلحة أبنائهم وأهاليهم ومناطقهم.
-عدم محاسبة السنة من قِبَل النظام مهما فعلوا من غزو جواد أو من سب وتشهير وقذف في تويتر، وفيس بوك، ويوتيوب، وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعي واتهام الشيعة بأبشع الاتهامات والبهتان.
-التجنيس السياسي المستمر من قِبَل النظام لمن ينتمون للمذهب السني فقط من عِدَّة دوَل ومناطق.
-ازدياد مشاركة السنة في استهداف التجار الشيعة، وازدياد انتهاك البلطجية والمليشيات والذين ينتمي أكثرهم للمذهب السني ضد الشيعة ومناطقهم ومعتقداتهم وشعائرهم وأرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وغيرها.
-وهناك أسباب أخرى أيضاً ساعدت على تضاؤل رفع هذا الشعار.
لا أحد يفهم من كلامي أن الشيعة بدأوا يكرهون السنة أو بدأوا يتشاءمون منهم ولذلك هم يحجِمون عن رفع هذا الشعار، المسألة هي مسألة درجات حب وعلاقة فأحياناً تبرد وأحياناً تصل لذروتها، نحن نحب إخواننا السنة في البحرين وسيستمر هذا الحب، ولكن ليصل لأعلى مستوياته يجب أن يكون الحب من طرفين لا من طرف واحد.
فليس نحن من ينسى الماضي وينسى العلاقات الأكثر من أخويَّة في الحلوة والمرة، في السفر وفي الحضر، وفي مختلف المناسبات والمناطق.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
شِعار: إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما انبيعه، من أقوى الشعارات التي انطلقت بها ثورة الرابع عشر من فبراير، إلى درجة أنك إن لم تسمعه في كل يوم باعتصامات الدوار أو في المسيرات تتفاجأ وتتساءل في نفسك: لماذا لم يُرفع هذا الشعار اليوم؟ لابد أن هناك سبب وجيه للامتناع عنه!
لاحِظوا معي كيف أننا نُفضِّل إخواننا السنة علينا ونقدِّم مصالِحهم على مصالِحنا وذلك بوضع كلمة (سنة) قبل كلمة (شيعة) في الشعار المذكور، هذا لم يأتِ عبثاً كما أن الآية الكريمة التي تقدِّم النفس على الوالدين هي أيضاً توضِّح أن لا شيء أغلى من النفس والروح وهو القائل في محكم كتابه:
(رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا) نوح، الآية 28.
وقال أيضاً في آية أخرى على لسان النبي موسى (عليه السلام):
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) الأعراف، الآية 151.
فنلاحظ كيف أن النفس تُقدَّم على كل شيء، وعندما سُئِل سماحة آية الله السيد علي السيستاني عن علاقة الشيعة بالسنة فأشار على الشيعة بأن لا يقولوا للسنة أنتم إخوتنا بل يقولوا أنتم أنفسنا.
الآن السؤال المطروح هو ما هي أسباب تضاؤل وانكماش رفع هذا الشعار؟ مع الأخذ بعين الاعتبار بأنني لا أعني جميع السنة بهذا الكلام.
-من أقوى الأسباب هو عدم جديَّة الطرف الآخر بإعلان أخوّتهم للشيعة كما يُنادي الشيعة دائماً بفعالياتهم لتحريك ضمائرهم الخائفة من المجهول والأوهام.
-نجاح بث الفرقة في نفوس السنة وتصديق الكثير منهم روايات السلطة التي لا يصدقها حتى من لا عقل له.
-المبالغة في الخوف الذي يُسيطر عليهم لدرجة عدم استنكارهم لما يجري على إخوانهم الشيعة من انتهاكات في وضَح النهار.
-عدم غِيرتهم على الدين والإسلام،حيث هُدِمَت المساجد وحُرِقَت المصاحف، ونُبِشَت القبور، وقُمِع تشييع جنائز المسلمين ولم نجد منهم من استنكر هذا الفعل، بل زادوا على ذلك بتبرير أفعال النظام الخليفي الكافر ضد الدين والشريعة.
-استمرار استهداف الشيعة في مواقع عملهم وغيرها من المواقع من قِبَل بعض المغرَّر بهم من السنة الذين لا يتورَّعون عن فعل أي انتهاك وممارسة أي تمييز طائفي بغيض.
-عدم حضور السنة في فعاليات إخوانهم السلمية والتي بالنتيجة ستصُبُّ في مصلحتهم ومصلحة أبنائهم وأهاليهم ومناطقهم.
-عدم محاسبة السنة من قِبَل النظام مهما فعلوا من غزو جواد أو من سب وتشهير وقذف في تويتر، وفيس بوك، ويوتيوب، وغيرها من وسائل الاتصال الاجتماعي واتهام الشيعة بأبشع الاتهامات والبهتان.
-التجنيس السياسي المستمر من قِبَل النظام لمن ينتمون للمذهب السني فقط من عِدَّة دوَل ومناطق.
-ازدياد مشاركة السنة في استهداف التجار الشيعة، وازدياد انتهاك البلطجية والمليشيات والذين ينتمي أكثرهم للمذهب السني ضد الشيعة ومناطقهم ومعتقداتهم وشعائرهم وأرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم وغيرها.
-وهناك أسباب أخرى أيضاً ساعدت على تضاؤل رفع هذا الشعار.
لا أحد يفهم من كلامي أن الشيعة بدأوا يكرهون السنة أو بدأوا يتشاءمون منهم ولذلك هم يحجِمون عن رفع هذا الشعار، المسألة هي مسألة درجات حب وعلاقة فأحياناً تبرد وأحياناً تصل لذروتها، نحن نحب إخواننا السنة في البحرين وسيستمر هذا الحب، ولكن ليصل لأعلى مستوياته يجب أن يكون الحب من طرفين لا من طرف واحد.
فليس نحن من ينسى الماضي وينسى العلاقات الأكثر من أخويَّة في الحلوة والمرة، في السفر وفي الحضر، وفي مختلف المناسبات والمناطق.
ثائر الحق
@ThaerLelhaq
@ThaerLelhaq
اعتقد يا اخي ان المقال وجه كثيرا من الانتقادات للطائفة السنية دون الاخذ بالاعتبارات التي جرت محاولة احتواء الثورة في قالب ديني شيعي، كرفع الشعارات الدينية الشيعية، واحتواء قيادات شيعية للثورة ما سبب مخاوف طبيعية في الجانب السني، الثقافة داخل الطائفة في مجتمعاتنا ليست مجرد عقيدة ايمانية، بل هي ثقافة وسياسة وحضور متجذر في العقل التاريخي للصراع، الذي يستفيد منه النظام الطائفي في حلحلة وحدة الوطن، ما يجعل صعوبه كبيرة في حاضرنا النضالي بناء الدولة الحديثة. غياب الاحزاب والجماعات الوطنية وضعف دورها السياسي سبب رئيسي في غياب هذا الشعار ايضا. وهناك مقولة: المجتمع الحديث يحتاج لنظام سياسي حداثي. وانظمتنا السياسية رجعية وكذلك العقل الجمعي العربي.
ردحذف