منذ استيلاء آل خليفة سنة ١٧٨٣م على الحكم في البحرين عن طريق القرصنة والقتل والنهب، ونحن لم نعش يوما هانئا إلى الآن. وفي نفس الوقت هذه الأسرة منذ حكمها إلى الآن وهي تبحث عن الاستقرار والهدوء السياسي لما كانت تعانيه من الرفض الجماهيري لها، فمنذ توليهم الحكم وإلى الآن أصبحت أرض البحرين مسرحاً للأحداث الجماهيرية المعارضة للاحتلال الخليفي.
الحكم الخليفي شهد معارضة سياسية منذ بدايته، وحدثت سلسلة من الأعمال الثورية المتتالية، وبدايتها كانت الثورة الجماهيرية عام ١٨٦٩م، وعلى إثرها استطاع الشعب استرداد الحكم من آل خليفة، ولكن ما لبثت الثورة أن تنجح حتى تدخّلت البوارج البريطانية في قمع الثورة واحتلال البلد لحين تعيين عميل آخر من آل خليفة.
الغريب في الأمر أنه عندما أرادت القوات البريطانية الخروج من أرض الوطن قامت باستفتاء لاختيار حاكم للبحرين بين إيران وآل خليفة، ولكن للأسف الشديد البطش والتسلط الخليفي لم يمنع الشعب من اختيار آل خليفة حكّاما لهم مرة أخرى، مع أنه شعبٌ شهد له التاريخ في نضاله المستمر ضد هذه العائلة، ولكنه لم يتعظ من أخطاء الماضي، ووثق في هذه العائلة مرة أخرى. كان الأجدر بهذا الشعب المعروف بنضاله أن يرفض الاختيارين، وأن يقاوم ويواصل درب الجهاد ليختار هو من يحكمه، لا أن يقبل بالنظام الذي كان يرفض حكمه أساسا، ويجعل الأجيال تعاني وتعيش في حكم متسلِّطٍ طاغٍ إلى يومنا هذا.. أخطاء أجدادنا ما زلنا نعاني منها الأمَرَّيْن.
هناك حكمة تقول:
نحن أحياناً نكتشف ما سوف نفعله
عندما يتضح لنا ما لا نستطيع فعله
وفي الغالب من لا يرتكب أخطاء
لا يستطيع تحقيق الاكتشاف؟!!
هذه الحكمة لو طُبِّقَت لكان حال البشر أفضل مما هم عليه الآن، ولكنهم لا يتعلمون من أخطاء الماضي، ولا من هزائمه، على اعتبار أن في الزمن متّسعا لتكرار الهزيمة مرة أخرى، والعودة إلى ارتكاب الخطأ، وأن التصحيح لم يحن وقته بعد، فنتغاضى عنه ونكرِّره مراراً وتكراراً ولا نحاول أن نكتشف موضع الخلل. هذا هو حالنا مع آل خليفة، في كلُّ عشر سنوات تكون هناك انتفاضة أو ثورة، ونأمل منها تحقيق النصر وتحسين الأوضاع وقيام دستور وبرلمان كامل الصلاحيات، وتقدِّم الحكومة الوعود وتهدأ الثورة ويستتبُّ الأمن للخليفيين، وينتكس الشعب مرة أخرى، لأن كل وعودهم كاذبة ومجرد حبرٍ على ورق.
وآخر انتكاسة كانت للشعب هي انتكاسة الميثاق والذي ما زلنا نعاني منه إلى الآن بسبب الوثوق بهذا النظام المتسلِّط، أصحاب القرار تناسوا التاريخ الخليفي الأسود، ووثِقوا بهم مرة أخرى، وحفَّزوا الشعب بل ودَعَوْه إلى المشاركة والتصويت على الميثاق، وبذلك استراح هذا النظام، وزاد في ظلمه وبطشه.
بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الميثاق اعترفت -ولو أن اعترافهم كان غير رسمي- بعض الجمعيات وأصحاب القرارات بأن دعوتهم لتبنِّي التصويت للميثاق كان من غير دراية ودراسة جادّة لبنوده والتي صوَّت عليها الأغلبية الكاسحة من الشعب.
لماذا لا نتعلم من أخطاء الماضي؟ فالانتفاضات والثورات المتكرِّرة التي فجَّرها الشعب في فترات مختلفة من عمر الصراع السياسي على النظام الخليفي جعلت منه شعباً يتحلّى بالوعي والبصيرة الثاقبة نتيجة الصراع الذي خاضته أجيال متعاقبة، ومن ذاق الظلم والاستبداد كل تلك السنوات يجب أن يتعلّم من أخطائه السابقة ليتجنّب الوقوع في حفرة آل خليفة مرة أخرى.
أيُّ تطورات على الساحة الآن يجب أن تُدرَس جيداً، لا نريد أن نظلم الجيل القادم باختياراتنا الخاطئة وغير المدروسة كما فعل بنا الجيل السابق، فأي خيارات تُطرَح إذا كانت لا تلبي طموح ورغبات الشعب لن نتقبَّلها، بل سنطالب نحن بخيارات جديدة، الشعب هو من يضع الخيارات، وليس الخليفيون أو أي جهة تنصِّب نفسها كـ"قائمة بأعمال الشعب". الشعب هو من أعلن الثورة، وهو من سيذوق الأمرَّين إذا كان اختياره خاطئا.
أيها الشعب البحريني الثائر المقاوم، لا تجعلوا أي شخص من أي موقع أن يتّخذ القرار عنكم، بل يجب مشاركة كل الشعب في القرارات المصيرية، وعلينا أن نتّعظ من تجاربنا ونتعلَّم من أخطائنا السابقة حتى لا نُصَاب بلعنةٍ من الأجيال القادمة.
رؤى النصر
الحكم الخليفي شهد معارضة سياسية منذ بدايته، وحدثت سلسلة من الأعمال الثورية المتتالية، وبدايتها كانت الثورة الجماهيرية عام ١٨٦٩م، وعلى إثرها استطاع الشعب استرداد الحكم من آل خليفة، ولكن ما لبثت الثورة أن تنجح حتى تدخّلت البوارج البريطانية في قمع الثورة واحتلال البلد لحين تعيين عميل آخر من آل خليفة.
الغريب في الأمر أنه عندما أرادت القوات البريطانية الخروج من أرض الوطن قامت باستفتاء لاختيار حاكم للبحرين بين إيران وآل خليفة، ولكن للأسف الشديد البطش والتسلط الخليفي لم يمنع الشعب من اختيار آل خليفة حكّاما لهم مرة أخرى، مع أنه شعبٌ شهد له التاريخ في نضاله المستمر ضد هذه العائلة، ولكنه لم يتعظ من أخطاء الماضي، ووثق في هذه العائلة مرة أخرى. كان الأجدر بهذا الشعب المعروف بنضاله أن يرفض الاختيارين، وأن يقاوم ويواصل درب الجهاد ليختار هو من يحكمه، لا أن يقبل بالنظام الذي كان يرفض حكمه أساسا، ويجعل الأجيال تعاني وتعيش في حكم متسلِّطٍ طاغٍ إلى يومنا هذا.. أخطاء أجدادنا ما زلنا نعاني منها الأمَرَّيْن.
هناك حكمة تقول:
نحن أحياناً نكتشف ما سوف نفعله
عندما يتضح لنا ما لا نستطيع فعله
وفي الغالب من لا يرتكب أخطاء
لا يستطيع تحقيق الاكتشاف؟!!
هذه الحكمة لو طُبِّقَت لكان حال البشر أفضل مما هم عليه الآن، ولكنهم لا يتعلمون من أخطاء الماضي، ولا من هزائمه، على اعتبار أن في الزمن متّسعا لتكرار الهزيمة مرة أخرى، والعودة إلى ارتكاب الخطأ، وأن التصحيح لم يحن وقته بعد، فنتغاضى عنه ونكرِّره مراراً وتكراراً ولا نحاول أن نكتشف موضع الخلل. هذا هو حالنا مع آل خليفة، في كلُّ عشر سنوات تكون هناك انتفاضة أو ثورة، ونأمل منها تحقيق النصر وتحسين الأوضاع وقيام دستور وبرلمان كامل الصلاحيات، وتقدِّم الحكومة الوعود وتهدأ الثورة ويستتبُّ الأمن للخليفيين، وينتكس الشعب مرة أخرى، لأن كل وعودهم كاذبة ومجرد حبرٍ على ورق.
وآخر انتكاسة كانت للشعب هي انتكاسة الميثاق والذي ما زلنا نعاني منه إلى الآن بسبب الوثوق بهذا النظام المتسلِّط، أصحاب القرار تناسوا التاريخ الخليفي الأسود، ووثِقوا بهم مرة أخرى، وحفَّزوا الشعب بل ودَعَوْه إلى المشاركة والتصويت على الميثاق، وبذلك استراح هذا النظام، وزاد في ظلمه وبطشه.
بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الميثاق اعترفت -ولو أن اعترافهم كان غير رسمي- بعض الجمعيات وأصحاب القرارات بأن دعوتهم لتبنِّي التصويت للميثاق كان من غير دراية ودراسة جادّة لبنوده والتي صوَّت عليها الأغلبية الكاسحة من الشعب.
لماذا لا نتعلم من أخطاء الماضي؟ فالانتفاضات والثورات المتكرِّرة التي فجَّرها الشعب في فترات مختلفة من عمر الصراع السياسي على النظام الخليفي جعلت منه شعباً يتحلّى بالوعي والبصيرة الثاقبة نتيجة الصراع الذي خاضته أجيال متعاقبة، ومن ذاق الظلم والاستبداد كل تلك السنوات يجب أن يتعلّم من أخطائه السابقة ليتجنّب الوقوع في حفرة آل خليفة مرة أخرى.
أيُّ تطورات على الساحة الآن يجب أن تُدرَس جيداً، لا نريد أن نظلم الجيل القادم باختياراتنا الخاطئة وغير المدروسة كما فعل بنا الجيل السابق، فأي خيارات تُطرَح إذا كانت لا تلبي طموح ورغبات الشعب لن نتقبَّلها، بل سنطالب نحن بخيارات جديدة، الشعب هو من يضع الخيارات، وليس الخليفيون أو أي جهة تنصِّب نفسها كـ"قائمة بأعمال الشعب". الشعب هو من أعلن الثورة، وهو من سيذوق الأمرَّين إذا كان اختياره خاطئا.
أيها الشعب البحريني الثائر المقاوم، لا تجعلوا أي شخص من أي موقع أن يتّخذ القرار عنكم، بل يجب مشاركة كل الشعب في القرارات المصيرية، وعلينا أن نتّعظ من تجاربنا ونتعلَّم من أخطائنا السابقة حتى لا نُصَاب بلعنةٍ من الأجيال القادمة.
رؤى النصر
@Ro2aAlnasr
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق