اختلاف
الآراء السياسية ظاهرة طبيعية، والدفاع عن الآراء الحزبية بشكل حضاري يثبت الديمقراطية
ويرسِّخها ويفتح أبواب النقاش الصحي، حيث يتعلّم المرء حقوقه ويتثقَّف، يأخذ ما يقتنع
به ويترك ما لا يتماشى مع قناعته.
كل
المعارضين يريدون الديمقراطية، والطريقة التي اختارها البعض هي توكيل الجمعيات للتحدّث
باسمهم وبالأخص الوفاق لأنها جمعية "إسلامية" تترأسها عمامة وزعيمها الروحي
عمامة وبياناتها ومطالبها مباركة من مجلس العمائم، والكثير من المعارضين الشيعة يبجلون
ويقدسون العمامة، لذلك نراهم يشاركون معهم في مسيراتهم ومهرجاناتهم المرخصة وهم في
مأمن من القمع الخليفي، يتبعونهم وهم معصوبي الأعين يقبلون دخولهم الحوار ثم انسحابهم
ثم دخولهم مرة أخرى، ويتناسون سنوات من الإخفاقات في حل مشكلة واحدة سواء كانت سياسية
أو معيشية، من الأزمة الإسكانية إلى التجنيس، من البطالة إلى الأجور المتدنّية.
من
ناحية أخرى هناك جمهور عريض مطلبه السياسي مختلف عن الجمعيات، ولا يوجد لديه من يشفع
له ويحميه من القمع والقتل الخليفي، لا يريد الحوار مع القتلة، بل يرى الحوار معهم
مذلّة ومضيعة للوقت، وهذا الجمهور يقدِّس مبدأ صوت لكل مواطن ويقدِّس الدين لا العمامة،
رموزه بين المنفي والمعتقل، شعاره واضح وضوح الشمس "ارحلوا".
ما
يثير التعجب هو أن ترى من يطالب بالحرية والديمقراطية يشطب ويستولي على أصوات جماهير
عريضة مطالبها مختلفة عن مطالب حزبهم، وإن انتقدوهم حوّلوهم إلى مخابرات تشقّ الصف،
وتتمرّد على القيادة والعلماء بل مراهقين لا يفقهون، وأبطال كيبورد، فلا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم.
الاستفتاء
على نتائج الحوار وإن وصل إلى المملكة الدستورية وهو محال لن ينهي الثورة، لأن من صرخ
ورفع شعار "صوت لكل مواطن" نسي أو تناسى الشهداء وعوائلهم ورموزا في السجون
مطالبهم مختلفة.
طبّقوا
شعار "صوت لكل مواطن" بالمطالبة بتقرير المصير والاستفتاء على شكل النظام
وليس نتائج الحوار لنحصل على ديمقراطية عريقة حيث يأخذ كل ذي حق حقه، فالإصرار على
الاستفتاء على نتائج الحوار تطبيق لشعار جديد "صوت لكل مواطن ينتمي لحزب من أحزابنا"
ونتيجته بكل تأكيد هي ديمقراطية "بو ربية".
فارس
البحرين
@Knight_BH
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق