تنقسم
حياة الإنسان إلى مراحل وهي:
1-
مرحلة: الطفولة
2-
مرحلة: التمييز
3-
مرحلة: الإبداع
تعتبر
مرحلة الطفولة مرحلة التأسيس للإنسان, فلا تكليف على الطفل، فعقله لم يكتمل، فيكون
اعتماده المباشر لتفسير الأمور وكيفية التصرف معتمداً على الوالدين واللذان بدورهما
يقومان بغرس كل القيم والمبادئ الإنسانية والدينية في الطفل، بالإضافة إلى تفسير المعلومات
المكتسبة من البيئة الخارجية للطفل كالمدرسة والأصدقاء.
ينتقل
الإنسان من مرحلة الطفولة لمرحلة الشباب ويتسع عالمه, وتزداد الكمية المعلوماتية التي
يستقبلها عقله، فيكون مشوّشاً غير ثابتاً ويحاول جاهداً في تكوين شخصيته إلا أن عدم
استطاعته للموازنة بين عقلة وعاطفته تحول بين ذلك.
ينتقل
إلى مرحلة متقدمة من الشباب وهي بداية الاستقرار النفسي والعاطفي، فتبدأ ملامح شخصية
الإنسان بظهور وتكوّن نتاج لما غرس في طفولته من قبل الوالدين بالإضافة إلى ما اكتسبه
من المجتمع المحيط ويبدأ صراع أخر لا نهاية له.
يختلط
الإنسان بعقول تتفاوت في مستوياتها، فيختلف معهم ويتشبث بثقافة عاش معها سنين، فيحاول
فرض رأيه بأنه على صواب والآخر على خطأ، فكيف لنا معرفة الحقيقة!؟ ومن هو على صواب!!؟
ومن هنا يطرح السؤال:
كيف
نعرف أن الحقيقة هي الحقيقة فعلاً!؟
في
هذا الصدد نجد ديكارت يرفض تأسيس الحقيقة على الحواس، لأن الحواس في نظره تخدعنا وتقدّم
لنا حقائق ظنية ينبغي تلافيها رغم أنه لا ينكر وجود العالم الحسي، إلا أنه لا يعتبره
منطلقا مضمونا لاكتشاف الحقيقة، لأنها في نظره من شأن العقل وحده، وهو ما يقبله العقل
تلقائيا دونما حاجة إلى برهان، فالحقيقة في الأصل ليست واقعا، بل أفكارا في العقل،
ولمَّا كانت الحدود بين الصادق والكاذب من الأفكار ليست بّينة منذ البداية فإن الطريق
إلى الحقيقة في نظر ديكارت هو الشك المنهجي.
الشك
لا يتطلّب خروج العقل من ذاته إلى العالم الخارجي، بل يشترط فقط العودة إلى الذات لإعادة
النظر -مسح الطاولة- في كل ما لديه من أفكار بواسطة الشك المنهجي، وعملية الشك تنتهي
إلى أفكار لا تقبل الشك، ألا وهي الأفكار البسيطة الفطرية في العقل (البديهيات) وهي
أساس اليقين، فليس ثمة حقيقة إلا إذا قامت على هذه المبادئ، والتي تُدرَك بواسطة الحدس
العقلي، وانطلاقا منها يستنبط العقل بواسطة الاستدلال كل الحقائق المركبة والممكنة،
فيظهر أن العقل هو مبدأ ومنتهى الحقيقة.
وبما
أن العقل بفطريته والواقع بخصائصه وقوانينه الموضوعية يُصدِران معا عن أصل واحد (هو
الله) فإن وحدة مصدرهما هي ضمان تطابقهما (الضمان الإلهي) وبذلك اعتقد ديكارت أنه قد
حصّن الحقيقة داخل قلعة اليقين التام (العقل) ولم يعد هناك مجال للشك ما دام قد قطع
الطريق نهائيا عن الحواس.
يقوم
الصدق بكل بساطة في كل ما هو مفيد لفكرنا، والصائب في ما هو مفيد لسلوكنا، فعندما تُناقِش
أحدهم استخدم أسلوب الشك المنهجي، امسح ما بعقلك من ثقافات، واتّبع فطرتك التي خلقك
الله عليها، فالإنسان بطبيعته يحب الصدق ويحب الأمانة ويميل إليهما، ويحب الحياء والإيثار
والتضحية والوفاء ويسعى إليها، ويحب العلم والجمال والكمال، وينزع نزوعا إلى عبادة
الله والإخلاص له وذكره وشكره، ويتم كل ذلك في نفس الإنسان، من دون وجود عوامل خارجية،
ولا يزيد دور العوامل الخارجية إلا على تأكيد ما أودعه الله في فطرة الإنسان... فكن
فقط إنسانا..
بحرينية
الهوية
@umhussain1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق